مجرد اقترابك من تجربته تتورط في سياقاتها الفنية و دهاليزها الابداعية و تلقي بك في سرداب الدهشة و الامتاع الموشي بالق الوطن و الجروف و سمو النخيل و عنفوان النيل.و تجرفك الى مزلقانات الالفة و الشوق و الحنين الدافق الى عبق فضاء الامكنة. لا تستطيع المقاومة او الهروب من تلك الرائحة التي تشئ بشئ من الفتنة و البراءة و قدرا من القلق و التوجس في تلك الملامح الطافحة بالبشاشة و محاولتك المستميتة في كيفية فك شفرة طلاسم مغنطيسيته الفريدة و المفرطة و التي يتمتع بها دون سواه,في جذب كل من حاول الاقتراب من مداره ليتداعى في براحات الانس و ينداح عبر محفزات الولع و التهتك في حضرة الجمال و كانه النابلسي في حضرة التججلي و التحلي و التخلي:
طلعة كلها جمال ان بدت تفتن الجميع زان عشاقها الكمال يتهنى بها الخليع زال مال جال طال كل شي الى الفنا ها ههنا طاب وقتنا للمسرات و الهنا
نشا في اقصى الشمال و عمل نجارا مسلحا فمارس الفن بلازميل و النقش بالجير و النوكرين و هنا تتقاطع الانسانية الضاجة حنان و رافة و سلامة قلوب في انحيازها الحصري للمهمشين و البؤساء و ما اكثرهم في هذه البلاد. غنى لهم و اطرب الغبش و الرجرجة و الدهماء و الغوغاء و ملح الارض و الجنقو و الطبقات المعدمة و التي تشكل فسيفساء هذه الارض و لو كره الحاكمون. ملامح من السماحة و الايثار و انسياب كما النيل و الذي ابحر مطربنا عكس مصبه مقاوما للتيار في حميمية شديدة الرهافة و خارجة عن المالوف في سحر لا يضاهى في قدرته على اشعال لحظات البوح و الالم و الوجع. تميز اببوعببيدة بغوصه العميق في موضوعيته الذاتية و شموليته المترعة و عالمه الصارخ اللجامح كثير النتؤات و متنقلا بيين الازمان و حقا لققد سافر صاحب عقد الجواهر ببين الازمنة و عبر من غنى تببري من الالم حاجز الصوت الشعرى و الغنائي. تبايين ذاكرة جغرافية الامكنة حفزته للتشبس بلحظات بالغة الخصوصيية في برراءة تتجاوز شبق المفردة في تطهرها من ليالي تفاصيل وحشة الالم في نشاذ و جنوح حنينه. اضاف مبدعنا وترا سادسا للطنمبور و ادخل الطنمبور الكهربائيي و غنى به في الاوركسترا.’ ها هو زرياب يبعث من جديد ليتالق و تمشي بذكره الركبان,. لا ازال اذكرك في احدى وعكاتك الصحية و انت تحمل ففرشاة رسمك و اللذيي تجيده و انت تنظر في الفناء و تققول: (نفسي اسعد الناس و كل الناس ,بس ما عارف كيف) لقد اسعدتنا حقا بصوتك الغريب و اداءك المتبرج و لقد جعلت ثياب الفن و الابداع تهوى من على جسده لتتببدى محاسن الوله و الشغف و روح الابداع و الامتاع فكانك ابونواس و هو ينظر خلسة: نضت عنها الثياب لغسل ماء فورد خدها خفر الحياء و قابلت الهواء و قد تعرت بمنعدل ارقق من الهواء فصار الصبح منها تحت ليلل و صار الماء يقطر فوق ماء و كما عانى زرياب من اسحق الموصلي , فقد عانيت ايضا و كم لدينا من اسحاق و كم لدينا من مواصل و لكنها كلها لم تقدر ان تطفئ جذوة ابداعك المتقدة و صوتك الطل الندي و طلاوة نغماتك و لا تزال افضل من طنبر و لو كره الاكثرون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة