صدور القرار الأمريكي قبل أيام بتخفيف العقوبات عن إيران جعلنا نضع أيدينا فوق قلوبنا ؛ خوفا من هذه الكلمة (التخفيف) الطارئة ما بين الإبقاء والإلغاء. بدأنا سباق العقوبات الأمريكية بقرار الرفع الجزئي من أوباما .. ثم جاء ترامب فمدد الرفع الجزئي إلى 12 أكتوبر القادم .... فما هي تخمينات قرار ترامب في 12 أكتوبر القادم ؟ أخشى أن "التخفيف" سيفرض نفسه هذه المرة ....... وبالتالي يكسب ترامب فضل شراء السودان والعصا معه.
الوقفة الإحتجاجية التي نفذها بعض السودانيين حملة الجوازات الأمريكية ؛ جاءت مفاجئة غير متوقعة من أناس كان يفترض فيهم أن يكونوا على قدر أكبر من الوعي ، والحرص على حال أبناء شعبهم في الداخل ؛ الذين يعانون ويعاني أطفالهم من كثير سلبيات فرضتها العقوبات الأمريكية لاسيما في مجال قدرة السودان على تنويع اسواق صادراته .. وما أدى إليه ذلك من إستغلال بعض الدول المجاورة و "الإسلامية" لهذه الحالة . فباتت تشتري بضاعتنا بثمن بخس وأحيانا بعملتها المحلية . وتسارع إلى تصديرها لكافة الأسواق بعد وضع مغلفات مزورة عن بلد المنشأ.
حتى الصرافات في الدول ذات المعاملات المالية الحرة تفرض على المغترب رسوماً وضرائب باهظة ؛ تضرب حجم تحويلاته في الصميم . على سبيل المثال فإن الصرافة تحسب على المغترب الذي يرغب في تحويل 1000 دولار أمريكي للسودان .. تحسب عليه رسم إصافي قدره 35 دولار أمريكي ...... وبتضريبة بسيطة ؛ يكون صافي المبلغ الذي حوله المغترب هنا هو 965 دولار ..... رغم أنه حوّل في الحقيقة 1000 دولار... وهو ما يعني بداهة أن السودان قد خسر في كل 1000 دولار .. خسر 35 دولار. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الوقفة التي نفذها يعض السودانيين الأمريكان أمام مبنى الكونغرس الأمريكي للمطالبة بعدم رفع العقوبات الأمريكية عن بلدهم الأصلي . فوبلت بإستهجان سوداني شعبي كاسح الأغلبية. هذه الوقفة جمعت بين عدة توجهات وألوان طيف سياسي وإثني ... ولكن من الحماقة أن يخلط البعض بين مصلحة شعبهم وبلادهم . وبين نظام سياسي زائل لا محالة . طال الزمن أو قصر ... فهذه سنة الحياة .. ولو دامت لغيرك ما جاءت إليك .. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. وإذا كان هؤلاء السودانيين يظنون أنهم قد اصبحوا بمنجاة من معاناة السوداني في الداخل والخارج . فإن عليهم تذكر أنهم لا يزال لديهم بقية من أهلهم في السودان. وسيعانون الأمرين من إستمرار هذه العقوبات . من الجهل الـتهوين بقلة أعداد المشاركين في هذه الوقفة الإحتجاجية المشار إليها أعلاه من واقع "قلة عدد" المشاركين فيها . وأنهم لا يتعدون ألـ 20 شخص أو أكثر بقليل. إذا كانت "الأعداد" تمثل لدينا مؤشراً بالفشل أو حافزا لعدم المبالاة . فإنها تظل على العكس من هذا المدلول لدى شعوب وساسة وإعلام الدول الغربية المتطورة.
فهل يستغل ترامب هذه الوقفة لتمرير قراره المفضل بالتخفيف بدلاً من الرفع الكامل؟
وزرة الخارجية أعلنت أن خطاب السودان (التقليدي) من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، سيركز على مطلب رفع العقوبات الأمريكية . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماهو دخل الجمعية العامة للأمم المتحدة بالعقوبات الأمريكية؟ هل تصلح منصة الجمعية العامة للضغط على البيت الأمريكي الأبيض؟ هل يمتلك السودان بالنظر إلى سجله السلبي في مجال حقوق الإنسان ذلك الزخم الذي يؤهله للمطالبة بحقوق إنسان؟ هل ترغب الخارجية في التصعيد . وإعتبار العقوبات الإقتصادية الأمريكية "عدوان" أمريكي على السودان؟
هذا التصريح الذي صدر من وزارة الخارجية وتصدر أخبار الصحف في الخرطوم لا يبشر بخير .. وينبيء على أن وزارة الخارجية لم تتلقى حتى تاريخه بما يفيد الجزم بصدور قرار برفع العقوبات نهائياً. ويشير ايضاً أنها قد ضاق صدرها بتلكؤ وتردد البيت الأبيض والخارجية الأمريكية ، في إعطاء مبشرات ومؤشرات إيجابية حول إمكانية رفع العقوبات ... وأن البرهة الجميلة لم تتضح ملامحها حتى هذه اللحظة.... لكل هذا وبعضه ؛ ربما يظل صدور قرار "بالتخفيف" هو غاية الآمال.
يا أستاذ مع إحترامي لك و لرأيك، لكن لا تحاول التصوير بأن العقوبات المفروضة على البلاد منذ عشرين عاما في 1997م هي السبب المباشر في وصول أحوال البلاد و العباد إلى الأوضاع المزرية جدا حاليا،،، فأنت تعلم و كلنا نعلم أن سبب ضياع المواطن و سحقه تحت ثقل الوضع الإقتصادي المتردي جدا هو نهب و سلب الجبهة الإسلامية لمقدراته و قوت يومه و كذلك أحد الأسباب الأساسية وراء ذلك هو فصلهم للجنوب بسياسات الكراهية و العدوان و تدميرهم الممنهج لإدارة الخدمة المدنية عبر سياسات التمكين العقائدية و الجهوية و العنصرية و ذلك عن طريق تعيين الحمير لإدارة مفاصل الدولة لا لشيء سوا لأنهم ينتمون إلى بيت ماخور الجبهة، حتى أصبحنا الآن متكومين فوق تلة من الخرائب و الخراب و كل شيء سيئ و قبيح!!!!!! أن الحل لا يكمن في رفع العقوبات حاليا، بل أن الحل يكمن في الإبقاء على العقوبات كاملة، بل و تقنينها أيضا، بحيث تصبح مستهدفة و بشكل مباشر قادة الجبهة الإسلامية و مؤسساتهم المجرمة و الشريرة التي تدمر في إنسان السودان و تتحكم في عيشه و عقله و تغذي شريان الأخوان الإرهابيين بدماء أموال السحت تلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مصعب المشـرّف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست