أهتمام اقليمي ودولي غير مسبوق بشأن تطورات الأحداث في السودان بعد تصاعد التظاهرات السلمية التي غطت معظم مدن السودان ، أحدثت هذه التطورات ربكة في حسابات كل الدول التي تربطها بالسودان مصالح استراتيجية لا سيما مصر ودول الخليج التي تشهد صراعات بينية وصراع خليجي إيراني وتوتر في دول الجوار بعد أنتقال المجموعات المتطرفة والإرهابية التي كانت تنشط في سوريا والعراق نحو سيناء مصر وليبيا وتأثيرها على أمن هذه الدول .
جرت مشاورات بين مخابرات ثلاث دول في المنطقة بشأن السينارويهات المحتملة لمستقبل الأوضاع في السودان حال استمرار المظاهرات الشعبية من جهة ، وتمسك البشير بالسلطة من الجهة الأخرى ، ودور هذه الدول لضمان الاانتقال الآمن دون أن يتحول السودان إلي بؤر اقتتال داخلي ، في ظل إنقسام الأسلاميين أنفسهم وانتشار المجموعات المسلحة النظامية وغير النظامية ، وإرتباط جماعة الإسلام السياسي في السودان بمجموعات جهادية داخلية وخارجية مما يهدد المصالح الإستراتيجية لهذه الدول .
لقد سبق أن قدمت هذه الدول عبر رئيس دولة مجاورة حلولا قبل عام كامل من إنفجار التظاهرات ، تضمنت هذه الحلول تنازل البشير عن السلطة مقابل ضمانات توقف ملاحقته من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتأجيل متكرر للمحاكمة يصدر من مجلس الأمن الدولي ، إلا أن البشير رفض تلك الحلول كما رفض طلب أمريكيا بعدم ترشححه في انتخابات 2020 .
والسؤال الذي يدور في الاذهان : ما هي الأدوار التي تلعبها دول الجوار حيال الأوضاع في السودان وهي تقرأ الاحداث اليومية المتصاعدة من منطلق مصالحها والصورة أمامها هكذا ، أحزاب تقليدية فقدت تأثيرها ، ومجموعات شبابية يقودها جسم جديد بإسم تجمع المهنيين أثبت فاعليته في الشارع ، وإسلاميين منقسمين على أنفسهم بين مجموعة المؤتمر الوطني المتشبث بالسلطة ومجموعة المؤتمر الشعبي وهي متأرجحة بين قواعد انحازت للمعارضة و قادة تدافع عن الحكومة ، ومجموعة اسلامية متمسكة بخط الحركة الإسلامية بعيدا عن السلطة وهي تتمنى زوال الحكومة انقاذا لما تبقى من إسم لحركة الأسلام السياسي في السودان . مع تداخل المصالح الإقليمية والدولية مع مصالحنا القومية ، يتطلب أن نضع في حساباتنا كل تلك الإعتبارات بحيث نحقق أهدافنا الثورية المتمثلة في إتمام عملية إسقاط النظام مع طمأنة تلك الدول بصيانة مصالحها التي لا تضر بأهدافنا ومصلحة شعبنا ، وعمليا يتم ذلك بتكثيف التواصل والتشاور مع هذه الدول حتى لا نترك لهم التقرير في مصيرنا لوحدهم ونحن مشغولون بتنظيم حراكنا الشعبي فقط ، يجب ان نتحرك وفورا ونحن على أعتاب نهاية عهد الظلام الذي دام ثلاثين عاما.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة