عجبـــــاُ ويــــــا عجبـــــــــاُ مــــن ضمـــــائر لا تتقـــــــي الله !!
بالأمس هرجوا ومرجوا واحتجوا على المآل .. والمؤمن الصادق مصاب ولا يحتج على معطيات الأقدار .. لقد أذلوا قوة الإيمان في نفوسهم حين سقطوا عن المقام .. ولو كانوا أصحاب عقول واعية وأصحاب إيمان بالله راسخ في الأعماق لرضوا بما حكمت به الأقدار .. ولعلموا يقيناُ أن الله ينصر من ينصره .. وحين لم يلتمسوا ذلك النصر المؤزر من الله رب العالمين كان عليهم أن يراجعوا أنفسهم .. وأن يراجعوا صحة إيمانهم .. وأن يراجعوا حساباتهم ويقفوا مع الأنفس لحظة توبة وأوبة !! .. والراشدون فيهم كان عليهم أن يسألوا الذات في خلوة مع الله : ( هل نحن ظلمنا هذه الأمة ؟؟؟؟ ) .. والإجابة : نعم وألف نعم !!! .. وهل نحن كنا نفضل أنفسنا عن الآخرين من أفراد الشعب السوداني بدرجة تنافي العدالة والإنصاف ؟؟.. والإجابة : نعم وألف نعم !!! .. وهل نحن كنا نعامل الآخرين بالإقصاء والتهميش والقسوة في المعاملات والضرب بالسيخ على الرؤوس ؟؟ .. والإجابة : نعم وألف نعم !!! .. وهل نحن كنا نتنعم بالحياة الرغدة الهانئة والرفاهية التامة في الوقت الذي فيه غيرنا من الغلابة يعانون ويشقون ويزرفون الدموع جوعاُ وهلاكاُ ويشتكون من الفاقة والغلاء ؟؟.. والإجابة : نعم وألف نعم !!! .. وهل نحن كنا نثبت وندعم كل من يوالينا ويساندنا صدقاُ أو كذباُ في خطوات الخير أو الشر ونعادي ونطارد ونشرد كل من لا يقف بجانبنا ؟؟؟ والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نحارب كل من لا ينتمي لجماعتنا ونحرمه من الوظيفة والعمل في مرافق الدولة ثم نجبره ليكون عاطلاُ يتسكع في الأحياء والطرقات أو نجبره ليكون سائقاُ ( للركشة ) أو نجبره ليهاجر خارج البلاد ؟؟ .. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نبيع مؤسسات الدولة العامرة ثم نسلط مؤسساتنا الخاصة لتكون هي البديلة في مقابل الرسوم الباهظة ؟؟ .. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نحتكر في البلاد كل شركات الإنتاج التي تتعامل في ضروريات الحياة للإنسان ثم نكتم أنفاس الغلابة بالندرة والغلاء الفاحش ؟؟.. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نسرق وننهب ونختلس أموال الدولة دون الخوف من عقاب رب العالمين ؟؟ .. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن خنا الأمانة الكبرى حين بعنا أصول الدولة من الأراضي والمؤسسات والميادين والساحات والإشلاقات والشواطئ والسواحل والحواري والجوانب حول المرافق ؟؟. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نحكم بالإعدام على كل من يتاجر بالعملات الصعبة حين لا يكون من جماعتنا ثم نعفي ونسمح لكل من يتاجر بتلك العملات الصعبة حين يكون من جماعتنا ؟؟ .. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نحتفظ بالنقد والسيولة بالمليارات من الدولارات والجنيهات في منازلنا والغلابة من أفراد الشعب السوداني يقفون في الصفوف طوال النهار أمام البنوك والصرافات ؟؟.. والإجابة : نعم وألف نعم !!!.. وهل نحن كنا نشاهد تلك الطفلة السودانية الصغيرة ذات يوم حين أمسكت رغيفة هزيلة في يدها وقالت ( حرام عليك يا بشير !! ) رغم زيادة القيمة في التسعيرة ثم لم يبالي ذلك البشير كما لم نبالي نحن الآخرون من جماعة البشير وكأننا جمادات من الصخور ؟؟.. والإجابة : نعم وألف نعم !!!
فبالله عليكم كيف كنتم تريدون أن ينصركم الله رغم ذلك الظلم الجائر وتلك الظلمات التي سودت حياة الأمة السودانية ؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست