ثورة الوعي والاستنارة لا تنطلق بعيدا عن المعطيات التى يطرحها الواقع؛ أزمات متفاقمة نعيشها يوم بعد يوم ، حتى أصبحنا نخشى طلوع فجر جديد كي لا تسؤ الامور اكثر ونفقد المزيد من الضحايا ، ليت الأمر توقف عند أزمة المواصلات او الغاز بل استفحل الأمر ليتغلغل داخل بطون الجوعى . في الطرف الآخر من المفسدين تجد هناك من يدافع عن من تسببوا في افقار الناس وتجويعهم ،احسبهم قلة من المنتفعين والسماسرة الذين يساندون حاكما تجبر وطغى وفعل مالم يفعله نيرون فى زمانه(أ جبر طاغية فى العصر الحديث) تدفعه عصبه جعلت من الدين قناع وغطاء لجرائم لم يشهدها السودان من قبل. فالثورة وحدها تستطيع أن تضع حدا لهذه المآسي و يستطيع بني جلدتى تجاوز مرارات هذا الواقع والانطلاق في رحلة التغيير والكشف والارتقاء. لذلك فأن اللافتات التى كان يحملها الثوار دوما تردد (الحرية، سقطت سقطت يا كيزان ) (ولحسنا الكوع ومافى رجوع). لابد أن نكون واقعين حتى نصنع المستحيل. فنحن كشعب عريق واصيل نتطلع الى النجوم ورحلة ماوراء الخيال وتطبيق لما فى رؤسنا من احلام (الحرية ،العدالة،السلام، التنميه ،الازدهار..)هناك رغبة قوية وعارمة تشدنا لتحقيق هذه الأحلام لذلك لابد من معالجة المستحيل وتطويعه وجعله ممكنا حتى نعيش واقعا ملموسا بدلا عن هذا الواقع المرير. فتاريخنا في الثورات يقول أننا قادرون على ذلك، كلمة أ كدها رأس العصبة (اذا أراد الشعب السوداني أن ينتفض فليس هناك من يستطع صده) صدقت ياريس اذا الشعب أراد الحياة يوما لابد ان يطوع المستحيل. الثورة علم تغيير المجتمعات ،هذا التغيبر لابد أن يكون حاسما ،جادا وسريعا،وفعالا . الثورة مهرها اتربه واوحال وسلبيات وتضحيات وشهداء لكنها عندما تنتصر تمتزج بالحلم الجديد ليصبح بعدها السودان أ جمل وابهى وأروع. إذا لابد من تلبية هذا النداء انتفضوا يابني جلدتى فقد سحقوا كرامتنا وليس هناك شيء نخافه. هذا النداء الذى يتوهج كاللهب فى إنتظار من يدفعه الى الأمام ويجعله حقيقة . حقا أن عجلة التقدم لا تمضي ابدا إلى الوراء ، أنها تواصل سيرها الى الأمام لكنه سير بطيء لا يرضي إطلاقا هذا الظمأ الذي بداخلنا وهذا السير لا يروي تحقيق مانتطلع اليه من أحلام وواقع جديد معافى خالي من التعصب الدينى والعرقى والفساد بكل أ شكاله إداريا وأخلاقيا،بل ان هذا الطموح لابد أن يصبح واقعا سريعا ،أ نه مثل غريزة البقاء فى هذه الارض نسعى وراءه حتى نحقق المصير الذى يربطنا بهذا البقاء او نرحل منها . نحلم بغد أبهى نتعايش فيه كما كنا ونبني المصانع ونزرع الأرض ونشيد المدارس ونزدهر فى علومنا وحياتنا. كونوا واقعيون واطلبوا المستحيل. فليس معنى النظرة الواقعية أن نرضى بالأمر الواقع ونشتكى اليه، ونبقى الى أن نموت مساجين اغلاله واوحاله ،بل اننا لابد أن نستلهم إيجابيات هذا الواقع وتطويره واسقاط مسبباته ، اننا اقدام فوق الارض ونجوم فوق السماء لو اردنا الثريا لطاوعتنا وتنزلت من ابراجها تحت اقدامنا ،نحن احفاد ود حبوبة وعلى عبداللطيف والمك نمر، ودينار،عثمان دقنه والمهدي . نحن من تكسرت مدافع الاستعمار تحت أقدامهم ....المستحيل ليس دائما مستحيلا فقط نحتاج ان نتحرك نحوه وان نمتلك الرغبة الحقيقية لتحقيقه....وما اسهل ان يكون المستحيل ممكنا عندما نريده بقوة فالثورة تفجير للطاقات الهائلة التي تكمن فى نفوسنا لتفجير ماتكنه صدورنا من غضب، وسخط وكره لهذا النظام القابع فى صدورنا . لقد اودع الله اسراره فينا لنكون خلفاء فى هذه الارض فكيف نعيش اذلاء بلا كرامة فى ارضنا ووطننا!!الثورة تفجير لهذه المكانة لكى نكون أكفاء لحمل هذه الرسالة...ولكي ننطلق بعد ذلك لتحقيق الابداع والابتكار. كونوا واقعين واطلبوا المستحيل ايها /ايتها الثوار ولا تكونوا بعيدين عن هذا الواقع فالثورة ليست انجازا فضائيا وليست حدثا فوق كوكب الزهرة ،إ نها إنجازا فوق الارض وتجاربنا تقول ذلك، لذا فإن أهم شروط هذه الثورة الارتباط بهذه الارض وفهم الواقع والانطلاق به الى افاق بعيدة. حيث الواقع الجديد ،ان هذه الثورة صرخة فى وجه كل الأصوات التي تقول كنا شحاتين وخفافيش ونلحس كوعنا ، أ يها العراعير اي استهزاء هذا فنحن ما زلنا نشارككم فى هذه الارض(السودان) مثل هذه الأصوات كلما ارتفع ضجيجها خف وزنها لذلك لا تخشوها فانها ترتجف خلف الكواليس لو كنتم ترونها . كونوا واقعين شباب بلدي ،واقتلعوا الارض من بين اقدامهم فهم لا يستحقون ان يعيشوا عليها بعد أن عاسوا فيها فسادا وخرابا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نميري حسين مجاور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست