هنالك عوامل تضر بالممارسة السياسية والحياة العامة وأسوأها هو النفاق السياسي والذي هو الأساس لتدمير القيم والأوطان و كل شئ ، فما نعايشه اليوم من أوضاع سياسية ( المناخ السياسي العام ) يُعد جريمة في حق الوطن والشعب ، هذا في الأصل طبعآ وبحسب قوانين ودساتير وقيم وأعراف دول أخرى ( دول البغي والإستكبار )! فالقاعدة عندهم أنه ليس هنالك ما يدعو للنفاق والكذب والتضليل ومرتكب أي منها ينتظره كرسي التحقيق وسيمثل أمام القضاء ولن تسقط جريمته بالتقادم . سياسة فرق تسد ضمن السياسات التي إعتمدها الإستعمار في سنواته الأخيرة ، وهذه السياسة تُحسب ضمن مساوئ الإستعمار ، ولكن تمضي الأيام والسنين ونجد أنفسنا نتعايش مع أساليب شبيهة ، وبإستطاعي القول أن ذلك يأتي ضمن أساليب النفاق والمكر السياسيين والذَيْنِ ما أن تم إعتمادهما إلا وتكتمل عملية التدمير ، فالأولى أن يتم محاربتهما وليس إعتمادهما ( كإحدى سمات الممارسة السياسية ) ، ولكم أن تنظروا سادتي الى تاريخ الإتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع الأطراف والكيانات المعارضة لها وعلى سبيل المثال بدءً من اتفاقية الخرطوم للسلام 1997 مع فصيل منشق من الحركة الشعبية ، و مرورآ بالتراضي الوطني ووقوفآ عند أبوجا وجولات إنجمينا ووأديس ،وهراري ، والدوحة وصولاتها وإنتهاءآ بالأعداد الكبيرة للأحزاب والكيانات السياسية بالداخل والخارج ، مع الأخذ في الإعتبار الأرقام المهولة للحركات في دارفور .. ويجب أن نستبعد إتفاقية نيفاشا بإعتبارها جاءت في ظروف ( غير )، وحدثت لتدخلات وضغوط دوليه ، وأيضآ كانت الضامن لها كذلك .. وكل ما سبق لم يسهم في تحسين الأوضاع السياسية ووقف الحرب بصورة نهائية ولم يفضي الى تحقيق السلم والأمن ، حتى أن بعض الأحزاب تعددت أجنحتها تحت مسمىً واحد ! وهذا ما يدل على إنتهاج سياسة التشتيت وشق الصف ، وبرأيي أن الحل (كل الحل) هو ضرورة المناداة بأن يكون الجميع صفآ واحدآ وليس العمل على تشتيتهم لتحقيق الكسب السياسي ، والاستفادة من جولة أخرى تقود لمرحلة أكثر تعقيدآ ! ، هذا إن توفرت النية الصادقة لتحقيق وفاق وتوافق ، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل شئ . على الصعيد الشخصي أنتظر تقييمآ للحوار الوطني وما أفضى إليه ، وكذلك ما هو أثره – الى الآن – على الحياة السياسية وجميع مناحي الحياة ؟ ؛ وإلا سيكون الأمر إمتدادآ لأمور كثيرة تم الإعلان عنها ، وصرفت الميزانيات حولها ( وكأنك يا زيد ما غزيت ) ! . أخيرآ . يجب أن تعمل الحكومة واجهزتها على أن يكون الجميع صفآ واحدآ بالرغم من أن هذا يمثل تهديدآ لها ؛ إلا أنه الخطوة الأهم ليبقى الوطن ... فالكرة بملعبكم سادتي !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة