الكيزان والعنف اللفظي,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2019, 04:36 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكيزان والعنف اللفظي,, بقلم إسماعيل عبد الله

    04:36 PM March, 21 2019

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لم يشهد قاموس السياسية السودانية عنفاً لفظياً , مثلما نضح به إناء (الكيزان) بشتى ضروب العبارات والجمل المؤذية , الموجهة إلى مجالس ومسامع أفراد وجماعات الشعب المسكين , لقد أكتسحت الأسافير في الأسبوع الماضي موجة عارمة , من المقالات المكتوبة و التصريحات الملفوظة والكراكاتيرات المرسومة , المستهدفة لأحد رموز وجهابذة النظام (الكيزاني) الآيل إلى السقوط , والمتناولة له باعتباره أيقونة إعلامية شهيرة طرحت نفسها داعية من دعاة الحق والخير و الجمال , عبر صحيفتها المشهورة أيضاً , والشاعرية العنوان والرومانسية الألوان , التي خدمت الخط السياسي لتنظيم الجبهة الاسلامية منذ ما قبل الأنقلاب العسكري.
    وفي مفاجأة غير متوقعة تحوّل هذا الرجل الرومانسي الوديع والأنيق , والكاتب و الإعلامي الشهير , المعروف بتقديمه لبرامج السمر والشعر والغناء و الأنس الجميل , إلى شاتم و راشق مؤذٍ للمفردات الهابطة والكلمات السقيمة في المعنى و المدلول , المؤكدة على أن (الكوز) مهما ارتدى الزاهي من الثياب , المطرزة بألوان الحق و الخير و الجمال , لابد وأن يأتي اليوم الذي يكشر فيه عن أنياب السيخ , في صراعه الفكري التقليدي مع القوى السياسية المعارضة , و المعترضة على نظام حكمه المتدهور , فبإخراج هذا الاعلامي الوسيم الوجه والناعم القول لآخر ما تبقى في جعبته , من ساقط القول (############ان) , لهو مؤشر قوي على اجيتاح فوبيا التغيير لمضاجع حملة لواء فكر الدويلة الرسالية المزعومة.
    لقد سبق هذا الاعلامي الكبير , ساسة و قيادات سالفون لنظام (الإخوان) , في مضمار التباري حول إصدار المفردة المستفزة القاسية و العنيفة , في وجوه جماهير الشعوب السودانية الصامدة و الصابرة , ابتداءً من (كتيب) نافع علي نافع المليء بمثل هذه الكلمات المؤذية , التي هي من شاكلة (لحس الكوع) , مروراً بكل من الحاج آدم يوسف (ساطور) , علي عثمان (كتائب الظل) , الفاتح عز الدين (جز الرؤوس) , حسبو عبد الرحمن (قطع الرقاب) , الطيب مصطفى (الجنوبيون سرطان) , ثم ختاماً بكبيرهم الذي علمهم هذا اللفظ في الساحة الخضراء (عندما تدق الموسيقى كل فأر سوف يدخل جحره).
    إنّ هذا العنف اللفظي الذي أصبح علامة مميزة وديباجة ظاهرة , للمنتظمين في أحزاب جبهة الميثاق الاسلامي والجبهة الاسلامية القومية والمؤتمر الوطني , هو نتاج للتربية التنظيمية التي نشأ تحت رعايتها الطلاب الاسلاميون منذ الستينيات وحتى الآن , فأدب العنف الطلابي قد تحول إلى عنف دولة , نسبة لتولي ذات الكوادر الطلابية السابقة لحقائب وزارة الدولة , فجاءت الثمار فاسدة كمحصلة بديهية لما تم تلقينه لأولئك الطلاب الذين أصبحوا رجال دولة اليوم , وبذات الطريقة تطورت الاتحادات الطلابية المسيطر عليها من قبل سلطة (الكيزان) , إلى ثكنات عسكرية بها كل مستلزمات القتال الحديثة , والتقليدية من سيخ وغيره من ادوات البطش , فقام الطلاب الاسلاميون بحسم اختلافاتهم في الرؤى عبر فوهة البندقية , مع زملائهم الآخرين في التنظيمات السياسية المناوئة لهم , فأعادوا صياغة آليات الحوار السياسي و الفكري في سوح الجامعات السودانية , وأدخلوا ثقافة الارهاب الفكري وسط الطلاب مسنودين بسلطة الدولة , فكانت المآسي والأحزان في المشاهد والصور المروعة لجثث الطلاب الجامعيين المقذوفة على جنبات الطرق وداخل الترع .
    ما أحدثته منظومة (الكيزان) الحاكمة من تخريب ثقافي واجتماعي و سياسي , يلزم البديل الديمقراطي القادم بعمل حفريات عميقة , لإقتلاع الأعمدة الخربة التي أسست للواقع المأزوم والماثل أمامنا , فعملية الاستئصال يجب أن تبدأ من أجهزة الاعلام المرئي و المسموع و المكتوب , وأن تسهدف الكوادر ذات الخلفيات الفكرية الأصولية والراديكالية المتشددة , وأن يشمل هذا المشروع إزالة المواد المكرسة للكراهية و تهميش الآخر وعدم القبول به, من مكتبات الاذاعات و الفضائيات , فالاعلامي الوطني الغيور لا يتخذ من عنيف المفردة وسيلة للتعبير عن غضبته , خاصةً اذا جعل شعار رسالته الاعلامية (الحق والخير و الجمال) , فالحق لا تظهره العبارة العنيفة , و الخير لن يتأتى باطلاق العنان لعاجز القول , و الجمال تفصله مسافات فرسخية و سنين ضوئية عن صديد القول وقيح العبارة.
    إنّ للكلمة مسؤوليتها الأخلاقية عند خروجها من فيه صاحبها , وأي صاحب؟ , إنّه ليس فرد عادي من عامة الناس , ولا رجل عديم للحيلة يجلس على (بنبر) , يحتسي القهوة والشاي تحت ظلال (راكوبة) من الرواكيب الوريفة بسوق (قندهار) , ليطلق الكلام المؤذي على عواهنه دون حسيب أو رقيب , إنّه المالك لصحيفة سياسية معلومة وصاحب القناة التلفزيونية المعهودة , التي يشاهدها الناس في كل ربوع البلاد , فحري بمثل هذا الشخص في ظل دولة القانون و العدالة الاجتماعية المفترضة , أن يكون حاملاً لمشعل النور و ممسكاً بمكنسة تنظيف اليد واللسان , وداعية من دعاة الحق و الخير و الجمال فعلاً وعملاً لا قولاً مترفاً.


    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de