> قد يبدو عنواناً ناقصاً..وهو كذلك.. > أو هو كذلك ريثما نبلغ خواتيم كلمتنا هذه؛ فيكتمل بدراً..قمر دورين.. > فأنا هنا لا تهمني أخبارنا الواردة من ماليزيا.. > وإنما الذي يهمني مهاتير المسكين الذي اجتهد مع جماعتنا لنقل تجربته إليهم.. > ثم يئس منهم الآن..كما يئس الكفار من أهل القبور.. > وكنا قد حذرنا كثيراً من دفعه - دفعاً - لبلوغ مرحلة اليأس هذه..إشفاقاً عليه.. > فهو امتنع عن حضوره الدوري المعتاد..وإلقاء محاضراته.. > وجد أنها غير ذات نفع؛ فكل مرة يزورهم فيها يجد الحال هو ذاته..بل أسوأ.. > وحين كف عن الحضور - والدروس - ذهبوا إليه.. > ذهب وفدٌ منهم بحجة تهنئته بالرئاسة..وترجوه أن يمنحهم كلمة السر للنهضة.. > ونسوا أنه أعطاهم هذه الكلمة أكثر من خمسين مرة.. > ومما قلناه قبلاً - في هذا الصدد - أنهم إن ذهبوا إليه بغرض التعلم..مفيش فائدة.. > وإن أتى هو لحد عندهم..برضو مفيش فائدة.. > فهم يريدون نجاحاً مثله دون دفع كلفة هذا النجاح؛ بذلاً..وعطاءً..وزهداً.. > وكذلك إيماناً صادقاً بالديمقراطية..بحسبانها من صميم الدين.. > ثم تبعات هذا الإيمان الديني تجاه المواطن..مما لا مجال لذكره في هذه الظروف.. > وتعب المسكين معهم تعباً شديداً..ثم أصابه اليأس.. > فكم من محاضرة قيمة ألقاها على مسامعهم..وتحوي في ذاتها درساً بليغاً.. > وخلاصته: الإقلال من الكلام..والإكثار من العمل.. > ولم يتعدَ زمن أطول محاضرة له ربع الساعة فقط..فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.. > ويُفاجأ في كل مرة بهم يأتون على أقل من مهلهم.. > فهذه عادتهم..وعادتنا؛ لا نحترم الزمن..ولكنا نحترم الكلام - بحد ذاته - جداً.. > ويرجع هو إلى بلاده..ويرجعون هم لعاداتهم.. > لا عمل..لا همة..لا زهد..لا تقشف..ولا حكومة رشيقة نصحهم بها كثيراً.. > ولا - أيضاً - محاربة للفساد الذي يمقته مهاتير جداً.. > فقط كلام.. وأسفار.. وشعارات.. وهتافات..ومهرجانات..ونطيط بالعصي!!.. > ولا تجدي كتاباتنا نفعاً..ولا محاضرات مهاتير.. > أكثر من مائتي وزير؛ كلٌّ منهم ينطط..ويكبر..ويلوح بعصاته.. وخلاص.. > وذلك بخلاف الولاة.. والمعتمدين.. والمساعدين.. > ولا ننسى - بالطبع - جحافل السادة البرلمانيين؛ في المركز..و الولايات.. > ومفتاح كلمة السر - حسب مهاتير - تقليص هذه الجيوش..بدءاً.. > والآن - الآن فقط - حدث هذا؛ ولكن ليس عملاً بنصائحه..ولا نصائحنا.. > ولا يهمنا إن كان ما يُنسب إلى مهاتير الآن صحيحٌ أم كاذب.. > وإنما الصحيح - في كل الأحوال - هو ما اخترناه عنواناً لكلمة سابقة عنه.. > أو بالأحرى عن يأسه من الجماعة..وهي (أظنه كرهكم).. > والآن نقول (بل) !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة