مقطع الفيديو الذي يُظْهِر قوةً من جهاز الأمن وهي تتبختر بآلياتها وسلاحها في ميدان بُرِّي الدرايسة بالخرطوم بينما متحدثها ينادي سكان الحي العُزّل - إلّا من هتافٍ يُعبِّر عن تَوْقٍ للحرية والحياة الكريمة - ويدعوهم للخروج من منازلهم لمنازلتها ويصفهم بالجبن عن المواجهة، هو وصمة عارٍ أخلاقية وسياسية في وجه نظام الإنقاذ.
يُؤشِّر هذا الفيديو إلى أن العقيدة المزروعة في وعي هؤلاء الأفراد من جهاز الأمن هي عقيدة موغلة في الانحطاط، لا تحترم الشعب ولا تقيم له وزناً أمام ولائها للنظام والدفاع عن وجوده ولو على أشلاء المحكومين الذين تعتبرهم هذه العقيدة البائسة مجرد رعايا في وطنهم لم يبلغوا سِنّ الرشد وعليهم أن يكونوا تحت وصاية النظام الحاكم لينوب عنهم في الحلم والتفكير وإدارة الحاضر وصياغة المصير، وألّا يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج على أي واقعٍ كئيب أو المطالبة بأي حقٍّ سليب.
ألا فليعلم هؤلاء - ومن أرسلوهم - أن السودانيين يخوضون الآن معركة استرداد وطنهم ببسالة طائرٍ يُفضِّل الموت قبل أن يسمح للحدآت أن تلتهم صغاره في العُش .. وليعلموا أن القوة المادية العمياء لن تكون عاصماً لنظامهم من التدحرج إلى حيث مُسْتَقَرِّهِ المُستحَق في مزبلة التاريخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة