معالى رئيس الوزراء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الشعب السوداني يعلم أن تركة الإنقاذ ثقيلة. و أن حجم الدمار و الخراب كبير. و أن دكتور حمدوك لا يملك عصاة موسى. لكننا نعلم يقيناً أنه بالعزيمة و الوحدة و التعاون. إضافةً الى التخطيط السليم و إستغلال الفرص المتاحة يمكن قهر الصعاب، و المضى بخطى حثيثة نحو النجاح. فى هذه الرسالة المختصرة أود التنبيه على أحد هذه الفرص النادرة التى لا تتاح عادة إلا فى ظروف إستثنائية مثل حالات الثورات المدعومة شعبياً كما يحدث فى بلادنا هذه الأيام. إن التأييد الشعبى الكبير، و السند الجماهيرى الكاسح لثورة ديسمبر-أبريل المجيدة، و التفاعل غير المسبوق بين أطياف الشعب السودانى فى الداخل و الخارج الذى شهدناه طيلة أيام الثورة، قد خلق لهذه الثورة رصيد إحتياطى من الموارد و الطاقات الكامنة التى هى حتماً ستقود الى نجاحها إن أُحسن إستغلالها و خُطط جيداً للإستفادة منها ضمن برنامج حكومة الثورة للإصلاح و البناء. هذا الرصيد الإحتياطى للثورة من الموارد و الطاقات الكامنة يتمثل فى الآتي: ١- موارد السودانيين العاملين بالخارج المالية المرصودة لدعم حكومة الثورة فى شكل تبرعات و تحويلات مالية ترفد خزينة الدولة و النظام المصرفى بالعملات الصعبة. ٢- الدعم العلمي و التكنولوجي بالخبرات و الاستشارات و التدريب و نقل المعرفة من قِبَل الخبراء و المتخصصين و الأكاديميين السودانيين أفراداً و مجموعات من المؤيدين للثورة. ٣- الأيدى العاملة و الموارد البشرية المتمثلة فى شباب الثورة العازم على التطوع للعمل فى المشاريع المختلفة. ٤- إمكانات منظمات المجتمع المدنى و الجمعيات الخيرية المحلية العاملة فى مجال العمل الطوعى و الإنساني. ٥- الموارد المالية و العينية لرجال الأعمال و الرأسمالية الوطنية و الشركات الخاصة المؤيدة للثورة و الراغبة فى دعمها بالتبرعات. هذا بالإضافة لإمكانات كثير من منظمات المجتمع المدنى الغربية و الأممية العاملة فى مجال المساعدات الإنسانية، و إعادة الإعمار، و التنمية الريفية. و التى يمكن الإستفادة منها فى معالجة القضايا الأكبر مثل توطين النازحين و إعادة الإعمار و التنمية الريفية. إن حكومتكم معالى الوزير بلا شك هى فى حاجة ماسة لهذا الإحتياطى من الموارد و الطاقات الكامنة الذى سيرفدها بموارد مالية، و أيدى عاملة، و دعم علمى و تكنولوجي، و دعم إنسانى. حيث تستطيع حكومتكم الإستفادة من ذلك فى معالجة العديد من القضايا الملحة مثل: توفير مراكز للرعاية الصحية، تأهيل المدارس و المشافى، تحسين الخدمات، معالجة مشاكل البنية التحتية (تصريف مياه الأمطار)، إصلاح الطرق، مكافحة الأوبئة و الأمراض، محاربة الطفيليات الناقلة للأوبئة و الأمراض (الذباب، الناموس، الحشرات)، نظافة المدن. ثم من بعد ذلك الإسهام فى معالجة القضايا الأقل إلحاحاً مثل: صيانة البيئة، مشاريع التشجير، مكافحة الزحف الصحراوى. ثم تكون المرحلة التالية لذلك هى الإسهام فى رفع الإنتاج الزراعى و الصناعى لدفع عجلة الإقتصاد. المطلوب من حكومتكم المرتقبة هو اولاً الوعى بوجود هذا الإحتياطى من الموارد و الطاقات الكامنة. و ثانياً التخطيط الجيد لحشدها و تجميعها تمهيداً لإستغلالها و الإستفادة منها. فقط أحب الإشارة الى بعض النقاط لأهميتها و ضرورة تضمينها فى أى خطة ترمى لتحقيق هذا الهدف: أ- دعوة جميع السودانيين العاملين بالخارج رسميا للتبرع و إرسال تحويلاتهم عبر البنوك بعد فتح حسابات بنكية لتلقيها. ب- دعوة جميع منظمات العمل المدنى و الجمعيات الخيرية و الإنسانية المحلية و الأجنبية الراغبة فى تقديم العون الإنسانى، حتى يتثنى حصرها تهيئةً للإستفادة منها فى تنفيذ المشاريع و المهام حسب خطط و أولويات الحكومة. ج- دعوة مجموعات العمل و منصات الخبراء و المتخصصين السودانية و الأجنبية الراغبة فى تقديم العون فى المجال العلمى و التقني و التدريب و الاستشارات حتى يتثنى حصرها تهيئةً للإستفادة منها فى مرافق و مؤسسات الدولة حسب برامج و خطط الحكومة. د- إنشاء جسم/جهاز يعمل بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية على حشد الشباب الراغبين فى التطوع (عن طريق لجان الأحياء مثلاً) و القيام بجميع الترتيبات و المهام اللوجستية (الحصر، التسجيل، التنوير، الإعداد المعنوي، التدريب، جداول العمل، التوزيع، الترحيل، التحفيز). ه- العمل بالتنسيق مع برنامج الإصلاح و البناء الحكومى لتحديد المشاريع التى سيتم الإستفادة من هذه الطاقات الكامنة فى تنفيذها حسب أولويات الحكومة. وفقنا الله و إياكم معالى الوزير لما فيه صلاح أمتنا و رفاهية شعبنا الذى عانى كثيراً و ضحى بالغالى و النفيس فى سبيل الحرية و الإنعتاق و العيش بسلام و كرامة. و الله ولى التوفيق مخلصكم د. محمد شمو ٢٤ أغسطس ٢٠١٩ [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. محمد شمو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست