```لاشك ان التغير الذي حدث في السودان كان للشباب فيه دور كبير وبارز حيث سجلوا ملاحم سوف يخلدها التاريخ حيث كان الشباب ابان الثورة يتقدمون الصفوف بصدور عارية وهم في شوق لنيل الشهادة وكان كلما سقط شهيد يتقدم اخر اعاد لنا ذلك شريط معركة كرري الخالدة التي استبسل فيها اجدادنا الابطال امام جحافل الغزاة فكان الموت عرس لهم
لم يهتم النظام المقبور البائد بقضايا الشباب فضيق عليهم الخناق ونشر بينهم الاحباط مع انعدام فرص العمل واغلاق اماكن الترفيه مثل الحدائق العامة ودور السينماء ومراكز الشباب التي كانت في الماضي تخرج اساطين الفن والموسيقي و قام عناصر النظام المقبور ببيع الساحات الرياضية ونتيجة لتلك الضغوط النفسية سقط بعض الشباب ضحايا الي ادمان المخدرات والانحراف ومنهم من اختار الهجرة إلى خارج البلاد نحو المجهول عبر طرق غير شرعية فضاع كثير منهم في الصحاري والبحار كان ذلك هو حال شبابنا في عهد نظام المخلوع
كل الامم والشعوب التي تقدمت كان الشباب هو عماد النهضة فيها لذلك تضع الاهتمام بتاهيل ورعاية الشباب في الدرجة الأولى فهم رجال المستقبل وقادة الغد وشبابنا اليوم يحتاج الي مرشد يقوده إلى النجاح بعد سنوات من الفشل والاحباط لذلك يجب استغلال طاقات الشباب في التنمية الاقتصادية والزرعية والصناعية وغيرها من خطط النهضة القادمة فالكثير منهم عاطل بلا عمل لذلك علي الدولة توفير فرص عمل لهم في مختلف المجالات
يمكن تجميع الشباب عبر وزارة الشباب والرياضة في شكل كتائب مدنية للاعمار والتنمية لكل ولاية لتعمل هذه الكتائب في اعمال الاسناد المجتمعي مثل الحصاد واصحاح البيئة ودرء الكوارث وبناء وتاهيل المدارس ومحو الأمية وتطعيم الاطفال ولن يكلفوا الحكومة شي بحيث يمكن منح اي شاب متطوع راتب شهريا رمزيا ليعمل ضمن كتائب الاعمار والاسناد المدني المجتمعي المقترحة
ان اكبر فائدة من ذلك الحراك الشبابي المتوقع هو العمل علي ترسيخ الوحدة الوطنية وذلك من خلال تواجدهم في كل اصقاع السودان نشر لثقافة السلام وتبشير بمبادي الثورة واعادة اكتشاف جغرافية وتاريخ الوطن فكثير من الشباب لم يغادر مسقط رأسه ولايعرفون عن بلادهم الا النزر اليسير
استغل نظام الكيزان المقبور الشباب في حروبه العبثية التي لم تحقق الوحدة او السلام وقد زج بهم في اتون حروب لاناقه لهم فيهم ولا جمل فالشباب سلاح ذو حدين بمثل كانوا اداء للتغير الذي حدث فيمكن ان يتحولوا في حال التجاهل والاحباط الي اداء للهدم والتخريب لذلك يجب استغلال الروح الثورية التي تسود نفوس الشباب هذه الايام والاسراع الي استقطابهم في كتائب الاسناد المدني للاعمار والتنمية والكرة في ملعب الاستاذه ولاء البوشي وزيرة الشباب والرياضة لتنفيذ تلك الافكار وليكن بناء مشروع المدينة الرياضية ضربة البداية عبر سواعد كتائب الشباب للاسناد المدني للبناء والتنمية. وثم تعمم الفكرة في باقي الولايات وكنت اتمني علي الصعيد الشخصي فصل وزارة الشباب عن الرياضة حتي لا يتخلط الامر واعتقد ان في ذلك مصلحة وخير للجميع فالشباب يستحق وزارة وكذلك الرياضة تستحق وزارة تعني بشئونها
ان الاوطان لا تبني الا بسواعد شبابها والان انتهت مرحلة الثورة بكتمال هياكل الحكومة ووجود وزراء يحملون هم الوطن وتبقي علينا البدء في تدشين مرحلة بناء الدولة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست