:: كالعهد بها دائماً، ألقت الشرطة بولاية الجزيرة القبض على المتهم بقتل اربعة اشخاص - من اسرة واحدة - بالمسلمية.. وكما قال اللواء د. علي الطيب مصطفى مدير شرطة ولاية الجزيرة، فان المتهم شاب يبلغ من العمر (25 عاماً)، يدمن تعاطي المخدرات، و انه كان قد تعاطي ثلاث حبات من الترامدول قبل إرتكاب الجريمة، وسجل اعترافاً قضائياً بما حدث، ثم مثل الجريمة بمسرحها، وكان الدافع الأساسي (السرقة)، بحيث سرق (57.000 جنيه).. هكذا الوقائع، حسب تصريح مدير شرطة الجزيرة..!!
:: قبل ثلاث سنوات تقريباُ، شهدت فعاليات المؤتمر القومي لهجرة الشباب - تحت شعار وطن آمن وشباب مستقر - حضوراً رائعاً من ذوي الشأن بدار الشرطة بالخرطوم، وهناك عرض أحد الخبراء بعض تقارير الأمم المتحدة ذات الصلة بالوضع السكاني في العالم العربي. ثم كان التوقع بأن يحتل السودان المركز الثالث - في العالم 2017 - بعد مصر والجزائر من حيث عدد السكان (40.8 مليون نسمة)، وذلك حسب توقعات الجهاز المركزي للإحصاء ..!!
:: ثم قالت باحثة بالمجلس القومي للسكان بأن نسبة الشباب في الفئة العمرية من (15 ــ 40 ) تبلغ (55.8%) من جملة التعداد السكاني..وفي الفئة العمرية من (0 ــ14) تبلغ (40.8%) من جملة التعداد السكاني، بيد أن نسبة المسنين في عمر - 65 فما فوق - لا تتجاوز (3.2%).. فالسودان دولة (شابة)، حسب معايير الأمم المتحدة، وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء، وهذه نعمة.. فالطاقات الشبابية كنوز تفتقدها معظم دول العالم، ولكن أكرمنا الله بمجتمع أكثر من نصفه شباب ( 55.8%)..!!
:: وتلك النسبة هي المستهدفة بحرب المخدرات، بحيث يكون مستقبل البلاد (فاقداً للوعي).. ومثل الكثير من الأحداث والأحاديث التي مرت بلا تأثير، مرت أيضاً أحاديث من تحدثوا في إحدى ورش المجلس التشريعي، في شهر مارس الفائت .. حيث قال العميد شرطة فضل عبده، مدير مكافحة المخدرات بالخرطوم، أن (95% ) من المقبوض عليهم في قضايا المخدرات من (الفئة الشبابية)، و أن (54 %) من بلاغات المخدرات في البلاد يكون مسرحها لخرطوم ..!!
:: ثم أضاف العميد فضل قائلاً بان هناك تزايد مستمر في عدد الطلاب المقبوض عليهم بالمخدرات، وذلك بزيادة نسبتها (19%)عما كانت عليها في العام الماضي، ثم قال بالنص : ( الترامادول المخدر الوحيد في البلاد الذي لا توجد عليه سيطرة تذكر)، و أن هناك عصابات مخدرات سرية تسيطر على الترامدول وغيره، وتدخله للبلاد ثم إلى الخرطوم، باعتبارها المستخدم الأكثر له..ولكن المؤسف، كل هذه الأرقام والنسب، ورغم هذه الجرائم، دائما ما تنتهي قضايا المخدرات في بلادنا بهروب أصحابها من أيدي العدالة..!!
:: نعم، يتساءل الشارع عما يحدث لشبابه، وعما يحدث بميناء بورتسودان.. وأن هذا رأس جبل الجليد، بيد أن الجبل هو (ما خفي)، وما خفي في كل الأمور - دائماً - أعظم .. بمعنى، هل يُمكن أن يتجرأ تاجر مخدرات بجلب كل كل تلك الحاويات المحشوة بالمخدرات إلى ميناء البلد الرئيسي ما لم يكن مطمئناً على سلامة العبور أو الهروب - أو التهريب - من العدالة ؟.. وعليه، ما لم يتم تطهير أجهزة الدولة من القطط السمان التي تساهم في هروب أو تهريب تجار المخدرات من قبضة العدالة، فان البلاد كلها ستظل تحصد ثمار الحاويات (دماً و دموعاً)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست