لم نعد نتذكر من الأمس سوى الحزن على ما كنا عليه ! ولم نعد نعيش اليوم إلا بالألم لما وصلنا إليه ! ولم نعد ننظر إلى المستقبل إلا بمصيبة جديدة من الحكومة نموت فيها إكلينيكيا ويحيينا عدم تمام الأجل !
مصيرنا أصبح تتحكم فيه قطط سمان، صُبغت بلون الفساد الذى لم يعد حراما بنصوص فقة التحلل، ولكن المبكي في هذا المصير المشؤوم أصبح الخلاص منه ملاحقة القطط بفئران عجاف لا حول لها ولاقوة في إدانة رموز الفساد من هم في السلطة وخارجها !
كل ما في الأمر ومعروف للجميع نهب البلاد بإنتقام من بيع الأراضي السكنية، التجارية والمشاريع الزراعية، المستشفيات الحكومية والسكك الحديدية والقروض الدولية حتي المساعدات الإنسانية لم تكون بمنأي عن هذا الجشع.
أما التدهور المريع للوطن على جميع الأصعدة والقائمة تطول ولقد سئم الناس من تكرارها. مايهم هولاء السرقة ثم السرقة والأهم منها الإستغفار ؟! الله هو الغفور الرحيم، ومن لم يخاف من الله فهو يخاف فأر جائع ماعليه سوى إسكاته إن كان بمال يتيم فينتهي الأمر بسلام .
وحتي إذا إفترضنا تم القبض على قطه - وداد بابكر - 80kg وتمت محاكمتها علنيا، وتم إسترداد جميع ما نهب من مال وعقار ؟ وكذلك الحال مع علي عثمان، نافع والمتعافي ...الخ
وبعدين ؟ نحن في أي مربع من مربعات التقدم ونهضة البلاد ؟ هذا هو الازدهار الذى وعدنا به الرئيس ؟ والإنجاز الذى نفوق به العالم أجمع ؟ ماذا تعني لنا إسترداد أموال فساد أو حرامي ؟ هى في الأصل كانت مملوكة للشعب ؟ ماذا أضفت فيها سوي ضياع لقيمتها وهلاك لمستحقيها؟ وجرجرة زمن في إسترادها؟
والسؤال الأكثر أهمية من هولاء الفاسدين ؟ أخوان الرئيس وزوجة الرئيس ومن حول الرئيس وحزب الرئيس؟ حميدتي الرئيس ؟ من يحاسب من ؟ هولاء طبقة بعيدة كل البعد عن الشعب السوداني ! من حيث الثراء ومستوي المعيشة، فهذا صراع تفاضل فيما بينهم من أفضل من، وصراع بقاء في السلطة من أحق من ؟ وطن لعبة بين أيديهم ؟ موارد موزعة بينهم ؟ وكرامة شعب تداس تحت صراع أقدامهم.
وهذه واحدة من الحيل التي تساق بحنكة من أجل إستمرارهم في السلطة وشعارهم وقتئذ نحن حاربنا الفساد ؟ وهل من قبلكم يوجد فساد حتي يحارب ويسمي إنجازا !
مثلما سمي رفع الحظر الأمريكي إنجاز للدبلوماسية وعرابها قندور ؟ وهل قبلكم يوجد حصار حتي يوصف بالإنجاز ؟ وقائمة إنجازتهم هي الأخري تطول عندما يدعون إيقاف الحرب في دارفور وسلام دارفور ؟ وهل من قبلهم كانت هناك حرب في دارفور ؟ وهل كان الجنوب دولة من قلبهم حتي توصف علاقتنا بهم لدرجة رعاة سلامهم ؟ وهل كانت حلايب مصرية حتي تكون منطقة مشتركة؟
هل سيكون خلاصنا الإنتظار والتوقع عكس الفطرة الإلهية بإنتصار هذه الفئران على قطط وسمان؟ إذن سنظل ننظر حتي ينتهي بنا الزمن للقيامة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة