|
تشكيلة حمدوك في السودان الجديد..! بقلم حامد جربو
|
09:22 PM September, 11 2019 سودانيز اون لاين حامد جربو-السودان مكتبتى رابط مختصر
حتى اللحظة لا نستطيع أن نقيم أو نحكم على حكومة حمدوك , أو من السابق لأوانه أن نخمن أو نتنبأ بمستقبل الحكومة التي عمرها ثلاثة أيام فقط ..! إذا نظرنا إلى أعضاء مجلسي السيادة والوزراء نلاحظ هناك جديد وفريد..! لأول مرة في تاريخ الدولة السودانية يجتمع أفراد بهذا التنوع والتباين في حكومة واحدة ,حتى حكومة الأحزاب الديمقراطية كانت عبارة عن حكومة النواب من الصفوة أو من أبناء زعماء القبائل والشيوخ ..!, تجلى عبقرية الدكتور حمدوك في اختيار كفاءات على أسس المناطقية الجغرافية ..! وهذه لا تعني محاصصة بقدر ما تعكس تنوع الدولة السودانية ..!, السودان دولة متنوعة ثقافياً, ومتباعدة جغرافياً , ومتباينة اجتماعياً ,ومختلفة دينياً , ومتفاوتة تاريخياَ ..!فلذلك من الحكمة أن تكون حكومة تمثل هذا التنوع لكي يجد كل أناس مشربهم ., حكومة بهذه الفسيفساء الرائعة جدير بالثقة ..!متنوعة حتى في تفاصيلها ..!الشباب , المرأة, وأعمار الأعضاء متفاوتة تتراوح ما بين (30 إلى 70 سنة ). نحن نقدر ملاحظات بعض المراقبين على عدد من الوزراء رغم أنهم لم يمضوا أكثر من ثلاثة أيام في المنصب, واستندوا في ملاحظاتهم على أقوالهم وليس على أفعالهم ..يقول المثل السوداني " السواي ما حداث..!" الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال ..!في هذا السياق تحدثت حكومة المؤتمر الوطني البائد طويلا ولم تنجز شيئاً ..!, أعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون. هناك من يرى أن ثمة كفاءات أكثر خبرة وحياداً من الذين تم اختيارهم لم تجد فرصة في حكومة حمدوك ..! وقالوا : كنا نظنهم من المفضلين حسب معرفتنا بهم عن قرب ..ولكن حمدوك يريد كفاءات متنوعة مثل جغرافيا السودان تماماً ..!لأن أزمة البلد في تجاهل التنوع والتباين ,بمعنى حكومة تمثل الجميع . تشكيلة حكومة حمدوك أحرجت دعاة المركزية , وأرضت مناهضوها , ذلك أن كفاءات المركزية تكرس التهميش وتعقد مهمة السلام التي هي من أهم أولويات الحكومة الانتقالية ,عند جلوس حكومة حمدوك الانتقالية مع حركات التمرد وجها ً لوجه وبهذه التشكيلة المتنوعة تجد أطراف الحوار والتفاوض في عملية السلام ملفات القضية أصبحت في متناول أيدي قوى الثورة والهامش ..! بهذا نستطيع أن ندعي أن حكومة حمدوك قطعت شوطاً في مشوار السلام قبل الجلوس في مائدة الحوار..! أي وجهت قبلة استباقية لحركات الهامش الثورية ..!هذه لثمة فحواها أن الكرة في ملعبكم أيها الثوار ماذا انتم فاعلون.!؟ , في هذا السياق لا أحد يستطيع أن يتهم نظيره بالتعاند والمشاكسة, ليس هناك من يمثل نخبة الفاشلة في المركز المهيمن كما في حكومة المؤتمر الوطني البائد, إذا , بطريقة أو أخرى تتحول عملية التفاوض برمتها إلى عملية تفاكر حول إرساء دعائم السلام في السودان , مع ذلك لا تبدو عملية إرساء دعائم السلام في الهامش الممزق سهلاً , قد فعل حكومة عمر البشير ما فعل ..! ترك هامشاً مدمراَ غير متعايش ولا متسامح ..! . استقدم نظام البشير الأجانب من خارج القطر وأسكَنهم في ديار النازحين من قبائل السودان , لا سيما في ولايات دارفور , وقنن لهم " الإدارات –والعموديات " وصنع لهم النفوذ ومدهم بالخدمات وضروريات الحياة حيث ما كانوا ..! وحرر لهم هويات سودانية ..! وزيف لهم أنساب سودانية وزور لهم تاريخ قدومهم إلى السودان , وألحقهم بدخول العرب إلى السودان..!كما في المناطق غرب وشمال دارفور , أجناس غرباء شكلاً ولساناً لا احد رآهم من قبل في هذه المناطق ..!حتى فلكلور الشعبي والتراث مختلف , ليس مألوفاً لدى سكان دارفور القدماء ..! لا شك أن عملية العودة وإعادة الأعمار في دارفور مهمة شاقة .
حامد جربو
|
|
|
|
|
|