برنامج أغاني وأغاني الذي تصرُ النيل الأزرق على التلويح به كل عام كإشارة إغاظة ومكايدة لكل النقاد الذين أشاروا مراراً إلى أن إستمراره هو عجزٌ لا محدود عن التجديد والخوض في إبتداع ما يمكن أن يعينها على خوض معركة المنافسة القائمة بينها وبين قنوات أخرى من أهمها الشروق وسودانية 24 ، وأغاني وأغاني في إعتقادي واحد من الأسلحة المهمة التي يحاول بواسطتها كارهي الفن الغنائي السوداني وأعدائه ودعاة فنائه القضاء النهائي على قيمة الأغنية السودانية ومكانتها عند الناس وذلك عن طريق وقف مسيرتها وسجنها في زنزانة التكرار والإجترار ، وإرسال رسالة لعامة الناس أن مسيرة الأغنية السودانية توقفت عند الرواد الأوائل ولا مناص للإستمرار إلا بالدوران في نفس الدائرة وذلك عن طريق دعم ومساندة و تقديم الفناين (المُجترين) مثلهم مثل شريط الكاسيت لأغنيات غيرهم الرواد ، بل والأمر من ذلك أنهم يتكَّسبون من وراءها على حساب أصحاب الحق الأصيلين من صانعي تلك الأغاني الخالدة من شعراء وملحنين ومغنين توفوا أو تقاعدوا وجلسوا مكتوفي الأيدي وقليلي الحيلة أمام ما يُنهب من إبداعاتهم ، هل تعي قناة النيل الأزرق ومنتج هذا البرنامج وغيرهم من الذين يقفون خلف فرضه سنوياً على خارطة برامج رمضان ، الدور الطليعي الذي كان من المفترض أن يلعبونه كمؤسسات أو أفراد في دعم مسيرة التجريب والتجديد في مسيرة الأغنية السودانية حتى تستطيع أن تواكب ما يطرأ من تطورات في هذا العالم الذي لا يكاد يركن على حال ، وفي ذات الوقت حتى تستطيع منظومتنا الموسيقية والغنائية أن تجتذب الشباب السوداني من الأجيال الحديثة أولئك المتجاذبون والمتنازعون ما بين الإستلاب الثقافي الخارجي الذي يتلقاه عبر الشبكة العنكبوتية وآلاف الفضائيات الأجنبية ، هذا الجيل لا يمكن إجباره قسراً على الإصطنات والتعامل مع حقبة مضت لا تُعبِّر عن واقع عصره المتسارع الإيقاع والمائل دوماً للمباشرة والواقعية والشفافية في التعبير عن الحاجات العاطفية والإنسانية والإجتماعية ، لو أفسح أولئك الذين يحملون راية كراهية الغناء والموسيقى عبر فكرهم المتطرف لعجلة التطوير والتجديد كي تدور من جديد ، لما وجد برنامج أغاني وأغاني ذلك الفراغ السلبي في ساحاتنا الإبداعية ولما إستطاع أن يبقى عقبة كأداء في طريق المجددين كل تلك السنوات ، لكن في حقيقة الأمر كل ذلك يتم بأمر الدولة ومعرفتها لأنها تستهدف إرباك حالة التنمية الإبداعية في مجال الموسيقى والغناء بواسطة تنصيب من لا يعرفون عن الفن والإبداع شيئاً في معظم المؤسسات الإعلامية والمراكز الثقافية ذات التأثير الأقوى ، أما وزير الثقافة أحمد بلال الذي إستضافه البرنامج يوم الجمعة الماضي ، كإشارة إلى أهمية البرنامج ، هو في الحقيقة إشارة تؤيد المثل القائل الطيور على أشكالها تقع ، فإن كان برنامج أغاني وأغاني آخر ما يهمه التطوير والتجديد في مسيرة الأغنية السودانية ، فإن السيد الوزير أيضاً هو آخر من يهمه أن يحدث حِراك ثقافي وإعلامي حقيقي ومُثمر في البلاد ، من ناحية أخرى رسالة إرسلها للفنان عمر عثمان الذي لم أسمع عنه إلا في هذه النسخة من أغاني وأغناني محتواها : لسان حالك وأنت تؤدي رائعة الصادق الياس (أعمل أيه) التي أداها الأستاذ المبدع صلاح إبن الباديه .. كان بالفعل يُعبِّر عن حيرتك وقلة حيلتك وصعوبه ما هو بين يديك لأدائه فحق لك فعلاً أن تكرِّر وأنت في حيرة من أمرك (أعمل أيه) .. خلوا غُنا الناس في حالو وخلونا في حالنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست