عباءة الشيرازي وإدارة الاختلاف بالقيم الإنسانية النبيلة بقلم حيدر الجراح/ مركز الامام الشيرازي للدر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 01:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2017, 03:38 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عباءة الشيرازي وإدارة الاختلاف بالقيم الإنسانية النبيلة بقلم حيدر الجراح/ مركز الامام الشيرازي للدر

    02:38 PM October, 11 2017

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث

    رغم انها عباءة بالية بالكاد تتماسك خيوطها، الا انها بقيت تحتضن الجميع.
    اتحدث عن إدارة الاختلاف.. كان بارعا فيه ولا زال كذلك. لا تناقض بين الماضي والحاضر والمستقبل.. فنصوصه الحاضرة بيننا الان وغدا هي التي يمكن ان تنير طرقنا حول كيفية التعامل مع اختلافاتنا مع الاخرين، وان ندير هذا الاختلاف لصالح انسانيتنا، ولصالح عيشنا المشترك مع المختلفين عنا في هذا الوطن..
    اول خطوة في وعي الاختلاف هي فن الاعتذار الجميل للآخر المختلف إذا لحقته اساءة حتى لو كانت دون قصد فعل او كلمة او حتى إشارة يفهم منها الانتقاص، وفعلها الشيرازي، ولم يتردد ان يقول:
    عفواً سامحني فأنا لم أقصدك وما هو إلا بيت من الشعر ورد في سياق كلام اخاطب به الجميع في مجلسي.
    ثاني خطوة في وعي الاختلاف عدم الاقدام على ما يسيء الى المختلف، وفعلها الشيرازي وقطع وعدا على نفسه الا يقرأ مثل ذلك الشعر من على منبره، وامتدت تلك التجربة الى اخر عمره الشريف..
    ثالث خطوة في وعي الاختلاف كان يتحمل كل الناس ولا يرد على المعتدي بالمثل ويتواصل مع من يقاطعه ويوصل العطايا الودية والهدايا التقديرية الى الخصوم، واذا سمع عن احد او جماعة بعد ذلك يتحدثون بالسوء عنه، لم يكن يرد عليهم اساءتهم بالمثل بل كان يقول: نحن السبب يلزم رعايتهم اكثر ثم الحوار معهم حول مواقفهم.
    رابع خطوة في وعي الاختلاف هي الصبر على المختلف، حتى لو كان هذا المختلف يتوسل بخطاب جارح، ويلجأ الى شتى الوسائل للنيل من المقابل، وهذا في منطق الأخيار وسيرة الأئمة (عليهم السلام) هو من أهم آليات الجواب بمثل هذه المواضع والقضايا.
    خامس خطوة في وعي الاختلاف، هي الحوار مع المختلف، لمحاولة تقويم ما انحرف من قوله وسلوكه..
    سادس خطوة هي العفو، وكان الشيرازي يعفو كثيرا عمن اساء اليه في اختلافه عنه، بالرغم من شدة الاساءة وفداحتها.
    وكانت فلسفته بسيطة في تفسيره لاتخاذ مثل تلك المواقف، فهو يقول:
    اننا بمقدار ما نصرف من جهد على الرد نتخلف عن اداء الواجب ومواصلة مسيرتنا.. ثم يضيف: ان المعارضين هنا وهناك كل يوم يقولون شيئا او يصدرون بيانا او ما شابه ذلك هل نترك اعمالنا ونشتغل بالرد عليهم؟
    وتختفي خلف تلك الفلسفة البسيطة في التعامل مع الاخرين، اقتداء عظيم بشخصية الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته (عليهم السلام) متأسيا بقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ((صل من قطعك واعف عمن ظلمك)).
    وقول الامام زين العابدين (ع) في دعاء مكارم الاخلاق : ((اللهم... وسددني لان اعارض من غشني بالنصح ومن قطعتي بالصلة ومن اغتابني الى حسن الذكر)).
    كان في حياته (قدس سره) يؤمن بأنه ليس هناك عدو في قائمته، وإنما الكل أصدقاء، لذلك كان مبناه هو التَحَمُّل والمداراة لمختلف شرائح الناس، رغم ابتلائه بخصوم الدّاء، بحكم موقعه كمرجع تقليد ومصدر للقرار ولإدارة شؤون مجتمعه.
    لم يسمع منه كلمة واحدة ضد أحد من خصومه، رغم الكثير مما ينقل اليه عن اساءاتهم البالغة بحقه، فكان يذكر اولئك الخصوم دائماً بالخير.
    سلوك مثل هذا لا تجده إلا عند أناس اقتدوا بالأنبياء؛ لأن الأنبياء هم الذين عرفوا الحق، وعرفوا الحقيقة، ورأوا نور الله.
    كان احترام الاختلاف وادارته بهذه الطريقة واحدا من نقاط قوته، ففي كل فكر متقدم، وفي كل قائد حكيم؛ إنه يجمع المختلف، وطالما هو في كتبه ومحاضراته يؤكد: اذا اختلف اثنان من أصحابه كان يوصيهما بتحمل الآخر، وكان يوصي اصحابه وتلامذته بسيرة النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
    في معظم ماكتبه نجد أن واحداً من أهم محاور فكره هي: جمع الكل، هذه الكلمة التي تكاد تكون نادرة في أذهان الكثيرين من القادة والزعماء والسياسيين والشخصيات، لان الناس غالباً ليسوا مستعدين لتحمل الخصومة، ولا مستعدين لتحمل من يخالفهم في الرأي، ولكن هو حتى مع مخالفيه، حتى من يسبّه ويشتمه كان يكرمه، وكان عندما يأتي إليه يستقبله، ويقدم له النصيحة، وهو يعلم أنه يأخذ منه النفع، ويوصل إليه المضرة. وعلى حد تعبير احد الشخصيات: أنا أتعجب أن يد السيد ليس فيها (ملح) بالنسبة إلى الكثيرين.؟! لأن الكثير من الواجهات والرموز يصلهم خير السيد ـ ولكنهم يضمرون الشر له.
    توفر الامام الراحل على هذه الطاقة من التحمل، وامتلك هذا القلب الواسع الكبير.
    هذا المنهج هو الإدارة بالقيم الإنسانية العليا، الإدارة عبر الأخلاق، والإدارة عبر المعنويات.
    كان يدير عمله وله تأثير على القلوب وعلى الأرواح بشكل كبير.
    حتى انه لو اساء اليه احدهم في محضره، لا يرد عليه بشيء سوى بابتسامة ترتسم على وجهه المبارك، وكأن لسان حاله يقول كما قال الله العظيم في كتابه الكريم: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}.
    ما احوجنا اليوم الى مثل تلك القيم الانسانية النبيلة ونحن نرى ان اختلافاتنا وخاصة السياسية والمذهبية تكاد تعصف بوجودنا وبأوطاننا ومستقبل اجيالنا.
    * الكلمة التي قدمها مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث الى المهرجان الثقافي الذي اقامته مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام تحت شعار (من وحي الانتصار نبني دولة المواطنة) بمناسبة الذكرى السادسة عشر لرحيل الامام السيد محمد الشيرازي، وبالتزامن مع اجواء احتفالات شعبنا العراقي بالإنتصار على قوى الظلام الإرهابية
    http://shrsc.comhttp://shrsc.com























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de