*لعل إيلا في غاية من السعادة الآن.. *وذلك عقب القرار الرئاسي بحل مجلس تشريعي الجزيرة.. *فهكذا هم الدكتاتوريون في كل مكان... وزمان.. *لا يحبون أدوات الديمقراطية من مساءلة... وصحافة حرة... وفصل بين السلطات.. *يحبون فقط أن يُصفق لهم... وتُمجد ذواتهم... ويُسمع لكلامهم.. *ثم تجيء ساعة الندامة لهؤلاء...عاجلاً أم آجلاً.. *فبذلك يخبرنا التاريخ الذي لا يكذب... ولا يتجمل... ولا يتلطف.. *ولا يغطي قبح الحقائق بطبقات الـ(انتر لوك !!).. *من لدن الفوهرر والدوتش، وإلى المهيب والزعيم...في زماننا المعاصر.. *وما تاريخ القائد الملهم - جعفر نميري - منا ببعيد.. *فقد كان يعجبه صياح برلمانه عقب قرار الرياضة الجماهيرية (هذا قرار تاريخي).. *ثم صياحه مرة أخرى بعد إلغاء القرار السابق (هذا قرار تاريخي).. *وأي صياح خلاف هذا كان سيؤدي إلى (الحل !!).. *تماماً كما (سعى) والي الجزيرة إلى حل برلمان ولايته..... ثم (سعد).. *وسعد لسعادته كل الذين هو في نظرهم صاحب السعادة.. *ثم لا يسأل نفسه - أو هم أنفسهم - لماذا هو الوالي الوحيد مفجر المشاكل دوماً؟!.. *مشاكل مع برلمانه... أو بعض وزرائه... أو أبناء ولايته.. *فالمشاكل التي افتعلها بالبحر الأحمر تكاد تكون هي ذاتها التي يفتعلها في الجزيرة.. *فحيثما حل هذا الرجل - كوالٍ - فجَّر الأزمات تفجيرا.. *وحيثما حل لا يجيد سوى تفجير الحناجر (غناءً) على مسارح مهرجاناته الكثيرة.. *وحيثما حل لا يتعدى انجازه تفجير الشوارع للـ(انتر لوك).. *وما من والٍ غيره يُرهق المركز بكثرة مشاكل ولايته... ويصدرها إليه.. *ثم ينتظر دوماً أن ينتصر له المركز ضد (الجميع).. *ضد نواب برلمان ولايته... وضد وزراء حكومته... وضد قيادات حزبه.. *أو بدقيق العبارة : ضد الذين لا يدورون في فلكه منهم.. *فأمثال إيلا ينظرون إلى دواخلهم إعجاباً وتيهاً... لا خارجها إحساساً وتفاعلاً.. *وعند هذا السطر من كلمتنا وصلتني رسالة من بلدو.. *فتذكرت حديثاً لهذا الاستشاري النفساني عن عاهات نفسية لدى كثير من المسؤولين.. *ومنها عاهة (التضخم الذاتي) التي يعاني منها المتسلطون.. *وفرعون المتسلط بلغ تضخمه الذاتي حد تخيل نفسه إلهاً تجري الأنهار من تحته.. *وما يرى الناس إلا ما يُريهم إياه... وهو من يهديهم سبيل الرشاد.. *ومحمد طاهر إيلا بلغ تضخمه الذاتي حد تخيل نفسه والياً لولايتين في آنٍ واحد.. *ولايته السابقة البحر الأحمر... وولايته الحالية الجزيرة.. *مع أنه في كلتا الولايتين لم يتعد انجازه مهرجانات التسوق... و(رتوش) الشوارع.. *بينما (يتواضع) نظيره أحمد هارون وهو ينجز بشمال كردفان.. *ويسعد حتى بمجالسة (ماسحي الأحذية).. *لا (ماسحي الجوخ !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة