لا تخلو حياتنا اليومية من الافتراضات, فالامور لا تمضي كما نخطط لها تماما’ لذلك فنحن نفترض دائما’ و نتحدث بانه لو كان كذا لكان كذا و لو كان كذا لحدث كذا و ننظر كما نشاء ’ في بلاد اكثر ما فيها النظريات و المنظراتية. و تخضع افتراضاتنا لكل الظروف الممكنة’ ففي احسن الفروض كذا و في اسواء الفرضيات كذا. و لكن يكون السؤال هل نحن بحوجة فعلا للافتراض ؟ و هل عجز العلم و المعرفة و الادراك و العلوم عن الاجابة عن الكثير من تساؤلاتنا؟ و هل العلم قاصر عن الاحاطة بتفاصيل حياتنا البسيطة و الصغيرة؟هل لان حصائصنا و خصائصنا الذاتية تتعارض مع مفهوم الادراك و التماهي ؟ هل الافتراض بالضرورة هو رفض للواقع و كفر بالمعطيات و الثوابت؟هل نحن واقعيين ام افتراضيين؟ هل الفرضيات نعمة ام نقمة؟ و هل و هل و هل و لعلنا كذلك سنظل الى وقت ليس بالقريب. الافتراض ليس مجرد تخمين و رجما بالغيب و ليس تنجميا او محض نبؤات قد تصدق او لا’ انما هو صياغة عشوائية لاحتمالات تكون قد طراءت على اذهاننا عند تعاملنا مع واقع ما’ نكون جاهلين لتبعاتها او محفزاتها ووارداتها و حوافزها المنتقاة و المتراكمة و المتاصلة. اما الافتراض فهو شئ اخر’ الافتراض تخمين علمي ’ و حدس مبني على الدليل و التجربة و البراهيين . في اي بحث علمي في مجال الطبيعة او الفكر او المجتمع او العلوم الادبية’ نقوم بمحاولة الوصول لنتائج محددة من خلال بناء افتراض على اساس دراسة سلسلة الحقائق التي توصلنا اليها’ بهدف الوصول للحقيقة التى نسعى لاثباتها بشكل فعلي’ يحدث هذا عندما تكون علائق او اسباب الظاهرة غير واضحة لدينا شان الكثير من الا شياء في هذه البلاد’ و بالتالي فا الافتراضات لا تخترع ’ كما اختراعات كثيررة ابدع فيها قومنا و لجاننا و كتابنا. و كما فشل من نراهم الان حولنا في الاستنباط و الاستقراء سواء كان بسيطا ام متكاملا ام علميا’ و اصبحنا بالتالي نلقي بالامور جزافا و نزيد و ننقص كما شاء و نصل و نقطع كما اتفق دون حسيب او رقيب’ و لذا نشاهد الكثير من التحليلات الفطيرة و التي تثير الشفقة و البكاء بقدر ما تثير الضحك’ و هذا امر له خطورته على تطور الفكر’ ان من لا يحس في قرارة نفسه بضرورة المعرفة العلمية, يجد في نفسه القدرة و يانس الكفاءة على تحليل كل الظواهر الادبية و الفنية و السياسية و ببساطة متناهية و بذا يكونوا قد ضلوا و اضلوا و يكفيهم فقط ان ياتوا ببعض الكلمات المترادفة و العصية و المتحذلقة و الخروج بنتائج لا مقدمات لها’ ليلقيها على الجمهور و الذي يصفق كما صفق و لا يزال الكثيرون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة