ذَوْبُ العسل بِشَوْبِ البصل! بقلم د. عارف الركابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2018, 04:02 PM

عارف عوض الركابي
<aعارف عوض الركابي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 461

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذَوْبُ العسل بِشَوْبِ البصل! بقلم د. عارف الركابي

    04:02 PM May, 29 2018

    سودانيز اون لاين
    عارف عوض الركابي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    اطلعت على هذا المقال فأعجبني، حيث تكلّم فيه كاتبه عن ظاهرة برزت أخيراً وهي بحاجة إلى تسليط الضوء عليها، وبيان الحكم الشرعي فيها، بوضوح وجلاء يبرئ الذمّة

    وبأسلوب مناسب يقبله المعنيّون بالنصح وغيرهم، وكاتب المقال هو الأخ عمر حسن العبادي، وفقه الله تعالى وبارك في قلمه، وقد رغبت في اطلاع قراء عمود (الحق الواضح) على المقال إذ قال كاتبه:
    (في الحديث الصحيح المشهور (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وبحمد الله في بلدي السودان من مكارم الأخلاق ألوان وألوان مما لم يوفق لها كثير من الشعوب والبلاد والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
    من مكارم الأخلاق في بلادنا (النجدة)، و (الجود) و (سماحة النفس) في مجالات كثيرة من أظهرها إطعام الطعام، حتى قال شاعرنا محمد عمر البنا رحمه الله:
    رفاق الضيف أنى حل هبوا
    لهم للضيف ضمٌّ والتزام
    إذا نحروا العشار مودعاتٍ
    فلا منٌّ بذاك ولا كلام
    وصدق في شعره كل الصدق، وشواهد الواقع جلَّت عن الحصر . ولو رأى قومي حسان لعلم أنهم أحق بقوله:
    يغشون حتى ما تهر كلابهم
    لا يسألون عن السواد المقبل
    ومن مظاهر هذه الخصلة النبيلة، حرص الناس على إفطار ابن السبيل في رمضان في المدن والقرى وفي الطرق السفرية، ولا أظن أحداً يقرأ هذه الحروف إلا وله تجربة مع (قطاع الطريق) في رمضان من إخوان حاتم الطائي وسعد بن عبادة الخزرجي.
    قبل رمضان بأيام رأيت أحد الشباب يرتدي شعار منظمة جديدة ويحمل صندوقاً يتكفف الناس في إشارات المرور يدعوهم للتبرع لإعداد إفطار الصائم لمن يدركهم الإفطار في الطريق، ولاحظت أنه بارع في الاستجداء والإقناع بصورة جعلتني أظن أنه تلقى تدريباً لهذه المهمة.
    قلت في نفسي: يا هذا إن أهل هذه المكرمات كانوا يذبحون للضيف الحلوب، ويطعمونه قوت العيال ثم يطوون جائعين مغتبطين هم وصغارهم .
    كانوا يكرمون ضيفهم ويتعففون ولا يتكففون.
    ولو أضافوك وذهبت تبذل لهم عوضاً لرأيت حماليق أعينهم تدور غضباً، ورأوا أنك بلغت الغاية في إهانتهم. ما أحسن مكارمهم و آدابهم (الجود بالموجود) و (عيب الزاد ولا عيب سيدو) و (بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر) .
    لشتان ما بين اليزيدين في الندى
    يزيد سليم والأغر ابن حاتم
    فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله
    وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
    ولا يحسب التمتام أني هجوته
    ولكنني فضلت أهل المكارم
    ثم جاء شهر رمضان، ولأن من أُخذ بالموت رضي بالحمى، ولأن الجذام يُنسي الزكام، فقد هان في نفسي هذا المنظر الذي كرهته، وتصاغر عندي هذا الذي أنكرته بالنسبة لما حكاه لي أحد الأصدقاء الفضلاء.
    حدثني أنه أدركه الإفطار في الطريق هو وغيره من أصحاب السيارات فاستوقفهم (شباب النجدة) ـ وهي منظمة جديدة ــ يحملون الإفطار للسائقين من الطعام والشراب، لكن للأسف الشديد كان فريقهم مكوناً من شباب وشابات، كل شاب وشابة يعملان معاً!!!
    يقول محدثي: من فرط الاستياء من المنظر رفضت أن أتناول منهم أي شيء.
    ذكرت مبالغة جداتنا في مدح من يرضين خلقه وشمائله بأنه (عشا البايتات ومقنع الكاشفات). وأنه (أخو الفرسان في الخلا، وأخو البنات في الضرا ).
    وهي كلمات بليغة موجزة اختزلت المكارم والرجولة، لتجعل الكرم والرجولة وحفظ الأعراض منظومة أخلاق متكاملة لا انفصام بينها، وتجعل أهل إطعام الطعام والجود هم نفسهم الذين يحفظون الأعراض ويحرصون على ستر الحريم وإكرامهن وصونهن في البيوت.
    إن سلوك (شباب النجدة) منكر شرعي قبل أن يكون نشازاً وأجنبياً عن مجتمعنا، فالله خاطب أمهات المؤمنين ــ ونساء المؤمنين لهن تبع ــ فقال: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى).
    وبدون مواربة أقول لهم: إن جعل الفتيات واجهة للترويج لسلعة ما أو خدمة ما أو نشاط ما، ليس من ديننا ولا أخلاقنا ولا عرفنا، بل هو من أخلاق الغربيين الذين غرقوا في الدياثة حتى الآذان ولا يكادون يعرفون معنى الغيرة على الأعراض.
    عفوا يا (شباب النجدة) اتركوا هذا الاسم لمن يستحقه، ودعوا الصائمين يصلون وجهاتهم ويفطرون متأخرين خمس أو سبع دقائق لن يموتوا جوعاً و لا عطشاً، فهذا أفضل بكثير من جرعات مشروباتكم الهنيئة الباردة الممزوجة بقواتل النخوة والرجولة والغيرة على الأعراض.
    عفواً.. لا تسقونا ذَوْبَ العسل بشَوْبِ البصل) انتهى.
    أرجو أن يجد هذا النصح الأمين الكريم الذي جاد به على بني قومه الأخ عمر العبادي أذناً صاغية، والموفق من وفّقه الله.



    alintibaha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de