بعض مشاهير وكبار الناشطين والمناضلين عبر دروبٍ عُدة للنضال من أجل حرية الوطن وكرامته ومستقبله ، أحياناً يتهكَّمون من موجة المنتسبين مؤخَّراً إلى (عالم) النضال الثوري ، وبعضهم يقول أن شخصيات ظهرت فاعليتها السياسية والنضالية فيما لا يزيد عن عدد الشهور التي بدأت فيها إرهاصات الثورة في سبتمبر أو بعد ذلك ، أصبحوا الآن يتوقون إلى أن تُسجَّل أسماءهم في سجلات التاريخ أو على الأقل باتوا لا يتحرَّجون عن المطالبة بذكرهم والإهتمام بسيرتهم ومكانتهم كلما صخبُت المنابر بالحديث عن الثورة وأيامها وأحداثها ، أقول أنه من الواجب على (العُتقاء) والقدامى في دهاليز النضال السياسي ضد الحكم الإنقاذي البغيض ، أن يستوعبوا من إنحازوا وساهموا في بناء قواعد الثورة المجيدة وأن لا يستهزءوا أو يستهينوا بما قدّموا لمجرد وصولهم متأخرين ، فميزان العدالة لا يستقيم إن تمت مقارنتهم بمن سبقوهم ، ذلك من باب قلة ما كانوا يمتلكون من أدوات مساندة للولوج إلى أرض المعركة سيما أدوات الخبرة ، والوعي التراتبي بما تُشير إليه الأحداث ، فضلاً عن خواء ذخيرة الكثيرين منهم من إطلاع كافي ووافي ومُحايِّد بتاريخ السودان السياسي والثوري .
صراحةً بالنسبة لي وبالرغم من مباركتي للإتفاق الذي تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي ، إلا أنني كنت أطمح في المزيد من المكاسب للثورة ، فطالما أن المجلس العسكري في زمانٍ ما ومكان ما إختار أن يكون خصماً لقوى كان من الثابت والواضح أنها تُعبِّر عن الأغلبية الكاسحة للشعب السوداني ، فالتكتيك الصحيح من وجهة نظري خصوصاً بعد 30 يونيو وهبة الشعب المجيدة فيه ، كان يفرض المواصلة في التعبير عن قوة شكيمة هذا الشعب وإصراره على نيل مطالبة وإصباغ أكبر قدر من الوضوح الشكلي والضمني (لمدنية) الفترة الإنتقالية ، وذلك بالمزيد من (السجال) ولا أقول التصعيد لأن الوضع الراهن وضع توافق ولا يتحمَّل المصطلحات الخشنة ، لو ظللنا على رهاننا الذي إرتضاه االفرقاء حول من هو الحائز على الدعم الشعبي ، لأثبتت الأيام لو لم يتم الإتفاق أن (المدنية) بصبغتها الغالبة على مجلس السيادة هي المطالب الأكيد والمؤيَّد من أغلبية الشعب السوداني ولكن قدَّر الله وما شاء فعل.
بعضهم ومن باب المزاح ينعي أيام الثورة وحراكها المُشرِّف عبر شعاراتها وهتافتها وتضحياتها الباسلة ، بإعتبار أن الإتفاق قد تم ، ولكن أُذكِّر الناس بأن مشوار المليون ميل من الإصلاح والإفراج عن الحريات وإنعاش مؤسسات الدولة وتفريغها من كتائب الرجعية لم يزل في خطواته الأولى ، فالحكومة الإنتقالية القادمة ستُجابه الكثير منن المشكلات والتعنُّتات والمحاربات والمعارضة الجائرة ذات الأجندات القذرة والداعية إلى العودة إلى مستنقع الفساد والشمولية ، لذا ستظل الثورة الشارعية وبقياادة قوى الحرية والتغيير ومن يقف معها على مبدأ الإصرار على عدم التفريط في ديموقراطية السودان على أهبة الإستعداد للخروج في الشوارع من جديد إما من أجل (تقويم) مسارات الحكم الإنتقالي إن حادت عن مباديء الثورة ، وإما لدعم الحكم الإنتقالي وحمايته من المعسكرات المضادة التي تستهدف صموده وتعرقل مسيرته نحو تطبيق برنامجه المُعلن وطبعاً بذات السلاح الذي نصر الثورة .. سلاح السلمية والعدالة وعدم الإقصاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة