** ( شارع معلم ) ... فعلاً كنا صغاراً نتلقى جزءاً غير يسير من علوم الأدب و الذوق و الأخلاق الحميدة من الشارع العام ، كلٌ كان له الحق في أن يلقنك درساً مستفاد ، طالما كان سناً في مقام أبوك ، أو إمرأة في مقام أمك ، المعلم و الجار و الجارة و صاحب الدكان و المعارف و الأقارب ، لم يكن لأحدٍ أن يستغرب زجر أبنائه من قِبل الغير و لو كانوا غرباء أو عابري سبيل ، و نحن أبناء ذلك الجيل كنا إذا ما أحببنا أن نفعل خطأاً أو عيباً بيِّناً وظاهراً ، تلَّفتنا يمنة و يسرة ، ليس خشية أن يرانا الأبوين أو الأقارب ، بل خشية أن يرانا أحد المارة من الكبار، وفي ذلك أسمى صورة لمزايا التعاضد الإجتماعي و الأمن العام ، فمقارنةً بما آل إليه أمر الشارع اليوم من شتى أنواع المخاطر ، إبتداءاً بحالة التبلد التفاعلي مع ما يدور فيه من أحداث و لا مبالاة الناس بكافة مشاربهم التعليمية و الثقافية بما يدور حولهم من تفاعلات ، كانت في السابق جديرة بإهتمام من كانوا يرون أنهم مسئولون مسئولية إجتماعية لا تقل حيوية و لا أهمية من مسئولياتهم الأسرية ، حالة من إنعدام الشعور بالحِس الجماعي ، و مفاده بصورة أخرى إنعدام للمروءة و الحث على عمل الخير و النهي عن المنكر و الصمت تجاه كل الظواهر السلبية التي أصبحت ماثلة للعيان في الشارع السوداني ، الفرديه أصبحت النمط الأعم في شوارعنا و مواقع التجمعات العامة من أسواق و منتزهات و مرافق ، لا أحد يحمل هم الآخر و لا إستجابة لمستغيث ، أصبحنا نمُر مرور الكرام على الحوادث المرورية و ضحاياها مضرجون في دمائهم ، مهما كانت الأسباب و المبررات علينا إعادة النظر في ما أصبح يتصدع يوماً بعد يوم في حائط و المثل و القيّم و الأخلاقيات الحميدة. ** ما تبذله المحليات و الجهات المختصة بنظافة ولاية الخرطوم من مجهودات في إزالة التراب المتراكم على أطراف الاسفلت كل فترة ، إن وُجهت تكلفته التي تقدر بمئات الملايين إلى إكمال المنشآت الجانبية لشوارع الأسفلت و خصوصاً الأرصفة الأسمنتيه لكنا إنتهينا من تزويد ثلث مساحة العاصمة بالأرصفة التي هي بالأساس تعمل على حماية الأسفلت من الأتربة المتراكمة كما أنها تساعد على تحقيق الإعدادات المرورية المتعارف عليها عالمياً كخطوط عبور المشاة و وضع الإشارات في أماكنها الصحيحة و حمايتها من حركة المركبات ، هذا فضلاً عن توفير مواقع سير آمنه للمشاة على جانبي الطريق ( طريق المليون ميل يبدأ بخطوة ) .. لا تستصعبوا الأمور .. فكل شيء يمكن تحقيقه بالصبر و العزيمة و التخطيط الجيد. ** الجيلاني الواثق ، أحد المبدعين الذين أرسوا موقعاً مميّزاً لأغنية الجاز في السودان في حقبة السبعينات و الثمانينات ، و معه آخرون كان أبرزهم كمال كيلا و صلاح براون و شرحبيل أحمد و فرقة جاز العقارب و فرقة جاز الديوم ، جيلاني الواثق تميَّزت أعماله بالغنائية المترفة ، و تدثرت ألحانه بهالة من الرومانسية المترعة ، إبتعد جيلاني الواثق عن الساحات الإعلامية رغم أن الواقع الموسيقي السوداني أحوج لثراء تجربته و تميُّزها هل نطمع في عودته إلى عالم الإبداع من جديد ؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست