بدأت بوادر التعقل في الكثيرين من الرموز المعارضة !!
بوادر تؤكد وتبشر بأن أبناء السودان بدئوا يفكرون بعقلانية كبيرة غير تلك المعهودة .. تحولات في المواقف والأساليب بمستويات رفيعة تشرف المقام .. وهي عقلانية ومواقف تقتضيها الظروف والأحوال والحاجة الشديدة لمعالجة تلك القضايا المصيرية المشتركة التي طال أمدها عبر السنوات .. وقد أدرك هؤلاء الأبناء الأفذاذ بأن السجال قد طال في تمزيق البلاد .. وهم الأبناء الأوفياء الذين يؤكدون للعالم أجمع بأنهم ليسوا أقل فهماُ وإدراكاُ وتحضراُ ومقاماُ عن هؤلاء الأبناء في الشعوب الأخرى .. تلك الشعوب التي تتناول القضايا المصيرية بمنتهى التعقل والتفاهم والمهارات القيادية .. والبوادر تؤكد أن الجميع يريدون الحوار والاتفاق في أجواء من البساط الأحمدي الذي يعني الأخوة التامة .. وقد بدئوا يتركون ويهجرون ذلك التعصب الأعمى المعهود فيهم منذ استقلال البلاد .. وهو ذلك التعصب الأعمى الذي لم يفد قضاياهم في يوم الأيام .. كما أنه لم يفد السودان وأبناء السودان في لحظة من اللحظات .. وفي نفس الوقت فإن ذلك التعصب الأعمى يؤكد البدائية والتأخر في التفكير والممارسة .. ولا يليق بإنسان العصر المثقف الواعي .. ذلك الإنسان الذي يمارس أساليب الحوار المنطقي عند الأخذ والرد .. وهو ذلك العصر الذي يقدس مناسك الحوار بمنتهى الهدوء والتحضر والتفاهم .. وأهداف الشعوب المتحضرة فوق وجه الأرض هي إيجاد مركب الإخاء الذي يبحر بالجميع في سلام ووئام .. وهي تلك الشعوب العاقلة الفاهمة المثقفة التي لا تعشق الحروب من اجل الحروب طوال السنوات والأعمار .. وشعوب الأرض كلما تتقدم عقلاُ وفهماُ وإدراكاُ وثقافةُ تنبذ فكرة الحروب وتجنح للسلم والسلام .. والتاريخ يؤكد أن الشعوب الواعية الفاهمة المدركة هي التي تقيم الحضارات فوق وجه الأرض .. وهي التي تخلق تلك الدول القوية التي تتفاخر بالتقدم والبناء والتكنولوجيا الحديثة .
ويجب أن يعرف أبناء السودان بأن تلك الظروف التي جمعت الأطراف المتباينة في مركب واحدة تقتضي نوعاُ من التنازلات والتضحيات من كل الأطراف حتى تطيب المعية .. ولا تنفع إطلاقاُ تلك المواقف المشددة المقرونة بالتمسك والعناد في حل القضايا .. والتجارب الماضية منذ استقلال البلاد كفيلة في إثبات تلك الحقيقة .. حيث تلك الدول من حولنا قد تقدمت نحو البناء والحضارة والتكنولوجيا الحديثة ونحن في السودان مازلنا عند المربع الأول منذ الاستقلال .. وقد جاء الوقت لأبناء السودان أن يؤكدوا للعالم بأنهم ليسوا أقل شأناُ وعقلانية وفهماُ وثقافةُ من أبناء الشعوب الأخرى في العالم .
تلك البوادر تؤكد أنه كلما تمر السنوات في مسار السودان كلما تسقط شوكة من أشواك العثرات عن غصن السودان .. ثم تنمو أزهار بديلة عفيفة جميلة في أماكن تلك الأشواك الكريهة .. وذاك هو الحصاد الطبيعي لكفاح شعب قد صبر طويلاُ من أجل هذا الوطن .. وسوف تأتي بإذن الله على الشعب لحظات يكون فيها السودان خالياُ كلياُ من تلك الأشواك .. وتلك العقول للأبناء في السودان بدأت تنادي بالوفاق والاتفاق بالقدر المتاح الممكن الذي يوثق المودة والإخاء .. ولسان حال الجميع يقول : ( هي سنوات قليلة يعيشها المرء في هذه الحياة ،، وهي سنوات تقتضي الصبر والتحمل بالقدر المتاح ،، وتلك الأرض دائمة لله ولا ترحل مع الناس إلى القبور ! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست