الآن وقد حسمت الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال) معركتها مع القيادة المخلوعة (عقار وعرمان) وتم انتخاب عمار أمون دلدوم (النوباوي) كامل الدسم والذي يحظى بقبول واسع في أوساط أبناء النوبة داخل الحركة الشعبية.. انتخابه أميناً عاماً محل (الجلابي) عرمان فإن الساحة السياسية مهياة للتحرك مجدداً باتجاه التفاوض والذي تعطل جراء الصراع الذي احتدم بين مكونات الحركة الشعبية خلال الفترة الماضية بعد الانقلاب الناجح الذي قاده الحلو من منصة مجلس تحرير جبال النوبة ضد عرمان وعقار. صحيح أن قيادة الحركة الشعبية انتقلت الآن من ولاية النيل الأزرق التي كانت تحتل ، من خلال عقار ، موقع رئيس الحركة الشعبية ولم يكن النوبة يحظون بأي من الموقعين الرئيسيين (الرئيس والأمين العام) بالرغم من أنهم يتحملون عبء القتال ولعل ذلك كان من أهم عوامل نجاح انقلاب الحلو الذي استغل مشاعر الغبن المشتعل في نفوس أبناء النوبة ضد عرمان وعقار اللذين كانا يتاجران (بنضالات) مقاتلي النوبة في سبيل تحقيق أجندتهما المعبر عنها بمشروع السودان الجديد وليس مطلوبات جبال النوبة. لعل أكبر (خازوق) يُهدّد الحركة الشعبية في طورها الجديد يتمثل في الهيكلية الجديدة للحركة التي أضحت (نوباوية) صرفة فقد احتل أبناء النوبة المواقع القيادية وعزل أبناء النيل الأزرق الأمر الذي يحمل بذور تمزقها وانقسامها وحتى إذا انحنى أبناء النيل الأزرق للعاصفة التي اجتاحتهم وأطاحتهم من قيادة الحركة ولم يكرروا غضبة وثورة أبناء النوبة التي أدت إلى إعادة هيكلة الحركة فإن قضايا كل من المنطقتين لا تشبه الأخرى وليس أدل على ذلك من تقرير المصير الذي طالبت به الحركة لجبال النوبة دون غيرها بالرغم من أنه يمثل خروجاً صارخاً على اتفاقية نيفاشا التي لم تمنح ذلك الحق إلا لجنوب السودان كما أن علمانية الدولة التي طالب بها الشيوعي الحلو لم تمنح إلا لجنوب السودان واستثني منها كل شمال السودان. كذلك فإن انكفاء الحركة في تكوين هيكلها القيادي على جبال النوبة بعيداً عن كل أجزاء السودان الأخرى وخاصة ولاية النيل الأزرق بل بعيداً حتى عن بقية مناطق ومحليات ولاية جنوب كردفان التي تعتبر جبال النوبة جزءاً منها علاوة على تجاهل الحركة لكل عضويتها في السودان شمالاً ووسطاً وشرقاً وغرباً ماعدا منطقة الجبال يعتبر بمثابة انقلاب فعلي على كل موروث الحركة التي كانت منذ أيام الشيوعي يوسف كوة جزءا لا يتجزأ من الحركة الشعبية تحت قيادة قرنق .. يحدث ذلك الانكفاء الفعلي بالرغم من التناقض الهائل بين بيان المؤتمر العام الذي اعلن استمساكه بمشروع السودان الجديد بقوميته المعروفة والتقزيم الذي أحالها إلى كيان صغير يقوده أبناء النوبة وهو ما يعتبر ترجمة حرفية لطبيعة الانقلاب الذي انطلق من جبال النوبة بالمخالفة للدستور الحاكم للحركة والنظام الإداري السائد الذي خرج عليه الحلو حين تقدم باستقالته لمجلس تحرير جبال النوبة وليس لقيادة الحركة. عمار أمون الذي سيقود التفاوض بدلاً من عرمان يتمتع بخبرة سياسية كبيرة بعد أن تقلب في كثير من المواقع القيادية في الحركة وقد كان رئيساً للجنة برلمانية في المجلس الوطني وناطقاً باسم كتلة نواب الحركة الشعبية في البرلمان وكان يمثل دائرة الدلنج التي جاء منها في انتخابات 2010 لكنه خرج وانضم للتمرد عقب تفجر الأوضاع في جنوب كردفان. صحيح أن بيان الحركة عقب المؤتمر كان إقصائياً ومتناقضاً فبالرغم من أنه يعبر عن الحركة بقيادتها (النوباوية) إلا أنه عبّر عن استمساكه بمشروع السودان الجديد وقدم طروحات يعلم أنها مستحيلة خاصة تقرير المصير الذي يعبر عن موقف تكتيكي تفاوضي أكثر منه استراتيجي إذ لا توجد مقارنة ببن قضية الجنوب وقضية جبال النوبة التي لا يعلم أحد الحدود الجغرافية للمنطقة التي يراد أن يقرر مصيرها ولا الشعب الذي يستفتى حولها. يبدو لي أن النيل الأزرق لن ترضى بأن يفاوض عنها أمون كما أن شعب النوبة ، وقد ثار على المتاجرين بقضيته ممن صعدوا على جماجم مقاتليه الذين ماتوا بالآلاف في سبيل قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل وآن لهم أن يضعوا السلاح ولا يوجد أدنى مبرر لأن يستمسكوا كثيراً بمشروع السودان الجديد ولا حتى بتقرير المصير وأظن أنه قد آن الأوان لتغيير اسم الحركة الشعبية (لتحرير السودان) ليس في دولة جنوب السودان فحسب إنما كذلك في جبال النوبة بعد أن تولى أمون والحلو قيادها. لا أظن أن (المناضلين) من جماعات نداء السودان أو تجمع أبوعيسى أو الجبهة الثورية سيفكرون في ضم الحلو بعد بيانه الانكفائي الناضح بالعنصرية والروح الإقصائية وتلك قصة أخرى تحتاج إلى استرسال ليس هذا مكانه. أخشى ما أخشاه أن يطل أمبيكي وآليته الأفريقية الفاشلة وليت الحكومة تجلس مع أمون بصورة مباشرة لتستطلع آراءه ولتركز على ما يمكن أن يقدم لمناطق جبال النوبة من خدمات وتنمية بالرغم من أن الحركة الشعبية لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام هي المعبر عن شعب جبال النوبة والليالي من الزمان حبالى
assayha
10-25-2017, 09:32 PM
Talb Tyeer Talb Tyeer
تاريخ التسجيل: 05-30-2006
مجموع المشاركات: 499
سلاسة اللغة العربية تجعل المرء يكتب بدون أن يفكر فيما يكتب ويتحدث دون ان يفكر كما يتحدث دون أن يفكر فيما يتحدث فيه. فعندما أتى الإسلام تحدى العرب بلغتهم وأنزل قرانا بلغة عربية مبينة، ولكن لم يعقل كثير من العرب والمسلمين لغة القرآن ليخاطبوا بها العقول وارتدوا إلى لغتهم الجاهلية العصبية التي لا تعترف بمخاطبة العقول في كتاباتهم وفي تفكيرهم فاصبحت كتاباتهم عبارة عن مقالات انشائية تخاطب العواطف والمشاعر والوجدان وهذا ما نلاحظه في معظم كتابات الكتاب العرب . فهي مقالات تدغدغ المشاعر والعواطف ولكنها لا تخاطب العقول. والادروج الطيب مصطفى صاحب هذا المقال والمقالات الانشائية اليومية التي يكتبها خير مثال لذلك. فالرجل يكتبدو دون أن يفكر فيما يكتب ومن الصعب جدا أن يكتب المرء مقالات يومية مستخدما الفكر والعقل بصورة ذات كفاءة لأن العقل يرهق ولا يمكن أن يكتب يتعمق، كما وان الرجل يكتب بدون تحليل...وتفكير... والتفكير هو لغز الوعي. لذا كانت كتابات الادروجي مثيرة للجدل وخاوية على عروشها ولا تحمل فكرا يمكن الاعتداد به في حل المشكلات وهي وظيفة الكاتب الصحفي وإنما هي عبارة عن نشرات يومية استخباراتية تخدم اغراضا استخباراتية اكثر من كونها تكتب لمعالجة قضايا كبرى تهم الوطن المنكوب... كتابة الاستهبال لا غير. فلننظر لمقاله هذا ونقوم بتحليله لتتضح الرؤية اكثر لما نقوله ونقوم بمقارنته بالواقع السياسي الراهن ونظام الحكم في الدولة لنقف على ما يقول به الادروجي. الحركة الشعبية التي يتحدث عنها قد عقدت مؤتمرها الاستثنائي واتت بقيادة جديدة بعد أن تم عزل القيادة السابقة التي عجزت في قيادة دفة الامور بصورة مقبولة ومعقولة لأعضائها. واتت بقيادة جديدة يتحدث عنها الادروجي بان ابناء النوبة قد احتكروا قيادتها وبهذه الساحة يوضح بما لا يدع مجالا للشك خواء عقل هذا الرجل الفكري. فإن مسكنا رئيس الجهاز التنفيذي في الحركة الشعبية فالرئيس المنتخب هو عبدالعزيز آدم الحلو. وعبدالعزيز هذا من ابناء دارفور أما وابا..فابوه من المساليت وامه من البرقو...اذا عبدالعزيز لا ينتمي الى اثنية النوبة ولكن هاجر أبواه واستوطنا جبال النوبة في منطقة الفيض ام عبدالله. وعبدالعزيز ينتمي إلى جنوب كردفان/جبال النوبة وهو انتماء مناطقي وليس اثني ومن امثاله كثر مثل الدكتور ابكر ادم اسماعيل وعاطف نواي وغيرهم...فهؤلاء ينتمون للمنطقة وليس لاثنية النوبة ويدافعون عنها ويتفاعلون مع قضاياها والظلم الذي وقع عليها...فاما النائب الأول للرئيس فهو جوزف تكا على وهو من ابناء النيل الازرق والأمين العام هو عمار امون وهو إبن النوبة الوحيد الذي يتبوأ منصبا رفيعا منذ استشهاد القائد يوسف كوة مكي...اذا أين هو احتكار ابناء النوبة للحركة الشعبية كما يزعم هذا الادروجي في مقاله هذا؟ فهذا القول بأن ابناء النوبة يسيطرون على الحركة الشعبية قول مردود عليه. فالادروجي يكتب في هذا الموضوع بتلك الصورة الاستخباراتية العشوائية ولكننا نتفهم ذلك ونحطات له كثيرا. فهو يريد بها نقل معلومات كاذبة للتشويش ولكن هذا لا ينطلي على احد. في الجانب الاخر فلنمسك الجهاز التنفيذي للدولة السودانية ونقارنه بما كتبه الادروجي عن الحركة الشعبية لنقف على ما يدور في مخيلة الادروجي على حقيقته.. فالرئيس هو عمر حسن احمد البشيري، جعلي من النيل الشمالي.. ونائبه الاول بكري حسن صالح دنقلاوي من النيل الشمالي...وهذه الوضعية سارت منذ استقلال السودان الا في حالة واحدة فقط.... وهذا الوضع صار قائما ايضا منذ ان اغتصبت الانقاذ السلطة بليل... فقد كان البشير هو الرئيس ونائبه الاول هو الزبير محمد صالح وعندما اغتيل الزبير كان الترابي يريد أن يخلفه علي الحاج الا أن العنصريين النيليون الشماليون رفضوا ذلك. وأدى ذلك الى اول شرخ في التنظيمي الاسلامي الذي ظهر على حقيقته العنصرية. وقد اتوا بعلي عثمان الشايقي النيلي الشمالي محله. وعندما وقعت اتفاقية السلام فرضت عليهم قصرا اخلاء خانة النائب الاول التي تبوأها قرنق كاول جنوبي وكأول شخص خارج منظومة الشمال النيلي وخلفه سلفا كير بعد اغتياله... وعندما انفصل الجنوب عادت حليمة لتقديمها... فإن لم يستطع الادروجي الطيب مصطفى الحديث في هذا الوضع المختل فهو ليست له ذرة دم واحدة في وجهه تجعله يتحدث عن الحركة الشعبية لأنه ليس هو الشخص المناسب للحديث في ذلك... والاختشوا ماتوا!
10-25-2017, 11:44 PM
nour tawir nour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
Talb Tyeer
nour tawir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست