وقف الشاب الذي سيصبح لاحقاً نجماً في منبر السلام العادل بجانب عمه، فيما الشرطي يملأ بيانات طلب جنسية.. الشرطي الذي كان يحمل خده ثلاث خطوط أفقية تشير إلى قبيلته سأل الصبي البشرى محمد عثمان عن قبيلته.. كان السؤال صعباً لفتى لم يحتاج قبل ذلك أن يعرف قبيلته.. لكن العم أفلح في تلقين الصبي الإجابة غير الدقيقة فخرجت كلمة شايقي برداً وسلاماً.. ليحمل بعدها ابن منطقة الجابرية شهادة أنه سوداني. قبل أيام صرح ناظر الهدندوة الشيخ ترك في بيان يعلن مناصرة قبيلته لفكرة ترشيح البشير مجدداً في العام ٢٠٢٠.. حديث زعيم القبيلة كان (منشيت) في عدد من صحف الخرطوم.. بالطبع تصريح ترك يقرأ في سياق الصراع بين الرجل ووالي الولاية.. كأنما أراد شيخ ترك المزايدة في الولاء للمركز عبر ذلك البيان المفخخ.. ووجه التفخيخ أن كل قبيلة فيها من يؤيد الوطني ومن يعارضه.. عليه يصبح زعم شيخ ترك يفتقر الدقة في أفضل الأحوال إن لم يصل مرحلة التزوير. قرأت قبل أيام في هذه الصحيفة أن صراعاً جهوياً بدأت بوادره تلوح في الولاية الشمالية.. بعض مناطق شمال الولاية تطالب بتميز إيجابي يجعل منطقة كرمة السياحية والأثرية تستظل بإحدى مظلات رئاسة الجمهورية أسوة بمنطقة البركل.. بل إن المطالبات وصلت حد الاقتراح بقسمة الولاية لشمال وجنوب.. حدثني صديقي أن المحاصصة الجهوية والقبلية باتت حاضرة حتى مؤسسات حكم الولاية الشمالية. في شرق دارفور هنالك قبائل تطالب بإخلاء أخرى بحجة أن أصولهم من خارج المنطقة.. بل ما يحدث الآن في شمال دارفور من الصعب سحب المكون القبلي من تفاصيله.. استحضر الآن نظرية أستاذنا الدكتور التيجاني عبدالقادر في أن الإنقاذ هيأت لتحالف ثلاثي يجمع السوق والقبلية والذهنية الأمنية.. إذا ما جردت هذه النظرية مثلاً على الشيخ موسى هلال ستثبت دقتها. حيث تحول هلال من مواطن عادي إلى شيخ قبيلة موفور الثراء يرتدي البزة العسكرية. في تقديري مطلوب بأعجل ما تيسر إعادة القبيلة لمكونها الإجتماعي.. بحيث تكون أداة بناء ولم شمل عوضاً من كونها منصة سياسية.. البداية تكون بسحب الميزة التفضيلية للقبيلة حينما توزع المناصب العامة.. وقبل ذلك من المهم جداً إعادة النظر في فكرة الملكية القبلية للأراضي.. بحيث تكون الأراضي في حوزة الحكومة تملكها للأفراد على أسس متعارف عليها.. روح التدافع القبلي والاصطفاف واحدة من أسبابها هذه الملكية والتي تسمى بالحواكير. بصراحة.. أتمنى من رئاسة الجمهورية أن ترفض أي مناصرة تبنى على سواعد قبلية.. الذين يقدمون الرئيس على روافع القبيلة يظلمونه كثيراً.. فلم تكن القبيلة حاضرة في كل مراحل حياته.. حيث عرفت أسرته وارتبطت بالهجرة بين ربوع السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست