لم يكن الكثير من المراقبين يتوقعون أن يكون الوفد الوزاري السعودي، الذي اوفده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الاسبوع الماضي، قد أتى يحمل بين طياته تصريحات محشوة بالكثير من المن والأذى، والذي تلعثم فيها وزير الاستثمار في تصريحاته امام الكاميرات، بعد لقائه رئيس الجمهورية. الوفد و حسب الوصف المذكور، انه جاء تضامناً مع السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية، والازمة السياسية الراهنة، حيث ذكر رئيسه الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي أن خادم الحرمين الشريفين يؤكد أن أمن السودان هو أمن للسعودية، واستقراره استقرارها؟! وان بلاده لم ولن تتأخر عن دعم السودان وشعبه، تقديراً لمواقفه تجاه المملكة والدور الكبير الذي لعبه السودانيون في دعم مسيرة التعليم بها!! تفضل السيد الوزير بذكر مسيرة التعليم وفضل السودانيين على بلاده، بينما تناسى فضل الجنود البواسل الذين يرابطون في حرب الشرعية التي تحمي بلاده وتحفظ امنها؟!، تناسى الوزير الشكر لاهل الواجب، لكنه لم ينسى أن بلاده قدّمت أكثر من 23 مليار ريال أي ما يعادل (6.1 مليار دولار)، هي قيمة قروض لمشاريع تنموية في السودان، قصد منها تعزيز روابط الأخوة والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، هذه الغروض منها 8 مليارات ريال حوالي (2.1 مليار دولار) في الأربعة أعوام الأخيرة حسب تصريح سعادة وزير الاستثمار، وأن ذلك كله جاء من باب الواجب، أي ان خادم الحرمين ابتعث وفداً لتذكير السودانيين بأن جلالته قدم لدولتكم كل هذه المبالغ بلا من ولا إذى !! وكأنما أراد ان يقول(ما تصلونا خلال الايام القادمات، حبينا نصل نحن لحدي عندكم ونخبركم بأننا وقفنا معكم سابقاً)، والان لا نستطيع ان نساعدكم فيما تمرون به من ازمات!! وحتى لا تُحرج المملكة الشقيقة بأنها اوصدت الباب امام الشعب الشقيق، قالو أن هناك برامج تنموية وقروضاً واستثمارات في القطاع الزراعي دُرِست، وأخرى قيد الدراسة، في إطار التعاون، والدور الأخوي بين البلدين الشقيقين، (يعني ممكن ننظر في امركم لو عندنا حاجة بنشوف ليكم ريالين تلاتة)!؟ واعتبرو أن زيارتهم هي شكل من أشكال التضامن السعودي مع قضايا السودان بجميع أشكالها، وهو دور معهود بالضرورة من الشقيقة المملكة، وينم عن عمق أواصر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ووحدة المصير!! لم تظهر في الزيارة الأخيرة ولا كلمة واحدة تعبر عن الدعم في الوضع الراهن، او المساهمة في فك الاختناق عن البلاد، والازمات تزداد يوماً بعد يوم والتظاهرات الجماهيرية تتسع رقعتها الجقرافية وتتنوع وسائلها وينضم الى ركبها كل يوم فوج جديد. المملكة من الواضح انها ارادت بزيارتها هذه ان تطمئن على النظام ،و ضمانها إستمرارية الجنود الذين يدافعون عن حماها، اكثر من تقديم العون اللازم لحكومة البلاد، والوقوف معها.؟؟ الازمة الراهنة برهنت بصورة قاطعة ان البلاد في معزل ، لا يشاركها في الهم من دول الجوار ، عدو ولا صديق؟ وربما كان ذلك واضحاً، في بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حينما تحدث عن راهن البلاد، وإستجدى الحكومات العربية والاسلامية لنصرة السودان، بيان الاتحاد جاءت في مضمونه رسالة، أن انصر اخاك ظالماً او مظلوم.!! فالاشواق تتوق الى امة كالجسد الواحد ،إذا إشتكى منها عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، بينما اشواك المصالح الغربية في الدول العربية والاسلامية، والصراعات العربية العربية، تنهش في جسد الامة، لتجعله اكثر شقاق وإختلاف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة