هذا رد على من قال في منصة الاعتصام إن من [التغيير المنشود لديهم]: ألا يسأل الأخ أخته أو الأب ابنته أين كنت؟!وأين تذهبين؟! وعبر عنه بالتخلص من التسلط الذكوري!!! يريدونها كما يصف دعوتهم أجدادنا وآباؤنا [انطلاقة] ومهما خبث قول هؤلاء [المتفلتين] عن تعاليم الدين وقيم مجتمعنا الكريم ومهما جاهر هؤلاء [القلة] وبلغ استفزازهم ما بلغ إلا أننا لا نرد عليهم إلا بالأدلة الشرعية وما جبلت عليه الفطرة السوية وسار عليه مجتمعنا جيلا بعد جيل في أعراف مستقيمة مرعية.. فأقول : لقد قيل : (كل أمة وُضعت الغيرة في رجالها، وُضعت الصيانة في نسائها). وقد وصل أهل الجاهلية في الغيرة أن جاوزوا الحد ، حتى كانوا يئدون بناتهم مخافة لحوق العار بهم من أجلهنّ. وأول قبيلة وأدت من العرب قبيلة ربيعة، وذلك أنهم أُغِيرَ عليهم فنهبت بنت لأمير لهم، فاستردها بعد الصلح، وخُيّرَت على رضا منها بين أبيها ومن هي عنده، فاختارت من هي عنده ، فغضب والدها وسن لقومه الوأد ففعلوه غيرةً منهم، وشاع الوأد في العرب بعد ذلك. حتى جاء الإسلام وحرمه (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ(9)).
كان هذا في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام حرم الوأد وهو من أقبح الظلم الذي عرفته البشرية، وحمد الغيرة ، وشجع المسلمين عليها، ذلك أنها إذا تمكنت في النفوس كان المجتمع كالطود الشامخ حميةً ودفاعاً عن الأعراض. إن كل امرئٍ عاقلٍ ، بل كل شهم فاضل لا يرضى إلا أن يكون عرضه محل الثناء والتمجيد، ويسعى ثم يسعى ليبقى عرضه حرماً مصوناً لا يرتع فيه اللامزون، ولا يجوس حماه العابثون. إن كريم العرض ليبذل الغالي والنفيس للدفاع عن شرفه، وإن ذا المروءة يقدم ثروته ليسد أفواهاً تتطاول عليه بألسنتها أو تناله ببذيء ألفاظها. نعم إنه ليصون العرض بالمال ، فلا بارك الله بمال لا يصون عرضاً.
بل لا يقف الحد عند هذا فإن صاحب الغيرة ليخاطر بحياته ويبذل مهجته، ويعرض نفسه لسهام المنايا عندما يُرجم بشتيمة تُلوّث كرامته. يهون على الكرام أن تصان الأجسام لتسلم الأعراض. وقد بلغ ديننا في ذلك الغاية حين قال نبينا عليه الصلاة والسلام : (من مات دون عرضه فهو شهيد). بصيانة العرض يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية ، وبتدنسه ينـزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات بهيمية. يقول العلامة ابن القيم : (إذا رحلت الغيرة من القلب ترحَّلت المحبة، بل ترحل الدين كله) . ولقد كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم أفضل البشر بعد الرسل والأنبياء كانوا من أشد الناس غيرة على أعراضهم، لقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام : (أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني) ومن أجل غيرة الله حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والحديث أصله في الصحيحين. من حُرم الغيرة يا [شذاذ الآفاق] حرم طُهر الحياة، ومن حرم طُهر الحياة [يا دعاة التغيير الخبيث] فهو أحطُّ من بهيمة الأنعام. ولا يمتدح بالغيرة [يا أهل التفلت عن القيم الكريمة] إلا كرام الرجال وكرائم النساء. وإن المرأة العفيفة لتسعد غاية السعادة إذا رأت غيرة أهلها عليها وحرصهم وخوفهم عليها رغم ما تعرف ويعرفون من عفتها.
فيا صاحب الغيرة : كم للفضيلة من حصن امتنع به أولاد النخوة فكانوا بذلك محسنين، وكم للرذيلة من صرعى أوردتهم المهالك فكانوا هم الخاسرين [وعجبا أن يكون من هذا الصنف من يصعد في منصة في قلب خرطوم التدين والعفة والأخلاق ويجهر بقوله الخبيث] . في ظلال الفضيلة عفة وأمان، وفي مهاوي الرذيلة ذلة وهوان ، والرجل هو صاحب القوامة في الأسرة، وإذا ضعف القوام فسد الأقوام !!! وإذا فسد الأقوام [كما يريد هؤلاء الشذاذ] خسروا الفضيلة وفقدوا العفة وتاجروا بالأعراض وأصبحوا كالمياه في المفازات يلغ فيها كل كلب ويكدر ماءها كل وارد. وقد وردت أحاديث في ذم من فقدت عنده الغيرة ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق بوالديه ، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال ، والديوث ). وفي هذا الحديث وعيد شديد ولو عقله كثير من أولياء أمور كثير من الفتيات ربما لكان موقفهم غير ما هم عليه !! إن (الجهل) بعظم المسؤولية التي سيسأل عنها كل رب أسرة هو من أبرز أسباب ضعف الغيرة على الأعراض ومن تلك الأسباب (الفهم المنكوس) و(الفقه المعكوس) الذي رسخ في أذهان البعض من أن العري والاختلاط وبعض الممارسات المخالفة هي من لوازم المدنية والحضارة ومن مقتضيات الألفية الثالثة !! فما أسوأها من عقول وما أسقمها من أفهام !! وما أجهلهم حيث لا يفرقون بين الثوابت والمتغيرات.. وأن ردة فعل هذا المجتمع الكريم من مثل هذه الدعوات الآثمة والأقوال الخبيثة من المعلوم غير الخفي.. إنها أقوال تفصح عن معنى [التغيير المنشود] عند هؤلاء.. ولكنهم قد خابوا وخسروا.. فإن سعيهم في تباب وعملهم آخره سراب ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله..
أي زول في ميدان الثورة والاعتصام يدعو لانطلاقة أو بنقو ولا خمور فهذا يمثل نفسه وقد يكون من أنصار الثورة المضادة. الثورة هدفها الذي يهرد كبد أمثالك هو دولة المؤسسات والديمقراطية الحقة و في دولة زي دي خفافيش الظلام ترجع أوكارها وبرضاها بدون ما أي زول يسألها. عشان كده ما تحاول تفرغ العمل العظيم من مضمونه الشعب واعي و قبل كده قال ليك حركات حركات
بالمناسبة إنت مالكي زي البشير ؟؟ ثلث لهم وثلث لنا وثلث لكم مش كدا يا وداد ؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عارف عوض الركابي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست