تباً لنا حين ألجمنا أقلامنا عن نقد ما يجري من أحداث ومواقف أشخاص ، سدا لتلك الثغرات التي من شأنها أن تدفع أنصار النظام المتواري إلي ركوب أمواج الشماتة في ثورتنا الشابة الصامدة ، و حرصاً منا علي ما كنا نحلم به من وحدة الصف الثوري . * و تباً لذلك الصف الذي انطلق مهرولا نحو المناصب والمكاسب الرخيصة متجاهلا كل الطوابير المصطفة خلفه ، وكأن شيئاً لم يكن . * و تباً للمجلس السيادي حين منح السفاحين الشرعية المدنية لمواصلة ما توقفت عنده آلة القتل في عهد البشير من ذبح واغتصاب في دارفور وبعض أجزاء السودان . * و تباً لأي إتفاقية تغض الطرف عن تفكيك الأجهزة القمعية التي سامت المواطن سوء العذاب من الأمن الشعبي ، والدفاع الشعبي ، والأمن الوطني ، والأمن الإيجابي ، والأمن الخاص ، والأمن العام ، والقوات الخاصة ، وأمن الدولة ، وكتائب التصفيات الجهادية ، وكتائب الجهاد الطلابية ، وكتائب المهمات الفدائية السرية ، وكتائب الظل ، وفصائل الجنجويد ، إذ أن تجريد هذه الكتائب من جميع ما لديها من سلاح وآليات ، إضافة تقديم قياداتها المتورطين في ارتكاب الجرائم بحق المواطنين علي امتداد تاريخ نظام الجبهة الاسلاموية الدامية إلي محاكمات عادلة ، تعتبر من أولي أولويات نجاح الثورة السودانية . * وتبا لقوي الحرية والتغيير حين اختزلت أزمة البلاد في الرغيف والبنزين والفساد المالي ، وإظهارها مجرمي الحرب في مظهر الأبطال المشاركين في صنع الثورة ، مع تعمد محاولة شيطنة الثوار الحقيقيين وإظهارهم في شكل الخونة المحاصصين ، وإبداء اهتمامها الواضح بأرواح مواطني الولايات الوسطى والقريبة من المركز دونما سواهم حتي علي مستوي الحملات الإعلامية ، علما بأنه لو لا ارتفاع أسعار الوقود والرغيف لراقص معظمهم البشير علي جماجم الشعب إلي يوم يبعثون . * وتبا للمدنية نفسها إذا لم تستطع كبح جماح المجرمين و تحمي الشعارات الثورية التي ارتوت بدماء الشهداء ، وبسط الأمن والاستقرار في جميع أنحاء السودان . * و تبا وسحقا لكل العقول المريضة التي ما فتئت تنظر إلي أن ما جري ويجري الآن من مذابح في مرشنيج و قريضة و غيرهما من مناطق النزاع لا يعنيها في شئ طالما يحدث ذلك بعيداً عن منازلهم ومنازل أسرهم وأقاربهم ، بينما نراهم يستميتون في نعت الأقلام المنادية بالمسكوت عنها بالعنصرية والمناطقية وشق الصفوف . فما أكذب ذاك الشعار الذي رفع يوم الحارة بأن "كل البلد دارفور " ! و تبا لنا إذا لم نقلها ، ثم تبا لكل من ينكر تلك الحقائق البادية كالشمس في رابعة النهار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة