قبل أكثر من سنتين سقط الشاب المكفوف يوسف توتو كوّه في بئر بحي بادوبا بمدينة القضارف ليلقى حتفه جراء الوقعة ولدغات ثعبان كامن داخل البئر ... الله يعوض شبابه الجنة . وقبل حوالي خمسة أشهر سقط الشاب المكفوف أحمد النور الضو في بئر في حلة الشيخ بالقضارف ونجا بحمد الله ، استعان بتلفونه ـ الذي لم يتأذى ـ ليهاتف أهله ليخرج من البئر مستعينا بسلم . أما الشاب المكفوف محمد إبراهيم آدم ناصر فقد سقط في أربع حفر في أوقات متفاوتة ، حفرتان منهما تتبعان لشبكة المياه الجديدة . وهو مُصِر على نيل حقه في التحرك ، بل هو يتحرك على قدميه أكثر مما يفعل المبصرون ، فكثيرا ما يمشي من السوق إلى حي الفردوس الذي يقع في أطراف مدينة القضارف على رجليه ، أحيانا بسبب انعدام المواصلات ، وكثيرا بسبب الفلس ، يستعين بعصاه البيضاء في الشوارع الوعرة بلا استثناء ، كما يستعين بموترجيت له صوت نجدة المرور في زحمة العربات ليتفادى حوادث السير أثناء عبوره شوارع الأسفلت أو مروره على جوانبها . محمد إبراهيم لا يكل ولا يمل من التوعية بالعلامات الخمسة للعصا البيضاء ، ولا يُفرّط أبدا في حقه في الحركة ؛ ففي يوم الجمعة ـ الأول من أمس ـ جاب محمد إبراهيم سوق القضارف وألصق في مناطق متفرقة عشر أوراق فلوسكاب تثقيفية لتوعية الناس بالعلامات الخمس التي تُسهّل حركة المكفوفين وتساعد على سلامتهم . يمشي محمد إبراهيم يوميا بضعة كيلومترات في أنحاء القضارف .. فهل سينجو من الطرق الوعرة والحفر والآبار الناشئة والتي ستنشأ ؟ وهل سينجو من السيارات التي اكتظ بها سوق القضارف ؟ هل سينجو ؟ #أميطوا_الأذى_عن_الطريق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة