(قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) صدق الله العظيم
بعدما بشرنا السيد الرئيس، بأنه سيقف على مسافة واحدة، من جميع الأحزاب المعارضة والمؤيدة.. وبعد ما رأينا وسمعنا السيد صلاح قوش، مدير جهاز الامن، يخاطب جنوده بأن يعاملوا المتظاهرين برفق، وأن لا يعتدوا عليهم، حتى لو قاموا بضربهم بالحجارة، وأن يتعاملوا بود وتسامح، حدثت فضيحة مدوية، لعلها آخر فضائح نظام الاخوان المسلمين المتهاوي!! فقد داهمت قوات بعربات مليئة برجال الأمن، والشرطة، والرباطة بالزي المدني، يحملون العصي الطويلة، ومدججون بالسلاح، هاجمت حي بري الدرايسة العريق، ووجدوا الميدان فارغاً ليس به أي متظاهر.. وبدلاً من الرجوع فوراً، نزلوا واخذوا يصورون الميدان الفاضي، في شريط فيديو، ويقول أحدهم (قوات الشرطة والأمن الآن يخشوا على ميدان الدرايسة.. كل الضبوب الآن دخلت جحورها.. القوات تسيطر على ميدان الدرايسة.. وين أسود البراري؟ وين اسود البراري؟ مبروك مبروك)!! هل هذه حكومة محترمة؟! تحتفل قواتها، بأنها أخافت شعبها، وأدخلتهم في بيوتهم، حتى لو كان ذلك صحيحاً؟ كيف تسمح حكومة تحترم نفسها، لقوات نظامية، أن تتحدى مدنيين عزل، لمنازلتها في ميدان القتال؟! ماذا لو استجاب شباب بري وخرجوا لهم؟! هل تريد الحكومة أن تحدث مجزرة، باستفزازها للمواطنين، ومحاولة دفعهم لاستعمال العنف، حتى تبرر ضربهم؟! وإذا كانت القوات النظامية، المسؤولة عن حماية الوطن، بهذه السذاجة، التي تدفعها لتحدي المواطنين العزل، بغرض التشفي والانتقام، لما حدث لهم من قبل من هزيمة، حين جروا وفقدوا أحذيتهم، وسراويلهم، فلماذا صوروا فضيحتهم بأنفسهم حتى يراها العالم؟! لقد وضعوا الحكومة في وضع محرج، سيضطر بعض المسؤولين للاعتذار، مثلما اعتذروا من قبل، عن تصريحات علي عثمان والفاتح عز الدين!! إذا كان رجال الأمن جادون في هذا التحدي الساذج، فلماذا جاءوا مسلحين، لو لم يكونوا حقاً جبناء، إضافة الى جهلهم وغبائهم، الذي يعجل بنهاية نظامهم. التحية لأسود البراري، الذين عصمهم عهدهم بسلمية الثورة، من الاستجابة لاستفزاز الأمنجية والرباطة وحماة النظام الفاسد. في مواجهة حراك يوم الخميس 7 مارس، الذي خصص للاحتفال بالمناضلات السودانيات، تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة، قابلت حكومة الاخوان المسلمين التظاهرات السلمية، ببطش وعنف بالغ، يدل على كذب الحكومة، فيما ادعت من حرص أو سعي الى السلام والحوار.. فقد هاجمت مليشيات النظام، منزل الشهيد هزاع، واعتدت على الأسرة، بعد اقتحام حرمة بيتها، وضربت والدته، التي قاومتهم ببسالة، وفي داخل البيت رجل مريض، فاقد للحركة والنطق، هو جد هزاع!! كما قامت قوات الأمن والرباطة، باقتحام الجامعة الوطنية، وضرب الطلاب بقسوة، واعتقال العشرات منهم، وضرب الطالبات بعنف وتشفي، والقبض عليهن بتحرش، يشبه ما حدث في جامعة مأمون حميدة. لقد اتجهت الحكومة الى أسلوب جديد في محاكم الطوارئ، ففي محكمة الامتداد برئاسة القاضي تاج الدين ادريس محمد، وقعت عقوبة تراوحت بين أسبوع وثلاثة أشهر، واضافة عشرين جلدة لكل متظاهر، كما حكم بالسجن لمدة شهر، على فتاة، لأنها كانت تنشد نشيد العلم بصوت عالي!! وقد رفض القاضي إعطاء المتهمين فرصة الدفاع عن أنفسهم، بعد أن طرد المحامين خارج القاعة، مما جعل المحاكمة مهزلة عبثية، لا علاقة لها بالقانون أو الدستور.. وكان الشاكي ويدعى حسن عبد الله برير، من رجال الأمن، وشاهد الاتهام الوحيد، كذلك من رجال الأمن واسمه عصام الدين محمد الهدي من السامراب. لقد اتجه رئيس القضاء المهووس عبد المجيد ادريس، الى إبعاد كل القضاة الذين أطلقوا سراح المتهمين في الأيام الماضية.. واستبدلهم بقضاة يتبعون الى جهاز الأمن، ولا يستبعد أن يكون بعضهم ليس له علاقة بالقانون أصلاً، وإنما تملى عليه الأحكام فيصدرها، وليس غريبة على الاخوان المسلمين، أن يأتوا بقاضي لم يدرس القانون، كما حدث أيام محاكم الطوارئ، في عهد نميري، وعبد المجيد إدريس أسوأ، وأشد هوساً من حاج نور والمكاشفي. وإذا كان الثوار الآن يحاكمون على التظاهر، بقانون الطوارئ، وهو أمر جائر، ومخالف للدستور، فبأي قانون يبقى الذين تظاهروا قبل قانون الطوارئ في المعتقلات؟ لماذا لم يتم اطلاق سراح المعتقلين السياسين من الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، وعددهم 55، ولماذا لم يطلق سراح أعضاء الحزب الشيوعي، وعددهم 17، ولماذا لم يتم اطلاق سراح المعتقلين من حزب المؤتمر السوداني ومن حزب البعث وحزب الامة والمناضلات السودانيات وعددهن فوق الأربعين؟! التحية للبطل الابن المهندس محمود معتصم عبد الله محمود، فقد اعتقل من مظاهرة الأسبوع الماضي، وحكم عليه مع 12 آخرين في محاكمة طويلة، استمع فيها القاضي الى 23 شاهد دفاع، ورفع الجلسة وذهب للصلاة وعاد، فحكم عليهم بالسجن والغرامة، دون النظر في أقوال الشهود وتحليلها.. وكان نصيب محمود السجن ستة أشهر، والغرامة 5 ألف جنيه.. وحين رفع المحامون استئنافاً، جاء القرار بسرعة، بتحويل السجن الى أسبوع، والغرامة الى 500 جنيه، وإطلاق سراحهم، على هذا الأساس خرجوا جميعاً، إلا محمود، فقد رفض أن يدفع الغرامة، وقال (جنيه واحد ما بدفع سجن بي كرامة ولا حرية بي ذلة)!! إنني أحي والد محمود، الأخ الجمهوري د. معتصم عبد الله محمود، ووالدة محمود، الأخت الجمهورية عطيات عبد الرحمن البوشي. هنالك مسائل لا بد لتجمع المهنيين أن ينظر فيها: لا بد من متابعة التجمع عن طريق ممثل في المحاكم، والتواصل مع المحامين، والتنسيق في محاولات الدفاع، عن كل من يقبض في تظاهرة، ورفع العرائض والشكاوى، وترجمة الاحكام الجائرة، ونقلها لمنظمات حقوق الانسان، وللدول الخارجية. كما لا بد من تواصل التجمع مع القضاة الشرفاء، ومحاولة اقناعهم، بمواقف أصلب، في مواجهة موضوع الطوارئ. المتحدثون الذي حددهم التجمع، ليتحدثوا باسمه في الخارج، يجب عليهم الوصول الى وسائل الاعلام الإقليمية والعالمية.. وشرح موقف الثورة، وما يجري من تخطيط لحكومة انتقالية، وما هي موجهاتها العامة، والعلاقات الإيجابية التي ستقيمها الحكومة الانتقالية، مع الوسط الإقليمي والدولي، عندما يسقط هذا النظام. دعاية الحكومة التي تستدر بها عطف بعض الدول العربية الآن هي أن تجمع المهنيين، وأن نجح في التظاهر، لكن ليس لديه ما يقدمه كبديل، عملي، عندما يسقط النظام، وهذه دعاية ضارة، لا بد من مواجهتها، وتطمين دول الجوار، وتبشيرهم، بعلاقات أفضل، حين يسقط نظام الاخوان المسلمين الإرهابي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة