· يغضب الصحفيون ويرغي بعضهم ويزبد حين يغلق البرلمان أبوابه أمامهم. · وتزيد من حنقهم دوماً سياسات المنع والحظر التي تتبناها الأجهزة الأمنية في البلد. · ويتخطى بعضهم حدود بلدنا مطالبين بالحريات الصحيفة لأصحاب أقلام حرة في بقاع أخرى من العالم. · لا شك في أن إجراءات القمع مرفوضة ولا يقبلها أو يتآلف معها أي حر أو صاحب مبدأ. · لكن السؤال الذي يؤرقني دائماً هو لماذا يهاجم (جل) زملاء المهنة الآخرين ويعبرون ليل نهار عن رغبتهم (المعلنة) في الحريات الصحفية ويتجملون ويعكسون للقراء حرصاً غير مسبوق على افساح المجال لكل صاحب رأي لكي يعبر عما يراه.. · لماذا يفعلون ذلك في (العلن)، بينما يمارس بعضهم في (الخفاء) أبشع أنواع كبت الحريات ويسعون بكل قوة لمنع نشر ما لا يروق لهم. · هل تصدق عزيزي القاريء أن يتكبد صاحب قلم (تظنه حراً) مشقة الاتصال الدولي بصاحب موقع ليحرضه على إيقاف نشر مقالات زميل آخر! · أي والله هذا ما يحدث من بعضهم. · وقد سمعت من صاحب الموقع ذات نفسه أن فلاناً من زملاء المهنة- وهو يمثل حالياً رقماً كبيراً في صحافتنا السودانية- ظل يلح عليه في اتصالات هاتفية بأن يوقف نشر مقالات كاتب محدد لكونه يتعرض له بالنقد. · إلا أن صاحب الموقع المعني كان رجلاً حراً بما تحمل الكلمة من معنى، لذلك رفض توسلات صاحبنا، مؤكداً له أن المجال مفتوح في الموقع نفسه لتفنيد ما ينشره ذلك الكاتب، أما الحجب فلا تقبله مبادئه. · وهل يستوعب عقلك يا عزيزي القاريء أن تمتنع مسئولة أو رئيسة تحرير صحيفة أو موقع عن نشر مقال لفلان أو علان من الكتاب فقط بسبب عدم تماهيه مع آراء زميل مؤثر أو داعم للصحيفة أو الموقع؟! · كل هذه أمور تحدث من بعض زملاء المهنة الذين يتباكون ليل نهار على كبت الحريات الصحفية والمراقبة القبلية للصحف. · نعلم أن دولتنا قائمة على كذبة كبيرة، وليس في ذلك جديداً. · لكن عندما يقوم الإعلام الذي يزعم بأنه حر على ذات الكذبة الكبيرة، فعلى الدنيا السلام. · ولا يسعني إلا أن أقول لهذه الفئة كفاكم كذباً وتجملاً وتسويقاً للوهم، فأنتم أشد غطرسة ودكتاتورية، وأكثر نزوعاً للكبت من النظام وأجهزته الأمنية. · وقبل أن تفرطوا في انتقاد الآخرين- خاصة فيما يتصل بالحريات الصحفية- تذكروا أن بيوتكم من زجاج أيضاً. · ولذلك نعيد نكرر دائماً أن بلدنا لا يمكن أن ينطلق بدون توفر صحافة حرة (حقيقة) لا ( قولاً). · نفهم أن تحرص السلطات على الأقلام التي تمجدها وتصنع لها من فسيخها شربات، لكن ما لا نستطيع هضمه هو أن يستمر بعض حملة الأقلام في عدم مصالحة أنفسهم بهذا الشكل، ويواصلوا في كيلهم بمكيالين، فهذا لا يجدر بمن يعمل في مهنة تتطلب أخلاقاً عالية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة