· مجرد ورقة صغيرة ربما لا يُتوقع أن تحمل أكثر من أربعة أسطر قد تكون سبباً في تضييق معيشة سبعمائة أسرة سودانية أو يزيد.
· فقد حضر للسلطنة قبل نحو أربع سنوات سبعمائة معلم سوداني على سبيل الاعارة.
· وخلال هذه الفترة القصيرة أثبت معلمونا كفاءة عالية ونالوا ثقة أخوتنا العمانيين.
· وبعد انتهاء فترة اعارتهم طلبت منهم وزارة التربية والتعليم العمانية رسالة تفيد بعدم ممانعة حكومتهم في التجديد لهم.
· وهو ما وجد هؤلاء المعلمون صعوبة بالغة في الحصول عليه.
· فقد ظلوا يلهثون وراء هذه الرسالة البسيطة منذ ثمانية أشهر بالتمام والكمال وكأنهم يبحثون عن لبن الطير دون أن يتمكنوا من الحصول عليها.
· وبالرغم من الانطباع الجيد الذي خلقه هؤلاء المعلمون وسط العمانيين، ورغبتهم في الاستمرار هنا بسبب أوضاعهم السيئة في البلد، إلا أن حكومتنا - التي استحقت أن تسقط ألف مرة- لم تعبأ كثيراً بطلبهم اليسير.
· كعادتهم لم يشغل مسئولو حكومة المؤتمر الوطني بالهم، أو يفكروا للحظة في الأعداد الكبيرة من مواطنيها يقتاتون على رواتب هؤلاء المعلمين الذين ما اختاروا الاغتراب الا بعد أن ضاقت بهم في وطنهم وصارت لقمة العيش تشكل عبئاً كبيراً عليهم وعلى أفراد عائلاتهم.
· وحتى بعد سقوط رئيس حكومة الذل والهوان وتولي المجلس العسكري مسئولية تصريف شئون البلاد ما تزال رسالة الأربعة أسطر تمثل معضلة كبيرة لهؤلاء المعلمين.
. ويبدي مسئولو وزارة التربية العمانية تعاطفاً كبيراً مع هؤلاء المعلمين، لدرجة الإكتفاء فقط برسالة من السفارة السودانية بالسلطنة تفيد بعدم الممانعة في التجديد لهم.
. إلا أن السفارة لم تتجاوب مع طلبهم حسبما ذكر المعلمون.
· ما يحدث في بلدنا أمر أكثر من محير.
· فالمعلم في كل بلدان العالم يحظى بكامل التقدير والاحترام نظراً لدوره الرئيس والملموس في صناعة الإنسان القادر على قيادة بلده نحو التطور والتقدم في شتى مناحي الحياة.
· إلا عندنا في السودان.
· فهنا، ودون سائر بلدان العالم يتلذذ بعض المسئولين بتعذيب مواطنيهم.
· يعقدون أمور البشر دون أي أسباب وجيهة.
· فمثل ما يعانيه هؤلاء المعلمون لا يحتاج من الدولة تخصيص موازنات، حتى يكون هناك حجة للتأخير في الإيفاء بطلبهم.
· ونظراً لطول فترة الانتظار التي قاربت العام دون أن تصل رسالة الموافقة على تمديد عقودهم لوزارة التربية العمانية ، بدأ هؤلاء المعلمون يفقدون الأمل في المحافظة على وظائفهم.
· فالوقت ليس في مصلحتهم حيث شارف العام الدراسي في السلطنة على الانتهاء.
· وما لم تُحل مشكلتهم خلال أيام، فسوف تضطر وزارة التربية العمانية إلى التعاقد مع معلمين من جنسية أخري ضمن خططها للاستعداد للعام الدراسي الجديد.
· فهل من عشم في أن تُفعل السفارة السودنية بمسقط أدواتها للتواصل مع الجهات المعنية في الخرطوم لحثها على منح هؤلاء المعلمين خمس دقائق فقط من وقت حكومتنا ( المبجلة) لإصدار هذه الرسالة وإرسالها عبر الحقيبة الدبلوماسية حتى لا يفقدوا فرصهم في العمل لتزداد معاناتهم ومعاناة من يعولونهم، أو أن تبادر السفارة بمخاطبة الوزارة العمانية بعد التواصا مع وزارتنا كسباً للوقت؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة