هل أبدأ هذا المقال بالحديث عن ما يعانيه الشباب في عهد شمولية الإنقاذ و( تمكينية) المؤتمر الوطني لمواليه من منابع الثروة والإستثمار والتوظيف في المناصب (المُجدية) ؟ أتردَّد أن أفعل ذلك ليقيني الذي لا يقبل الشك أن ما نقوله في صحفنا المُطاردة هذه لا يُلتفت إليه ولا يحرِّك ساكناً في ضمير أصحاب النفوذ والسلطة ، أولئك الذين يُخطِّطون بكل جدٍ و إجتهاد لتحقيق (الفشل) المحض ، وهدم كل ما يبدو ذو جدوى أو يوحي بأن هناك إشراقٌ ما سيُفضي إلى مصلحة جماعية ، فجماعية المصلحة لا تتماشى أبداً مع منهج دولة إنبت هياكلها ومخططاتها وعلاقاتها البينية وِفقاً لمبدأ التمكين السياسي والمنفعي ، فالمصلحة عندهم ستظل إلى الأبد فردية وموجَّهة ومحتكرة ، و كنت قبل أن أُطالع التصريح القبيح الذي أدلى به يوسف جمَّاع الأمين العام للنقابة العامة لعمال النقل والطيران ، وعلى عِلات ومواجع أمر نقابات السودان (الصُّورية) والمنبطحة ، على إعتقاد أن ما حققته شركة ترحال من نجاح كفكرة مبتكرة على مستوى التنظير والتخطيط وكذلك على مستوى الواقع الميداني المعاش ، إنما كان نتاجاً لكون أصحابها من الشباب مدعومين من نافذين أو بالدارجي الفصيح (عندهم ضهر) ، فقد أصبح النجاح في وطننا هذا الذي جافت كافة ساحاته العدالة والمنافسة الشريفة محط إستفهام وإستغراب إن لم يكن وراءها نافذ أو متدثِّر بثوب النافذين ، لكن وبعد التصريح المنسوب للأمين العام للنقابة العامة لعمال النقل والطيران والذي محتواه (أن هناك إتجاه لإلغاء أو إيقاف خدمة ترحال) والمبررات بحسب ما هداه إليه المنطق المِعوَّج أن تطبيقات ترحال وغيرها من الشركات الشبيهة (ليس لها إلتزام تجاه الدولة) بمعنى أنها أفلتت في زمان سابق من (إقتسام) الدولة ومشاركتها لأصحابها والمستفيدين من عامة الكادحين العاملين في إسطولها في كدهم وعرقهم وجدهم وإجتهادهم المشروع ، كما أضاف مبرراً أن ما تستهلكة المركبات العاملة ضمن منظومة تلك التطبيقات أولى به المركبات العامة ، وكأن ترحال وغيرها من تطبيقات النقل لا تقوم بنفس المهمة والتي هي خدمة يطلبها عامة الناس تتمثل في التنقل الآمن والسلس وبأقل تكلفة تنافسية ممكنة ، إن الدولة التي تنظر بعين الطمع في مشاريع الشباب الكادح والمكافح في الوقت الذي رفعت فيه يدها عن كل ما يضمن لهم سُبل العيش الكريم ، هي دولة تستحق أن لا يُلتفت إلى شعاراتها الخادعة ، وإن كانت منظومات الدولة المتعلِّقة برعاية الشباب وحماية إستحقاقاتهم المتمثلة في الحصول على موطيء قدم في غابة الإستثمار التي أنهكها الفساد والتمكين الإقتصادي ، لا تلتفت بعين المصلحة العامة لحماية هؤلاء الشباب الذين حقَّقوا مثالاً يُحتذى في العصامية والإبتكار والإبداع المهني ، علينا أن نقول بلا تردُّد (على الدنيا السلام) ، منظومات النقل عبر التطبيقات فتحت أبواباً واسعة للمجتهدين من الشباب وغيرهم من الفئات متوسطة الدخل ، فضلاً عن الواقعين في غياهب العطالة للرزق الحلال والمقدرة على مجاراة ما لحق بالناس من جراحات بسبب الفقر المتنامي وإستشراء غول الغلاء ، ألم ينظروا إلى ما كان سيكون عليه حال هؤلاء الشباب من الذين يستثمرون وقتهم فيما يفيدهم ويفيد طالبي الخدمة ، في مستنقع التسكع بلاعمل ولا هدف ؟! .. حسبي الله ونعم الوكيل.
09-03-2018, 04:43 PM
عليش الريدة
عليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة