|
|
 دعوة للمحافظة على كرامتنا ومكانتنا بين الشعوب
|
منذ القدم عرفتنا شعوب العالم وذلك من منطلق وجود الانسان السوداني بين هذه الشعوب المتنوعة ويرجع ذلك الى عدة أسباب أهمها الاقتصادية وكذلك لتلقي العلوم النافعة في الخارج بصفة فردية أو على شاكلة بعثات تعليمية أو ما شابه، أو كأداء المناسك الدينية بالذهاب الى الرحاب الطاهرة - مكة والمدينة – وذلك لأداء شعائر العمرة أو الحج او كلاهما، وغيرها من الأسباب التي تدفع السوداني من الخروج خارج الوطن، وكل ذلك بديهي جداً .. ولكن من الغير البديهي وفوق العادة أن كرامتنا أصبحت تقل تنتهك ونحن صامتون ، أننا أصبحنا – خصوصاً مغتربو الدول العربية بصفة خاصة - أننا صرنا نتغاضى عن الكثير من كرامتنا وسودانيتنا والدفاع عنها، ونميت قلوبنا بأنفسنا كل ذلك من أجل آخر فتات لقمة العيش بتلك البلاد التي قد لا تسد الرمق، صرنا نتقبل الكلام الفاضي من الذي يسوى والذي لا يسوى بتلك البلاد، .. نعم نحن لانحب المشاكل ونحب أن نمشي الأمور على خير ولكن عندما تكثر تصبح مذلة لنا واهانة دون أن ندري ودوس على كرامتنا وسمعتنا. فكان السوداني معروفاً بالشهامة والأمانة ثم قالوا كرمه فياض ثم قالوا طيب القلب ثم قالوا انه لا يزعل بسهولة على الرغم من أنهم يعلمون أنه اذا عصّب السوداني (يعني لو زعل) على أحد فيا ويله، فقد تخدرنا بتلك الصفات الحميدة التي تقال عنا ونطرب لسماعنا لها فنتسامح كثيراً مع الناس لنثبت لهم ذلك فعلاًً ، تارة فتارة أدرك هؤلاء أن السودانيين متسامحين جداً فبدأوا بترديد لهجتنا كنوع من الدعابة ثم صارت كسخرية وعندما صمتنا لهم بذلك طوروها بالتنكيت على السودانيين الكسالى ونحن صامتين ثم التنكيت في لهجة السودانيين ثم في ألوانهم وغيرها من التفاهات وأصبحت تنقل وتنشرهذه النكات خاصة في المنتديات بالانترنت التي تسمي نفسها بأنها ثقافية ترفيهية ويضحكون ويعلقون عليها بل وأصبحت النكات عن السودانيين مرغوب لدى تلك المنتديات ولا أنسى رسائل الجوال التي امتلأت بالنكات عن السودانيين دون باقي الأجناس ونحن صامتون كان المر لا يعنينا – قلوب ميتة - ومن فداحة الأمر أصبح أحدهم يأتيك ويقول لك ألم تسمع آخر نكتة في السودانية أي (في السودانيين) فيحكيها لك وهي في غاية التفاهة والغباء ونحن نسكت ويا سلام على السوداني الذي يضحك مع قائل النكتة وخصوصاً الغير سوداني وتحكي النكتة عن السودانيين – يعني موتة قلب حقيقي -، لا تقولوا بأنني حساس بل يحتاج الأمر لوقفة .. لا يوجد جنس آخر يحاك عنهم النكات مثلنا وبهذه التفاهة .. وأرى أنه أصبح الأمر من مجرد مزح وضحك الى السخرية بالسودانيين كشعب عام وكيان .. وفي نظري هذه النكات ما هي الا مذلة واهانة لنا وتنقيص لكرامتنا .. انا لا ادعو أن نكون جادين شديد ولا نضحك مع الاخرين أو غير السودانيين واعطاء (بنية) لكل من يقول فينا نكات ولكن رد صاحب النكتة وايقافه عند حده وهناك الكثير من النكات عن السودانيين ما يجرح القلب لو سمعتموها، ما أرجوه هو أن نحافظ على كرمتنا أمام هؤلاء الساخرين خاصة وأمام الشعوب عامة ونرفع من مستوى كرامتنا ومكانتنا بين الشعوب، فهل تعلمون أنه من كثرة ما يتم التنكيت عن السودانيين في موضوع الكسل بالذات لدرجة انهم أصبح لديهم مفهوم وينظروا الينا فعلاً أننا أكسل الشعوب ؟! فحين ان هناك من الشعوب من يطلب الساندوتش وهو بسيارته ويصرف من الصراف الآلي نقوده وهو بسيارته لا يبارحها سنتمتر واحد وعندما يأتي منزل شخص بضرب بوري السيارة لكي يطلع له صاحب المنزل عوضاً عن قرع جرس المنزل الذي لا يبعد أكثر من متر من مكان وقوف سيارته وحريمهم لا يعرفون ما هو الطبخ ناهيك عن الطبيخ، ولكن يعرفون كيف يناموا وكيف يأمروا من أجل خدمتهم وغيرها من الأمثلة.
لقد أطلت الحديث ولا أود المزيد على الرغم من وجود المزيد عن هناك من يدوس على سمعتنا وكرامتنا ونحن صامتون .. ولا أريد التطرق أيضاً للاهانات التي يجدها السودانيين والعجب في كثير من الدول العربية خاصة مثل لبنان وبعض دول الخليج .. مما نخشى حتى لا ندافع عن كرامتنا .. لقمة العيش ؟ الرازق ربنا .. يزعل الكفيل ؟ يتفلق هو والخلفوه .. والله أكل عيشة ناشفة بكرامة خير ألف مرة من اكل ما لذ وطاب بمذلة، فأرجو أن لا نخاف الا الله .. فأرجو يا اخوتي الحفاظ على كرامتنا وسودانيتنا فهي غالية لدينا وكن دائماً رأسك عالي مهما كان واعتز بنفسك وتقدم فأنت سوداني .. وانا لست بواعظ ولكني سوداني أحب السودان والسودانيين عامة وأعتز بذلك.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست