الأحوال جديدة تمثل حالة العروسة .. والأحلام غضة نضرة تعادل البراعم في الحداثة !!.. والآمال عالية ترفرف كأسراب الحمام فوق السحابة !!.. والتطلعات قمة لا تحتمل الارتداد والإعادة .. والكل يلبس الجديد في بيت عرس ويحس بالسعادة .. والمظاهر كلها توحي بأن زفة الأفراح في طريقها للساحة .. البيت بيت عرس فيه العروسة تتزين وحولها أم العروسة .. وكل قادمة من قريناتها تمطرها بقبلة وزغرودة !!. والأعناق تشرأب بتلهف لترى ذلك العريس القادم من رحم الانتفاضة .. عريس يسمى ( السودان الجديد ) ثمار الكفاح والنضال للسيدات والسادة !!.. والأكف نحو السماء تدعو الله أن يجعل القادم الجديد قمة الإفادة .. وأن يجعل السودان بيت مال وعيال يهنأ أهله بالأمن والسلامة .
ولكن أسفاُ ويا أسفا على ملامح توحي بالخيبة والانتكاسة !.. فهنالك اليوم في السودان من يجتهد ليعيد الماضي برجاله رغم التجارب المريرة .. نجده يكد ويجتهد ليلمع تلك الأثاثات المعتقة القديمة !!.. لا يمل ولا يكل من ذلك الماضي رغم سماته القبيحة !.. ويجتهد هؤلاء ليغطوا معالم العيوب بزيف الطلاء والأقوال لتبدو أنيقة ,, وتلك أثاثات معتقة قد نالت حظها في الوجود بشدة .. ولا يفيدها ذلك الترميم والتأهيل في ورش الإثارة !.. وذاك فارسهم يتقدم الركب وهو في المواصفات ( دقة قديمة ) .. يخفي معالم الزمن بالتحايل وبمعطن البدرة !.. قد نال حظه من التجارب حتى صارت قصته قصة !.. ويا خوف قلبي أن تنخدع العروسة وأم العروسة بمظاهر الزينة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة