صديقنا المناضل ، الذي يدير عدة مجموعات على الفيس والواتساب تنادي باسقاط النظام وأحيانا يخرج في مظاهرات تندد بالدكتاتورية وسرقة الشعب ، شعر بالغضب العارم حين تلقى مكالمة هاتفية عرف من خلالها اعتقال زميلة النضال والدراسة ، وأخذ يفكر كيف سيحول هذا الاعتقال الى قضيةاعلامية ضخمة ، وان النضال ضد النظام لابد ان يتسلح بكافة الوسائل. خرج من منزله لشراء الخبز وعقله يفكر في سرقة النظام لشعبه ووطنه الذي باتت تعصف به انواء التفتت والانقسام. ودون ان يتخلى عن مشاعره الثورية التي اعانته على قطع كل تلك المسافة البعيدة وصولا الى الفرن ، طلب من البائع خبزا ؛ قال البائع: هل لديك كيس؟ انتبه لحديث البائع ونفى ان يكون لديه كيس ، حينها اخبره البائع بان الحكومة قد منعت الأكياس البلاستيكية حفاظا على البيئة. فكر طويلا فالمسافة بعيدة جدا وقال متسائلا: ماذا افعل اذن؟ قال البائع: يمكنني ان ابيعك كيسا بجنيهين. اجابه: كيس بجنيهين ، واذا كانت الحكومة قد منعتكم من استخدام الاكياس المجانية فلماذا تسمح لكم ببيع اكياس بلاستيكية اخرى بجنيهين كاملين؟ هل هناك خاصية لهذه الاكياس تختلف عن تلك بحيث تحافظ هذه على البيئة؟ لوى البائع شفتيه وقال: لا يوجد اختلاف غير أن هذه اوامر الحكومة. صاح: ولكن هذا غير منطقي. همس البائع بحذر: في الواقع هذه اكياس لمصنع السيدة الاولى للبلاستيك. اتسعت عيناه دهشة ؛ وبصمت صاح في اعماقه: انهم يسرقوننا علنا. اجتاحه غضب الروح النضالية. لكنه تذكر ان المسافة بين منزله والفرن بعيدة جدا ؛ قال بامتعاض: لا يمكن ان اتخلى عن النضال امام اول اختبار تافه يقابلني مثل هذا. القى نظرة الى السماء وكان القيظ شديدا ، هل يعود الى المنزل ، ام يخون روحه النضالية ويشتري كيس السيدة الاولى. قطع صوت البائع افكاره: ها .. هل ابيعك الكيس ام لا؟ ارتسمت مشاعر الاحباط والهزيمة على وجهه وهو يمد بجنيهين الى البائع مغمغما: فليذهب النضال الى الجحيم. قال البائع: ماذا قلت؟ اجابه: لا شيء لا شيء... ثم حمل كيس السيدة الاولى وكر عائدا الى منزله وقد فقد روحه النضالية الى الأبد.
قوم لف يا مسكين، الديمقراطية و سيادة حكم القانون و دولة الكفاءآت بقى عندكم عبارة عن أحقاد، سبحان الله!!،،، لكن غصبا عنك و عن الخلفوك ترضى بالديمقراطية أو شيل بقجك و أرحل و شوف محل العباس المتلصق فيهو ده و أمشي عليهو
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة