هناك مسألة مهمة يتم اغفالها في القراءات الاقتصادية وفي النقد الماركسي حين يتحدثون عن ان فائض القيمة الذي من المفترض أن يعود للعامل إنما يسرقه رب العمل. هذه المسألة يمكن ان اسمها قيمة الطلق. وسأحاول شرحها هنا ببساطة لأنني افهمها بساطة وليس لأنني احاول تبسيطها. فلنتخيل ثلاثة اشخاص ، كل شخص يمتلك سبعة الاف جنيه. لكن السبعة آلاف جنيه لا قيمة لها ولا يمكن ان تؤسس مشروع مربح. يقرر الثلاثة جمع اموالهم لانشاء مشروع مشترك ، وبالفعل يتكون مشروع برأسمال يبلغ واحدا وعشرين الف جنيه. المشروع المربح يحقق ارباح صافية اثنى عشر الف جنيه وهكذا يتم توزيع نصيب كل واحد اربعة آلاف جنيه. يتفق شريكان على الآتي: اعادة السبعة آلاف جنيه للشريك الثالث ومعه الربح وهو اربعة آلاف جنيه. وطرده من الشراكة بعد أن تأسس المشروع ووجد اقبالا من المستهلكين ونال سمعة واسم. نعم يبدو ان ما فعله الشريكان عادلا في البداية ، لكنه يتجاهل نقطة هامة ، وهي أن السبعة آلاف نصيب الشريك المطرود كانت ذات قيمة أعلى . فلولاها لما بدأ المشروع أساسا. هذا ما اسميه قيمة الطلق. حيث يكون للسهم قيمة تعزيز قدرات قيام المشروع وتحقيق الارباح منذ البداية. الماركسيون يلغون هذه القيمة حين يقومون بالغائها تماما وينطلقوا متجاوزين لها من نقطة زمنية لاحقة وهي ان العامل يخسر فائض القيمة. دون ان يتساءلوا اسئلة منطقية كثيرة ؛ منها ، ما دافع العامل لكي يتنازل عن فائض القيمة؟ وماذا لو لم يكن رب العمل لديه عمل أساسا ، وما موقف العامل بدون المنشأة الاقتصادية التي اطلقها رب العمل؟ ... انهم هنا يتجاهلون قيمة الطلق...وكأنما صورة العامل ورب العمل والعمل انبثقت الى الوجود بدون مقدمات ... وهذا خلف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة