:: إختزال ثورة معطرة بالفداء في بطولات ذاتية إهانة لتضحيات الشعب، وتحقير لشباب بذل الروح والدم ثمناُ للإنتصار.. ويبدو أن موسم الإدعاءات الزائفة قد أطل .. وعلى سبيل المثال، الفريق أول جلال الدين الشيخ نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق، وعضو المجلس العسكري المستقيل بأمر الشباب، لم يكن موفقاُ وهو يخاطب أهله بالنص : (أقسم بالله العظيم، وعلي بالطلاق، أنا القدت التغيير دا)، هكذا أقسم ، ونسى - أو تناسى - بأن المستهدف بالتغيير لايكون قائداُ للتغيير ..!!
:: وقود الثورة ، أي من قادوا مواكب التغيير، ولا تزال على خطى عزيمتهم تمضي المواكب، هم من صعدوا إلى العلياء بثبات ويقين، ثم إخوانهم الذين تعاهدوا ألا يبارحوا ساحات الثورة ما لم يكتمل التغيير، أي يكتمل سقوط النظام البائد .. والكل يعلم، وخاصة جلال ، بان ملاحم الشهداء والثوار هي التي أجبرت أعضاء اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع على نزع السلطة عنه .. ولولا ملاحم الشهداء والثوار لما تجرأ جلال الشيخ على إقالة جندي بحرس الرئيس المخلوع، وناهيكم عن نزع سلطته ..!!
:: ومن العجب قوله بالنص الموثق باحدى مقاطع الفيديو : (عندما اصروا علي ان اكون بالمجلس الانتقالي قلت ليهم ياجماعة عليكم الله سيبونا كفانا والمهمة دي تتعدى بسلام)، هكذا زعم بانهم أرغموه على عضوية المجلس العسكري، ليغادرهم طوعاً وإختياراً بعد أسابيع (سيبونا كفانا).. ولكن لسوء حظ جلال الشيخ فان أحداث الأمس لم تصبح تاريخاً منسياُ، بحيث يكتبها أو يرويها كما يشاء.. فالشاهد، من قادوا مواكب التغيير هم من أجبروا الشيخ على الاستقالة، وكذلك المجلس العسكري على القبول ..!!
:: وعليه، فالثوار هم الذين أبعدوا جلال بعد أسابيع من آداء القسم والتجوال باسم المجلس العسكري.. الثوار وليس رغبته (سيبونا كفانا).. وبأمر الثوار سوف يكتمل السقوط، و تعود كل السلطة للشعب وحكومته المدنية، ويُحاكم جلال وغيره على جرائم إغتيال شهداء الثورة .. أما الأدهى في خطاب المزاعم : (برهان دا رشحتو انا، وقلت لابن عوف انت ياك قائدنا لكن كتر خيرك مامقبول، قال لازم اعلن الانقلاب، ثم اتنحى للحفاظ على السيستيم العسكري).. وهذا يعني أن قائدة الثورة - جلال - كان قادراُ على عزل ابن عوف وتعين البرهان، و ومع ذلك عاجزعن إبقاء ذاته عضواُ بالمجلس العسكري ..!!
:: (انقلاب)، قالها هكذا بلا أي تعلثم، وكأنه لم يجد وصفاُ لتضحيات الأربعة أشهر غير هذا الوصف المراد به إختزال الثورة والتقليل منها، لا لشي إلا لأنه لم يكن جزء منها.. ولو كان سيادته جزء من الثورة لما طالب الثوار بعزله .. علماُ بانه كان عضو المجلس العسكري الذي تباهى - في مؤتمر موثق بمباني السفارة السودانية باديس أبابا - بالثورة و شبابها وخطتها.. كانت ثورة، عندما كان سيادته عضواُ بالمجلس العسكري، ثم أصبحت انقلاباً بعد قرار الثوار بابعاده عن المجلس العسكري .. !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست