ولا نزال نتمرغ في الوحل القحتاوي جراء تواضع خبرات معظم اعضاء طاقمهم الوزاري الذي يصر على التعالم رغم جهله المريع بملفات وزاراته وبدلا من ان يسكتوا (ويقعدوا في الواطة) ويتتلمذوا على ايدي سابقيهم ولو من مدخل التسليم والتسلم ، تجدهم يهرفون بما لا يعرفون (ويعكون) مسببين حرجا وخسائر فادحة لبلادهم وشعبهم! اقول هذا بين يدي حديث وزير الطاقة والتعدين عادل ابراهيم الذي اعلن عن موافقته على مراجعة رسوم النفط مع دولة جنوب السودان بما يخفضها ومنتقدا الاتفاق المبرم بين حكومة الانقاذ وحكومة دولة جنوب السودان بالرغم من أن الاتفاق الحالي الساري المفعول والذي صب الوزير عليه جام غضبه ، يصب في مصلحة السودان! العجب العجاب أن الوزير الذي كان يتحدث من عاصمة دولة جنوب السودان قال : إن (الاموال التي تدفعها جوبا للخرطوم مقابل عبور نفطها للاسواق العالمية لا تتماشى مع الاسس العالمية حسب تقلبات سعر النفط عالميا مشيرا الى ان الاتفاق المقبل سيكون حسب اسعار النفط في السوق العالمي وانه سيكون لمنفعة البلدين موجها انتقادات للاتفاق السابق واصفا ذلك بالاتفاق بين السياسيين ويخدم جهة واحدة فقط)! يا سبحان الـله ! وهل جلس الطرفان المتفاوضان – السوداني والجنوب السوداني – قبل ابرام ذلك الاتفاق الا تمثيلا لبلديهما وسعيا لكل منهما لتعظيم مكاسب دولته وهل كان وزير دولة جنوب السودان عندما جلس قبل ايام مع الوزير القحتاوي يسعى لمصلحة السودان ام لمصلحة بلاده وحدها ثم من تراه خول وزيرنا او خول مجلس وزرائنا بالتنازل عن مصالح السودان الذي يعاني من ضائقة اقتصادية خانقة هي التي تسببت في التغيير السياسي الحاصل الآن؟! اعجب مافي وزيرنا الهمام ، الذي لم يمض على ادائه القسم سوى ايام تعد على اصابع اليدين ، انه اطلق لسانه بالهجوم على سابقيه الذين توصلوا الى الاتفاق الساري الان قبل ان يجلس معهم ليعرف كيف ولماذا توصلوا للاتفاق الحالي؟! لو علم الوزير القحتاوي مؤهلات وزير النفط السابق د.عبدالرحمن عثمان الاكاديمي والخبير النفطي الذي اسهم في انشاء الصناعة البترولية في ابوظبي او خبرات الوزير ازهري او غيرهما لربما تواضع قليلا وتتلمذ على يديهما وعلم منهما ان الاتفاق الحالي ابرم على ذات الاسس التي طالب بها واصر عليها وفد الجنوب بقيادة صقرهم الكاسر باقان اموم ايام كانت اسعار النفط عالية وعندما حدث التغيير في اسعار النفط بدؤوا (الخرخرة) فلماذا ولمصلحة من يعاد النظر في الاتفاق الساري الان؟! اقول للوزير عادل إنه حتى اذا اردتم تقديم مصلحة تلك الدولة على مصلحة بلادكم فلماذا توجيه الاتهام والنقد لمن وقع الاتفاق الحالي بمنطق : (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)؟! اختم بالقول لوزير النفط ولحمدوك إن اي تنازل عن حقوق السودان مرفوض وهو بمثابة عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. رحم الـله كابتن شيخ الدين
أكثر ما يعزيني كلما اسمع برحيل احد الأحبة تذكري أن الردى طوى سيد البشر صلى الـله عليه وسلم كما طوى الاحبة أمي وابي واخرين يعز علي وربما استحي ان اذكر اسماءهم ، فما اقسى الموت وما افظع وقعه على النفس؟ مما يؤلمني وويخيفني بحق انني لن ارى اخي الكابتن شيخ الدين محمد عبدالـله ولن استمتع (بقلدته) تلك المختلفة والمتميزة والتي يطبق فيها على كتوف محبيه حتى يصرخوا او يكادوا من الالم اللذيذ المصحوب بضحكة ود وانس لطيف تحلو معه وبعده الجلسة وتبادل القفشات والذكريات. إنه الموت وكفى ، انه القابض على كل نفس لا يستثني احدا كائنا من كان ، مهما بلغت قوته او عظمته ، ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام. جاء كابتن شيخ الدين الى الطيران الذي بز فيه الاقران برغبة جامحة وغريبة وحق له فقد اتجه اليه بالرغم من انه قبل بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم لكنه آثر الالتحاق به لعشق راوده منذ الصبا ، ربما ليصنع من خلاله مجدا لشخصه ولبلاده وللتاريخ. ماذا اقول عن سفر سيرته المفعمة بالمعاني الكبار ، وماذا اكتب؟ ااكتب عن إحيائه لسنة (دعاء السفر) التي سارت بها الركبان وباتت تقليدا اخذت به شركات الطيران في شتى انحاء العالم الاسلامي ام عن منعه تعاطي الخمور في طائرات سودانير ام عن تفرده في مجال الطيران الذي نصبه على راس الطيارين السودانيين شهرة وتميزا وجعله يتقلد ادارة شركة سودانير ايام مجدها بل ورئاسة اتحاد الطيارين الدولي اما اهتماماته الأخرى التي بذل فيها وتميز فقد تعددت واذكر منها الرياضة التي تقلد فيها منصب رئاسة اللجنة الاولمبية السودانية ورئاسة اتحاد العام لالعاب القوى كما تميز بنشاطه الاجتماعي في منطقته وبين اهله وعشيرته في ديم القراي. اطربني وهزني ما كتبه كل من الاخوين كمال حامد وجعفر بانقا عن كابتن شيخ الدين وكان لمقال جعفر بانقا وقع خاص ، فقد تحدث عن ذكريات الجهاد التي خاض كابتن شيخ الدين غمارها في جنوب السودان من خلال بعض طلعاته الجهادية الليلية ايصالا للمؤن والسلاح الى جوبا وتعلقا بالجهاد والمجاهدين. ربما لا يعرف الناس ان كابتن شيخ الدين كان من مؤسسي منبر السلام العادل وكان من اكثر قياداته بذلا للمال وانتظاما في الاجتماعات التي دشنت المنبر ثم انطلق بعدها لا يلوي على شيء لينشئ راجمته (الانتباهة) التي تربعت خلال سنتين او ثلاث من اصدارها على قمة الصحافة السودانية توزيعا وتاثيرا. الـلهم إنا نسالك ان تغفر لاخينا الحبيب كابتن شيخ الدين الذي نشهد انه ظل صادقا ومخلصا في ذوده عن دينك محييا لسنتك ، لم يبدل ولم يغير او يتغير ، كما نسالك ان تنزله مقاما محمودا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين انك مجيب الدعاء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست