ذكرى رحيل الحوت بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2018, 05:05 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكرى رحيل الحوت بقلم اسماعيل عبد الله

    04:05 PM January, 16 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    منذ انطلاقته الاولى وهو شاب يافع , كان التواضع و البساطة من السمات البارزة في شخصيته , فالتواضع صفة الانبياء وهو كلمة السر للعبور الى قلوب الناس , ومتى ما تجسدت هذه الخصيصة في قلب احدهم , حتى تجده يحظى بقبول منقطع النظير من مجتمع الانسانية العريض , والامثلة كثيرة في مجتمعي الفن والفكر المحليين والعالميين , فمحلياً كان الاستاذ المجدد مصطفى سيد احمد الذي قلب الطاولة على هواة التقليد القديم , فلمع نجمه منذ السبعينيات الى منتصف تسعينيات القرن الماضي , وفي ذات التوقيت الشتوي من عام 1996 ميلادي رحل عن دنيانا الفانية , مخلداً مكتبة ضخمة من الاعمال الفريدة و الجديدة و النادرة , ومن مصادفات القدر ان مصطفى ومحمود رحلا عن الدنيا في ذات اليوم البارد من ذات الشتاء من شهر يناير , و كما تعلمون ان للايام و الشهور دلالاتها الروحية و النفسية و التاريخية , ففي نفس السياق نجد تطابق هذه المناسبة الانسانية الحزينة لرحيل محمود عبد العزيز , مع التوقيت الزمني لسنوية استشهاد الاستاذ محمود محمد طه , الذي رحل في اليوم الذي تلى يوم رحيل الحوت , مع اختلاف السنين والقرون و العقود , فهذا الشهر اليانيري يرتبط بذكريات بالغة الاسف و الحزن في وجدان الشعوب السودانية , التي تغلب عليها الروح المتصوفة الشفافة من اقاصى شرقها الى غربها البعيد , وعالمياً كانت هنالك شخصيتان تعتبران مثالاً للتواضع و الشموخ الانساني , لا يستطيع المؤرخون تجاوزهما , وهما بوب مارلي والمهاتما غاندي , ومثالهما كمثال محمود الحوت والاستاذ محمود محمد طه في مجتمعنا السوداني , فمن منكم لم يسمع ويشاهد بوب مارلي ؟ الذي نحت اسمه بقلم من الالماس , على ازياء وملابس شعوب العالم قاطبة , ومن منا لم يطلع على سيرة المهاتما غاندي؟ , الذي اذهل قومه حينما تم اطلاق النار عليه , وهو ما يزال في لحظاته الاخيرة لمفارقة الحياة , فنطق بعبارة حكيمة تجسدت فيها كل معاني الاخلاص للانسانية والحب و السلام , فقد قال غاندي عن قاتله وهو يحتضر : انا اتحمل جريرة ما اقدم عليه من جرم ذلك لانني لم استطع ان الحق به لالقنه قيمة الحب ومعناه ..
    محمود عبد العزيز علمنا كيف نحب على طريقته , و لقننا معانيه الشاملة والواسعة , المتجاوزة لحدود الاشخاص و جغرافيا المكان و الزمان , فمن منكم ايها السودانيون لا يحب محمود ؟؟ من شرقكم الى غربكم و من شمالكم الى جنوبكم ؟؟ لن يستطع احد منكم الا ان يقول : شهدنا لمحمود بانه غنى لمدينة جوبا الجنوبية , و دندن للتويا الكردفانية كما ابدع في اداء درة الحقيبة (قائد الاسطول) , اي شمول اكبر و اكثر من هذا ؟ , لقد كان الحوت حالة جميلة وبهيجة مرت بخاطرنا في عجالة و اختفت , كلمحة حسناء خرجت من خدرها فاقتنص المعجبون بها لحظة طرف غالية , ثم ما لبثت ان توارت خجلاً وحياءً داخل خيمتها , فعمر الرائعين قصير , و مليء بالامتاع والروعة و الحسن والجمال , فرحيل الحوت المفاجيء يجسده مقطع من رائعة ابو السيد (الحزن النبيل) في نص : (ما اصلو حال الدنيا تسرق منية في لحظة عشم) , فابن عبد العزيز كان عزيزاً في نفسه و كان أمنية غالية وعملة نادرة , فقدناه في وقت كنا فيه اكثر حاجة لمن هو على شاكلته حتى يضمد جراحاتنا الغائرة , وقد مارس محمود هذا الدور التطبيبي والانساني معنا زماناً , فكانت (ماتشيلي هم) بمثابة العزاء الوحيد لنا في رثاء حال الام و الحبيبة و الابنة , في صراعها العنيد مع صروف هذا الزمن اللئيم وهذا العصر الغيهب , و من اعماله (انشاء الله في ستين) ذلك الاداء المتمرد على واقع الحال المأساوي , الذي عاصره شيب وشباب الشعب السوداني , لقد كان هذا الشاب ابلغ مثال للانسان الثائر و المتمرد على حال ابناء جيله الذي لا يسر , فالحوت يعتبر ايقونة من ايقونات الثورة الاجتماعية و الثقافية السودانية الخالصة التي ننشدها جميعاً , وما قدمه يفوق مجهودات كثير من ابواق الساسة من المنافقين و المتاجرين باحلام الناس , فالثورة الحقيقية في الواقع هي تجسيد للمعاني الانسانية لتصبح افعالاً تمشي على الارض , بربكم خبروني ماهي المنظمة الانسانية التي استطاعت تمجيد شعار المعاقين مثلما فعل الحوت , لقد كانت رمزية الحرف (إكس) باللغة الانجليزية المُشكّل لتقاطع عصي المعاقين , يعبر عن انتصار هذه الشريحة المستضعفة في سوداننا الحبيب , لقد شاهدت محمود وهو يعتذر عن المواصلة في اداء اغنياته في احدى المناسبات العامة , بسبب تدخل العسكري كسّار الجبور , ومحاولته إيقاف المد الجماهيري العريض الذي يكن عشقاً وهياماً منقطع النظير للحوت , حدث ذلك عندما اكتسحت هذه الحشود العملاقة كل المتاريس في سبيل الوصول الى محبوب الجماهير , فتلك كانت واحدة من لحظات صدق محمود الانسان وليس الفنان , مع من عشقه واحبه من ابناء وطنه المقهورين بسياسة بعض الغرباء عن طينة هذا الوطن.
    اجدني دائم التوقف عند المعاني و المفردات المسبوكة , في رائعة القيصر مصطفى سيد احمد (ايها الراحل في الليل وحيدا) , لملامستها للظروف التي احاطت بفقداننا للحوت , وهي من اشعار الاستاذ عبد الرحيم ابو ذكرى , وتحديداً في جزئية : (غسلتني بالثلوج وبإشراق المروج) , وحضور الشتاء و الثلج و البرد وشهر يناير في هذا العمل المدهش , فموسم الشتاء اصبح ميقاتاً لرحيل النادرين من ابناء بلادي , فلماذا اختار هؤلاء الرائعون هذا الموسم الشتوي للرحيل ؟؟ , فيا محمود لماذا ترحل ضائعاً منفرداً ؟ , وبواكير الخريف في موعد معنا لكي تعود , فلماذا اخترت الرحيل في الليل وحيداً في ذلك الشتاء القارس ؟ , ولم جعلت سكوتنا رابضاً خلف البيوت الخشبية ؟ , مخفياً حيرته في الشجر وفي غروب الانهر وانحسار البصر , لماذا تلوح لنا ساعة انصرافنا ؟. الم تكن تعلم ان بواكير الخريف سوف تثب على اشرعتنا المنفعلة , ولن تدع لنا رؤية شمس فراديسك على اروقتنا المنعزلة ؟؟ , فمتى تحضننا شمسك الندية؟؟ , التي ما حضنتنا في الزمان الاول , ولا في الزمان الغائب المرتحل , فيا صديقنا انتظرنا , فنحن ما زلنا نعاني آلآم الرحيل في الليل و وحشته , في اقاصى الدهاليز وفي العتامير النائيات , وفي موانيء البحار البعيدة و تحت حفيف اجنحة الطائرات , بل وحتى في اعالي سماوات الطيور النازحة.
    فالوداع يا نشوة روحنا بعدما ضاع الهوى تحت ادراج رياح كل هذه السنين المريرة , فجميعنا قد انتابه احساس عميق بانها كانت النهاية , لكنك في ذلك الاوان لم تستشعر هذه النهاية , لان المريدون لم يدعوك تتلمس الطريق وحدك , بل ساروا معك خطوة بخطوة في درب الأسى , فشكوا مأساتهم ومأساتك لذلك النجم المسائي الآيل للأفول , وركنوا لإحتضان الهم والضياع , ومهما يكون فذكراك باقية ولن تهون , يا منبع الإخلاص و يا نور العيون.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]
























                  

01-17-2018, 08:39 AM

الحواتي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل الحوت بقلم اسماعيل عبد الله (Re: اسماعيل عبد الله)

    يسلم قلمك استاذنا اسماعيل عبدالله

    الحوت ذكراهو باقية وما بتهون
                  

01-17-2018, 01:44 PM

مواطن عادي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرى رحيل الحوت بقلم اسماعيل عبد الله (Re: الحواتي)

    الأستاذ أسماعيل لك التحية
    للأخ الحواتى الود والسلام
    " الأستاذ محمود محمد طه "
    = السلام ضالة البشرية منذ الأزل =
    " الفنان الإنسان الأستاذ مصطفى سيد أحمد "
    " الفنان المحبوب محمود عبد العزيز "
    ثلاثتهم يحبون الإنسان والجمال
    ويعشقون الحرية ويتغنون لها..
    وهذا هو شهر يناير شهر الإستقلال والإنعتاق
    قال الأستاذ محمود محمد طه
    " الإستقلال جسد روحه الحرية "
    والآن شعبنا يريد أن يسترد حريته وكرامته
    ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de