|
حسنين (3) مسيرة النضال الممتدة بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي
|
02:58 PM September, 09 2019 سودانيز اون لاين حسن الأفندي- مكتبتى رابط مختصر
سأتجرد عن مشاعري وعواطفي وأسجل للتاريخ فقط وإن كانت سيرة الرجل موسوعية
ومات شقيق الرئيس الأزهري المرحوم علي الأزهري وكان مقربا ومحبوبا جدا من أخيه , وجيء بالأزهري من كوبر وحوله رتل من الأمن منهم من يلبس كوفية ومنهم من يلبس قفطان ..... زي تنكري ... ولست أنسى أن الأستاذة سعاد الفاتح البدوي وانا أسجل تاريخا رغم ما حصل بيني وبينها في لجنة التعليم بالبرلمان إذ كنت أحضر الجلسات بصفتي الوظيفية ولعل أخانا الأكبر الأستاذ الدكتور يوسف المغربي أطال الله عمره يذكر تماما تلك الواقعة ’ كانت تقود الدكتورة سعاد موكبا للنساء وتهتف : لا سودان بلا اسماعيل ....هي أول من هتفت ضد مايو , فأضطر الأزهري لأن يلوح لهن بيده محييا وقائلا : ليس هذا مكانه . وذهب المرحوم علي لتعزية السيد الرئيس الأزهري في أخيه , فاحتضنه الأزهري طويلا وقال : شكرا لك يا أستاذ علي وأخذ يكررها بود وحفاوة. ومات الأزهري وأخذت مايو الشؤم تشنع به وبدينه من أحد البنوك, الأمر الذي جعل عليا يدخل سوق أمدرمان وكان له أخوان يعملان بالتجارة ليجمع منهما ومن السيد محمد أحمد عباس حسب ما علمت مؤخرا وآخرين ربما المال ليسدد مديونية السيد الرئيس الشهيد فكان الاعتقال الأول لعلي يرحمه الله في مايو . كانت مدة الاعتقال 7 شهور وفقا لقانون الانقلابيين ..ومضت السبعة شهور ولم يفرج عن علي رحمه الله ...أمه كانت في حالة حزن لا يعلم بها إلا الله وكنت أزورها يوميا كل عصر لأخفف من معاناتها وكانت تقيم حينها بمنزل بنتها المرحومة زينب بت محمود والدة الشاعر المعروف محمد نجيب محمد علي والذي أنشأ فيها أعظم قصيدة دارجة سودانية بعد موتها ( كلام ساي لزينب بت محمود )... عز علي أن أراها هكذا في حزن وألم وأسى فاقترحت تكوين لجنة من أبناء الشمال لمقابلة المجلس الانقلابي يطلب منهم محاكمته إن كان مذنبا في شيء أو قضية أو إطلاق سراحه , وذهبت اللجنة لمقابلة الانقلابيين الذين أنابوا الرائد أبو القاسم هاشم للاجتماع بتلك الجنة , ووجد من ضمن الوفد أحد أقاربنا هو المرحوم إبراهيم يوسف وكان رقيبا بالجيش قبل أن يستقيل ويتحول لمجال التجارة , فقال له أبو القاسم محتضنا : أهلا أستاذي ...إذ تدرب على يديه , فرد المرحوم إبراهيم يوسف : والله لا أعرفك ولا أستاذك ما لم تطلقوا سراح علي محمود حسنين ... ابتسم أبو القاسم وجلس معهم للإجتماع حيث أوضح أشياء لم نكن نحن أهله نعرفها ونلم بها وأسباب اعتقاله . قال هاشم : إن مايو كانت تعتبر أربعة من العهد البائد حسب تعبيره أحرارا تستعين بهم وعلى رأسهم علي محمود حسنين ثم الدكتور محيي الدين صابر والأستاذ الرشيد الطاهر والأستاذ موسى المبارك , وجاء الثلاثة الأخيرون فبايعوا واستلموا كرسي الوزارة , أما علي فقد : ـ ذهب إلى مكانين أحدهما بأمدرمان والثاني بالخرطوم بحري وطلب الاجهاض على الانقلاب في ساعاته الأولى ـــ دخل سوق أم درمان ليجمع المال لصالح الأزهري وليحرج الثورة ووعد هاشم بإطلاق سراحه قريبا الأمر الذي تم بعد شهر من ذلكم الاجتماع. وظل علي مقاوما بشتى الوسائل وممثلا للشريف المرحوم حسين الهندي داخل السودان ... وماتت والدته بعد أن استنفد الأستاذ علي كل ما يمكن لانقاذها .... كان بارا جدا بها وبوالده وما أعظم بر الوالدين وكان هو أثيرها وتابعت جهوده الجبارة لحظة بلحظة . وبعد موت والدته بشهر قال لنا إنه ذاهب لمصر طلبا للراحة والخروج من قصة موت المرحومة أمه ...لم يكن الأمر كذلك فقد تبين لنا الأمر جليا عند محاكمته ( محاكمة علي محمود حسنين وآخرين ) عقب ما سُمي بغزو المرتزقة وهم لم يكونوا مرتزقة ولا يحزنون , سودانيون أصيلون جاء ليستعيدوا الديمقراطية ولكن للزمرة أو الطغمة الحاكمة وسائلها الخبيثة في حشد الرأي العام ضد المقاومة الشريفة . ذهب إلى مصر وجاءه مندوب من السيد الحسيب النسيب الشريف الهندي يحمل جواز سفر ليبي ويرافق الأستاذ علي إلى ليبيا لمقابلة الهندي يرحمه الله حيث أبلغه بتفاصيل المقاومة القادمة قريبا . ظل علي رئيسا للجبهة الداخلية المقاومة وحُدد لبدء هجوم الشهيد محمد نور سعد يوم الجمعة على أن يقوم علي بتشغيل الإذاعة لما له من معارف وإذاعة البيان نيابة عن الهندي وشركائه في الإعداد , ولكن الأمن يبدو كان متابعا وألقى القبض على الأستاذ قبل الواقعة بيوم أي يوم الخميس من المحكمة واقتيد لجهة غير معلومة بكامل بدلته وظل لثلاثة وخمسين يوما لا نعرف مكانه حيث أعتقل في حجرة لا نافذة بها ولا حتى منور والحر كان مؤلما ورهيبا بدرجة غير منظورة . وطبعا كان لغياب علي وعدم إذاعة البيان لتنوير الشعب أثره في فشل محاولة المقاومة والتي استلمت الخرطوم لثلاتة أيام وجعلت من النظام تأليب وتضليل الشارع السوداني بغزو من مرتزقة .آه لو لم يعتقل علي لتغير تاريخ السودان ولوئدت مايو في جب سحيق . بعد تلك الأيام الرهيبة الظالمة أعلن راديو أمدرمان عن تاريخ بداية محاكمة علي محمود حسنين وآخرين . يتبع
|
|
|
|
|
|