عجبت من مسيرة المهزله التي نظمها سدنة نظام الإنقاذ البائد الذي رفضه الشعب السوداني بكل مكوناته السياسية و النقابية و المجتمعية، و عجبت اكثر للهتافات التي رددوها خاصة تلك التي تطالب الحكومه بعدم إقصاء الآخرين. يعلم القاصي و الداني و يدرك حتى الذين خرجوا في هذه المسيره المسماه بالزحف الأخضر ان من يدافعون عنهم هم من عززوا سياسة إقصاء كل الذين يخالفونهم او يختلفون مع نهجهم السياسي المتدثر بعباءة الدين. لست في حاجه إلى تذكيرهم بجرائمهم المحفوظة في ذاكرة التاريخ التي استمرت حتى الايام الاخيره لحكمهم منذ أحكام الإعدام في قضايا حيازة العملة و حتى جريمة فض اعتصام الثوار من امام القياده العامه و ما بينهما من جرائم و خيبات سياسية و اقتصادية و امنية و اخلاقية. لن اتحدث عن الشعارات الدينية التي ما زالو يرددونها لأنهم عمليا هجروها قبل أن يسقط نظام حكمهم واصبحو يلهثون وراء متاع الدنيا و زينتها و يتصارعون فيما بينهم على مغانم السلطه و الثروه. ان الحكومه الانتقالية متمسكه بنهج السلميه و سيادة حكم القانون حتى مع الذين انتهكو القوانين و الاعراف و سفكوا دماء المواطنين الأبرياء و تسببوا في دفع المواطنين في جنوب السودان للانحياز لخيار الانفصال و اججوا الفتن و النزاعات الاهليه في دارفور وغيرها من المناطق من أجل التمكين لحكمهم الجائر. إضافة لهذا و ذاك هناك مواقف سالبه من بعض المسئولين في الشرطة و القوات النظامية الأخرى في أداء دورها في حماية أمن المواطنين و ممتلكاتهم و هم يردون عليهم بسخريه و تشفّي (ما قلتو دايرنها مدنيه)!! ان الحكم المدني لا يقصي أحدا ولا يعادي مكونا من مكونات الدولة العسكرية و المدنية بل انه يعزز أدوار المؤسسات المدنية و الشرطية و العسكرية في ظل سياده حكم القانون في دولة المواطنة، و انظمه الحكم المدني التي تسود العالم اجمع خير برهان على نجاحها في حماية النسيج المجتمعي دون ادعاء وِصاية فوقيه او قهر فكري او سياسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة