لازال السودان يعاني من مخلفات التركية و اخلاقيات التركية و ممارسات التركية التي نزلت مصائبها علي السودان باكمله منذ قبل التركية الاولي بعدة قرون. و بالرغم من الاعتقاد بزوال التركية السابقة و ما تلاها و لم يبذل اي مجهودات للتخلص من تلك المخلفات و تلك الاخلاقيات الرديئة التي اصبحت معتادة لدي الشعب السوداني و لدي القوميات السودانية المختلفة. فمخلفات و اخلاقيات التركية بدأت منذ خراب سوبا و تواصلت و وصلت قمة انحطاطها بالتركية الاولي و استمرت حتي أثناء المهدية و الحكم الثنائي. كما ان ممارسات و اخلاقيات التركية ظلت متواصلة حتي بعد الاستقلال و افسدته و افرغته من محتواه بعد أن اخد اشكال فيها القليل جدا من الحداثة و لكنها بنفس مستوي البشاعة.
ربما ينتقد الكثيرون هذا الرأي و يروا فيه مبالغة غير موضوعية. للأجابة علي هؤلاء المنتقدين و المشككين أورد ثلاث أمثلة فقط تثبت للجميع أن السودان لازال يعيش بأثقال و مخلفات و أخلاقيات التركية البغيضة. اولا حال السجون (اوضحهم علي الاطلاق) و مراكز الشرطة و نظام القضاء. ثانيا تنظيم الاسواق و نظافة الاحياء و الاماكن العامة. ثالثا انظمة الجباية و الضرائب و الجمارك و المحليات و رقابة الاسواق و الانتاج.
و الامثلة المحسوسة القائمة و المعنوية السلوكية كثيرة جدا ابتداءا من مشاعر الارتياب و التكبر و العنصرية و المحسوبية و عدم الالتزام و التباين بالمواعيد و القوانين و اللوائح و عدم مراعاة حقوق الضعفاء علي الدولة و حق الشعب علي الحاكم و المسئول و الموظف و عدم شفافية و نزاهة الحكم و الادارة و التاريخ و التوظيف و العطاءات و تخبط التنظيمات السياسية و المهنية و الاعلامية و الحرفية و الخدمية و النقابية و غيرهم كثير جدا
امثلة المخلفات و الممارسات و الاخلاقيات التركية عديدة للغاية و واضحة لكل ذو بصيرة كما هي واضحة بجلاء في عيون الاجانب الذين ينظروا للسودان بلا تفحص و يندهشوا من ذلك الجهل و الظلم و التقاعس و الانتهازية. فسواء علي مستوي الفرد او الاسرة او العشيرة او القومية او الوطن او العلاقات و الممارسات الاجتماعية تجد تلك المخلفات و الاخلاقيات السيئة المتخلفة. كما هي ايضا موجودة علي مستوي المنزل و الحي و المحلية و القرية و المدينة و الوطن و الموانئ و السفارات.
نجد تلك الخلاقيات و المخلفات التركية في خطط الادارة و التنمية و المهن و المكاتب و المزارع و المصانع و الغابات و دور العبادة و الاسواق و المحليات. كما نجدها في التعليم و المواصلات و الاتصالات و السكن و الصحة و الاقتصاد و الثقافة و الاعلام و العلاقات الخارجية و السياسة و الفنون و الرياضة. كما نجد مخلفات و اخلاقيات التركية في الجيش و الشرطة و الدفاع المدني و حرس الحدود و الامن و الهجرة و الضرائب و الجمارك.
أيراد كافة تلك البقايا و الممارسات و الاخلاقيات و العادات التي خلفتها التركية علي الرغم من يسر التعرف عليهم و تحديدهم الا ان ذكرهم يحتاج الي كتاب لسردهم بالكامل. و يمكن في هذا الصدد وضع مشروع صغير لاصدار هذا الكتاب.
السودان لا يعاني من اشكالية هوية او صراع عربي افريقي بل ان هوية السودان تعرضت لفتنة قديمة و خبيثة من الترك الذين اوهموا السودانيين بأن الترك هم من العرب و ان الطعن في المحتل التركي هو طعن في الاسلام و المسلمين و في العرب و العروبة. إن ما يعانيه السودان و الشعب السوداني و القوميات السودانية بالتحديد و بكل اخلاص هو تردي الاخلاقيات و السلوكيات و العادات و الذي نتج من مخلفات و ممارسات الترك في السودان منذ خراب سوبا.
فالسودان به افارقة و عرب و اسيويين أوروبيين و من كافة الاديان و كلهم في وطنهم السودان ما دام انتمائهم الاوحد و الاهم هو السودان و السودانيون. أما من ينتمي بعقله و قلبه و مصالحه و لو جزئيا لغير السودان و يشعر بالانتماء لوطن او لتاريخ و لقومية خارج حدود السودان فليس له لدي السودان سوي واجب الضيافة الموقوتة حتي لو حمل وثائق و جينات سودانية.
خلاصة القول هو أن السودان و الشعب السوداني و القوميات السودانية تعرضت لشتي اشكال أذي الجسيم و العميق و الطويل و يحتاج معالجة هذه الاوضاع من مخلفات و اخلاقيات و سلوكيات و عادات التركية لثورة داخلية جادة علي مستويات الفرد و المجتمع و الدولة. لذا يجب اولا ان نعترف بوجود العلل و نبحث عن وسائل العلاج الصحيحة و تكون لدي الجميع الادراك الواعي و العزيمة لتناول تلك العلاجات و الاستمرار فيها و الفطنة و القوة للدفاع عن خطط الاصلاح. الواجب الآن هو عمليات تطهير و اصلاح فكفي السودان إنقاذ و إعادة صياغة فالسودانيون يريدوا ثورة "تطهير و إصلاح". http://wp.me/p1TBMj-bLhttp://wp.me/p1TBMj-bL
Best regards Tarig M. M. K. Anter, Mr. Khartoum, Sudan.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة