بالصدفة ، شاهدت اللقاء الذى يدعو لتفاؤل ، رغم حزن المناسبة ، وقد كان لتغطية أحداث شنقل طوباي ، التى راح ضحيتها رعاة كانوا يدافعون عن مزارعهم ضد الجماعات العربية المسلحة التى كانت تمارس ماأعتادت عليه طوال سنوات مابعد الأستقلال وخصوصا اواخر الفترة الديموقراطية التى استكملت بمجئ الأنقاذ . أما سبب التفاؤل فهو ان كل من شارك فى الحديث من الشباب والكنداكات ، كان يتحدث لغة الثورة الديسمبرية الظافرة : كانوا جميعا يبداون حديثهم بالترحم على أرواح شهداء الثورة السودانية وليس فقط فى فترة الثورة منذ ديسمبر وحتى احداث شنقل طوباي ، بل يذكرون شهداء سبتمبر 2013 وكجبار وشهداء الأعتصام .. واخيرا شهداء شنقل طوباي . بين متحدث وآخر كان الشباب يهتفون هنافا جماعيا واصابعهم مشرعة بعلامة النصر: حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ، ثم مدنياااااو . تحدث أحدهم بلغى انجليزية سلسة عن الوضع بالمعسكر والآحتياجات المتناقصة وكان الحديث موجها للمجتمع الدولى .تحدثت كنداكتان عن الثورة السودانية بشكل عام وارتباطها بما يحدث فلى دارفور كجزء من مجريات الثورة السودانية . ذكر بعضهم الجنجويد كفاعل حقيقي وراء ماحدث وليس عن فاعل خفي لايعرف له صفة . انت تشعر وانت تستمع الى حديث وهتافات هؤلاء الدارفوريين وكانك تستمع الى المتحدثين والذين يهتفون فى قلب الأعتصام . نفس الحماس ، نفس الكلمات المعبرة عن شعارات الثورة واهدافها ، نفس التعميم الذى يشمل السودان بأكمله. ثم تعود من هذه الرحلة التى تدعوك للتفاؤل بانتصار الثورة المتفردة لتستمع الى أخبار الثورية من أديس ثم من القاهرة ثم من جوبا فلا تفهم مايحدث . ممثلو قحت يتفاوضون مع ممثلى الجبهة الثورية الذين يمثلون فصيلا ينتمى الى نداء السودان الذى ينتمى الى قحت ! اضلفى الى أن الذين اجتمعوا باديس بصفتهم تلك قد أصدروا بيانات وتصريحات بأن الأتفاق كان شاملا فى ماعدا البند (69) من الوثيقة . وما أدراك ما البند 69 شكلا هو عن عملية السلام التى يقولون انها يجب ان تضمن نصا فى الأعلان الدستورى – وهو مايعنى أعادة التفاوض مع المجلس العسكرى لهذا الغرض ما قد يستغرق شهورا أخرى – ولكن يتضح من تصريحات أخرى من طرف الأكثر صراحة ، بأن الغرض الحقيقى هو تضمين قيادات الثورية بالسلطة الأنتقالية ، اذ ما السبب الذى يجعل قحت تشارك وتحرم الثورية ؟! وكان هؤلاء لم يسمعوا من قيادات قحت ومن ضمنهم قيادات النداء ، بأنهم لن يشتركوا ككيانات سياسية فى السلطة ؟!لقد استفزت هذه المواقف كثيرا من الكتاب لدرجة ان بعضهم انكر على هؤلاء دورا يؤهلهم للمطالبة بمايطالبون به والذى وصل فى مراحله الأولى للمطالبة بنصف مقاعد مجلس الوزراء وبرئاسة دورية حتى تطمئن المناطق المهمشة ! ولا أدرى ان كانت تلك المناطق قد اطمأنت عندما شارك بعضهم فى الحكم ، لأنه اذا كان الأمر يعتمد على عدد الأشخاص الذين يشاركون فى المركز وليس على تمثيلهم الحقيقى لهموم تلك المناطق ، فقد ساهم عدد كبير من ابناء تلك المناطق فى العهد الأنقاذى .. ولكن ..! عندما يطالب نفر أو جهات من الذين شاركوا فى مصائب العهد الأنقاذى بالمشاركة فى الحكم ، فان هذا يعتبرمن باب اللامعقول ، ولكن عندما يطالب بذلك أشخاص سخروا من الثورة والثوار واتهموهم بتلقى الأموال لتمويل أعظم تجمع شعبى فى تاريخ الثورات بشهادة الأعداء ، بل ولخصوا نتائج الثورة الفريدة بانها صراع على السلطة ، فان هذا يصبح من باب ما لاأجد له وصفا مناسبا ! وهل يعقل أن امثال هؤلاء يمكن ان يكونوا ممثلين لأولئك الشباب من شنقل طوباىه ..حيث " تلقى دهبايه" !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست