طوال يومين فرضت وزارة الخارجية نفسها على هذه المساحة.. مرة حين عنَّ لي أن أرشح نفسي لشغل منصب دستوري فيها.. ثم حين تعرضت لفوز مرشح السودان السفير طارق علي بخيت بمنصب مساعد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.. ولن يشكك إلا مكابر في دور وزارة الخارجية في ذلك الفوز المستحق.. ورغم أنني والكل يعلم ذلك.. لم أكن جاداً في ترشيح نفسي.. إلا أن سيل رسائل الترحيب التي انهمرت عليَّ كادت أن تدفعني لتصديق الأمر وتحويله إلى مشروعي.. لو لا أن أخاً عزيزاً نبهني أن أياً من المواصفات المطلوبة لتلك المناصب لا تتوفر في شخصي الضعيف.. ولأن أخي العزيز هذا من العالمين ببواطن الأمور فقد أخذت برأيه دون تردد..! إلا أن الذي أسعدني حقاً فقد كانت تلك الرسائل التي جاءت معقبة على ما كتبناه عن فوز السودان.. سواء من داخل السودان أو من خارجه.. من داخل الخارجية أو من خارجها.. رسائل تلقيتها بعظيم الامتنان والتقدير.. ولاعتبارات خاصة أستأذن القارئ في حجبها.. ولكن.. أبت نفسي إلا أن أخرج للملأ رسالة الدكتور طارق علي بخيت التي بعثها من موقعه الجديد.. لسببين.. الأول لأنها بالفعل موجهة للجميع.. وثانياً لأنها تكشف جانباً من وفاء الفتى.. وتقدير أهل الخارجية للخارجية.. ووفاء الرجال للرجال.. فاقرأوا رسالة طارق: (كثيرة هي المرات التي حزمنا فيها حقائبنا وسافرنا مشاركين في مؤتمرات أو اجتماعات نحمل معنا وطناً عظيماً وكبيراً، أصله ثابت وفرعه في السماء، نضمه بين جنباتنا وفي وجداننا وعقولنا، نستحضره ونؤكد عليه في مشاريع القرارات وفي التوصيات والمحاضر ما أمكننا ذلك.. لا أقول إن اليوم كان الأمر مختلفاً، ولكني رأيت وطني اليوم والقلوب تهوى إليه وتتداعى فتصوت له وتختاره من بين الآخرين، رأيته اليوم يأخذني في صحبتكم من خلال جهودكم ودعمكم، كنتم جميعاً هذا الوطن الذي شملني مرشحاً، وأكد عليّ اسماً أفخر أن أحمله للسودان. لكم جميعاً، ولكل من ساندني.. ودعمني وأخص بالشكر السيد الرئيس على مباركته لهذا الترشيح منذ البداية ولقيادة الوزارة، شكراً وعرفاناً لرعايتها ووضعها هذه الثقة في شخصي المتواضع، لأكون ممثلاً لبلدي في هذا المنصب، ليكون السودان حاضراً في هذا التجمع الهام.. لمعالي وزير الخارجية السابق البروفيسور إبراهيم غندور.. على اتصالاته ودعمه اللا محدود، ولوزير الدولة الأخ السفير محمد عبد الله إدريس والأخ الوكيل عبد الغني النعيم، الذين بذلوا جهداً مقدراً في التنسيق وحشد الدعم.. شكراً لزملائي السفراء والدبلوماسيين في سفاراتنا في الخارج، وخاصة في الدول العربية وفي رئاسة وزارة الخارجية، على وقوفهم معي، وإيمانهم الصادق بأن فوز عضو في الفريق إنما هو انتصار لهم وللبلد.. شكري وتقديري الخاص للأخ الصديق والسفير عطا المنان والذي تبني هذا الترشيح عندما كان وزيراً للدولة في الخارجية، وسعى لنصرته وحضر خصيصاً إلى دكا لمؤازرتي.. ختاماً.. أسأل الله أن يجعلني عند حسن الظن، وأن يوفقني لأن أمثل بلدي (بكل سماحته وأصالة أهله وناسه، تمثيلاً يليق به وبهم)، وتلك أمانة كبرى وعظيمة، ولكن أملي في الله كبير أن يوفقني لأدائها بما تستحق ولا تنسوني من فضل دعواتكم وتواصل دعمكم.). السفير الدكتور.. طارق علي بخيت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة