لقد مرت الثورة الجماهيرية في السودان بمراحل متعددة. وهي مراحل اتسمت بالإضطراب الناتج عن ضعف الروح المخلصة ممن وثقت بهم الجماهير التي أزهقت أرواحها بدافع إبصار شمس غد مشرقة بالحرية والعدالة. إعلام القوى السياسية استقى لسانه من عفونة مقاصده غير الوطنية ، تلك التي تمخضت مواقف أفضت إلى مقتل المزيد من الشباب واغتصاب الشابات بعد استخدامهم جسورا لمصالح قيادات ظلت تدبج بياناتها محرضة كلما ضعف موقفها التفاوضي. بلا أي شعور بتأنيب الضمير ولا قيمة الدماء والأعراض. أما المجلس العسكري فهو لم يكن أبدا أقل انتهازية من تلك القيادات الانتهازية الاستحوازية ، لقد ظل المجلس العسكري متواطئا ضد الدستور وضد القانون وضد العدالة. متحولا لتشكيل عصابي يملك إرادة إستخدام العنف تحت حماية دولية. لعبة الشطرنج: - إلى أين يقود هذا التواطؤ بين جميع اللاعبين الأوليين بالشعب والدولة؟ إنه يقودهم إلى العودة إلى نقطة الصفر. إن الشعب -وهذا مما يؤسف له- منقسم إلى قسمين ؛ قسم واسع من الحالمين ، وقسم قليل من الانتهازيين. هؤلاء الأخر يلعبون لعبتهم القذرة لإيقاع الإضطراب بوجدان الشعب بين الصدمة تارة والحلم تارة أخرى والإحباط دائما. وكل قيادة تسعى لتجهيل الشعب وإفقاده التوازن اللازم لتتمكن من قيادته وإطلاقه كرصاصة تفقد قوتها وطاقتها عندما تستقر في صدر الطرف الآخر. جناح الأمل: إننا كجموعة نرى أنفسنا مدركين للحقيقة أولا وللوعي ثانيا ومتمتعين بالإخلاص والوطنية الحقة ؛ ارتأينا تشكيل هذا الجناح الذي ندعوا جميع الشعب من غير المغيبين إلى الإلتفاف حوله. حتى ننزع حقوق هذا الشعب ليس بتعريض الشعب للموت وإنما بتعريض الانتهازيين للفضح وكشف مخططاتهم ومواجهتهم بقوة أكبر من قوة التجهيل أو قوة السلاح وهي قوة الحقيقة. إن الانتهازيين لا يخافون الموت بقدر خوفهم من (الحقيقة). ومنذ الإستقلال ظل الإنسان السوداني يموت كما تموت البعير ، فلا قصاص ولا دية لدمه. حتى أضحى الإنسان أبخس موجودات هذا البلد قيمة. ولو عددنا الذين قتلوا منذ الإستقلال حتى اليوم لما أحصيناهم. ثم غيبهم الزمان وتداول الأيام فكأنهم لم يكونوا من قبل شيئا مذكورا. إن هذا يجب أن ينتهي.. نحن في جناح الأمل نقول: إن هذا يجب أن ينتهي. هذا الموت المجاني يجب أن ينتهي. هذا التجويع والإفقار والقهر والاستغلال والإمراض يجب أن ينتهي. هذا الإغتصاب والتعذيب يجب أن ينتهي. هذا التجهيل والتضليل يجب أن ينتهي. إستغلال الشعارات الدينية والعلمانية من قبل الانتهازيين يجب أن ينتهي. استمرار السودان ضمن الدول الموبوءة بالجهل والفقر والمرض يجب أن ينتهي. استمرار السودان كدولة هامشية داخل منظومة المجتمع الدولي يجب أن ينتهي. إن جناح الأمل لن يسمح بذلك. سنقود هذه الدولة لبر الأمان. نؤسس لبنيتها التحتية العدلية والاقتصادية والإدارية السليمة لتشرع في الانطلاق. لن نسمح باستغلال أحلام البسطاء بل سنسعى لاستغلال قوتهم وصبرهم لبناء أمة قوية عزيزة ، أمة عادلة ، قادرة ، وأخلاقية ، ومؤمنة بكل ما تقوله عن وعي كامل حقيقي. إن جناح الأمل يقول: - لم يعد أمامنا وقتا كثيرا لإضاعته. - العالم تجاوزنا والهوة بيننا وبينه تتسع اتساعا مهولا. - ليس أمام هذا الشعب إلا أن يعمل عقله ولو لبرهة يسيرة ويحاول معرفة من يجب أن يشاركه البناء ومن يجب أن يلفظه. فلنكن شركاء في "جناح الأمل".
اشتراعات: سيشرح جناح الأمل في اتخاذ قرارات هامة خلال الساعات والأيام القادمة ؛ لتحويل القول إلى عمل. فترقبوها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة