القدار دنقلا العجوز كنوز جوف الارض ١/٢ بقلم عواطف عبداللطيف

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2019, 08:25 PM

عواطف عبداللطيف
<aعواطف عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القدار دنقلا العجوز كنوز جوف الارض ١/٢ بقلم عواطف عبداللطيف

    07:25 PM December, 29 2019

    سودانيز اون لاين
    عواطف عبداللطيف-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    دون تخطيط مسبق وكأن منادي هتف بأذني كنت ضمن ركاب بص سفري لقرية القدار ريفي دنقلا العجوز هذه البقعة التي أعشق ترابها أرض أجدادي والتي ضمت جسد أبي أسكنه العلي القدير الفردوس الأعلى بعد أن قضي عمره كطواف بكل بقاع سوداننا شمالا وغربا شرقا وجنوبا وما شجعني ان مدير الترحيلات الرجل الشهم صديق كليدة أوجد لي مقعدا مريحا بالباص والاسطى كليدة قبل سنوات ايضا كان دليلي ومرشدي حيث سرد لي نبذة عن كل قرية من القدار لكرمكول الطيب صالح وحتى مشارف أم در التي دخلناها وكأننا في معية البطل محمد احمد المهدي فكانت بحق رحلة ماتعة علي أمتداد البصر وغنية بما نحمله من هدايا الأهل من تمور طارجة في نهايات موسم حش البلح الشهير بتلك النواحي بركاوي وقنديلة وسمن وعسل شاطرهم في رحلتي الشهر الماضي القريب فروت والبرتقال والليمون الطاعم رغم حموضته وقد حدثني الكثيرون أن موسم المانجو ايضا حقق نجاحا حيث نوع المزارعين حقولهم وزينوها بتحويل بعض املاكهم لزراعة الفاكهة بدلا من التمور التي اشتهروا بها منذ القدم والتي اثبتت نجاحها التنافسي تسويقا واحتلت مكانها بين وجباتهم .
    ظهرت ملامح جبل القدار وكأنه اسدا ضخم ذو أجنحة فضفاضة وأرجل يرتكز بها علي مساحة واسعة كحارس مغوار أمين قوي وحنون علي تلك البقاع المباركة والتي تختزن الكنوز في جوفها وبين جنباتها ملامح اثار جلية للنظر لا تقول إلا أنها كانت مدينة عامرة تضج بأجراس الكنائس والرهبان والرعية باسواقهم ومتاعهم وربما أشتق أسم دنقلا العجوز الى ما ألت اليه حيث يستشعر الزائر ان ساكنيها الاوائل هجروا مساكنهم وعدتهم وعتادهم ونزحوا الى جوار مسرى النيل فهل يا ترى كان هذا النزوح نتاج لحرب ضروس رغم ان ما تحدثنا عنه الدلائل ان الاسلام دخل لهذه البقاع بسلمية حيث تسجل كل الشواهد ان اتفاقية البقط والمنحوته علي قطعة رخام أعلى المسجد " الكنيسة " او مقر ملك مملكة المقرة تقول بهذه السلمية والتي ما زالت مسطرة علي جباه سكانها نابعة من قلوبهم الصافية وأياديهم الحاضنة لكل من يزورهم فدنقلا هذه التي احدثكم عنها هي اول مدينة وطأتها اقدام صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم وجيوش الاسلام والدعاة من بقاع الارض وبها أول مسجد رفع فيه اذان حي علي الصلاة حي علي الفلاح تبعدحوالي ٣٧٥ من العاصمة الخرطوم وتقع علي الضفة الشرقية من النيل وتعتبر آخر مناطق النوبة السودانية من جهة الجنوب مدينة تاريخية موغلة في القدم ما في باطن جوفها لم ينجلي حتى الان خاصة تسيدها في فترة المسيحية وبدايات دخول الاسلام
    قبل سنوات التقيت بفوج سياحي قادم من مدينة مدريد اسبانيا ذكرت لي احداهن ان سبب زيارتهم ان هذا المبنى هو اقدم مبني نوبي من طابقين في العالم حيث كان مقرا لملك مملكة المقرة المسيحية والتي تنتشر في محيطه عدد من الاديرة والمعابد ما يعرف " أبادماك " إله الحرب والصحراء عند الكويشيين والقدار دنقلا العجوز احدى اهم مركز للحضارة النوبية كما تقول الاثار الماثلة بها مجموعة من الاهرامات والتي يطلق عليها الاهالي ال ٩٩ بنية ويعتقدون بصلاح من بنوها و انهم سلالة لهولاء الصالحين وجلهم دخلوها مع الفتح الاسلامي وكأنما حضارة مسيحية سادت ثم بادت لتحل محلها اسلام بالفطرة النقية التقية وهي ما ستكشفه الاستكشافات الحديثه وليت وزارة التعليم العالي تشجع الدراسات العميقة للاثار للكشف وتجلية هذه الكنوز التاريخ والحضارة المدفونة ما بين الرمال والحجارة الصلدة وارض طينية خصبة وغنية .
    وانا اتجول وسط هذه المدينة الكنز والأثر الجاذبة المدهشة كنت ابطيء خطواتي ففي كل موطى قدم تشعر وكأنك تتاطيء علي كنوز ثمينة تركها أهلها وناسها أجدادنا الى حين ميسرة فهذه بقايا لزير ماء وهذه بقايا ل " قسيبة " مخزن الفول والقمح من محاصيلهم الموسمية التي ما زالت تشتهر بها تلك البقاع
    وما جعل لزيارتي للمنطقة الاثرية او حلة فوق كما يطلق عليها الاهالي ممكنة وغنية بالمعلومات الشيخ الوقور صلاح موسى أدام الله فضله ووجود اعضاء البعثة البولندية للأثار فدخلنا برفقتهم للكنيسة والتي ما زالت كثير من اسرارها تحت طور فك طلاسمها ورسوماتها وحكاويها والتي إن أفصح عن خباياها ومكنوناتها وخطوطها ورسوماتها وألوانها ورموزها ستحدث العالم عن مكنون تاريخي عميق غني وستدهش المهتمين وطلاب العلم بأسرارها وخباياها الثمينة والتي ربما تغير في صفحات من تاريخ حضارة دنقلا العجوز الشامخة علي مر العهود وتقلب السنون والتي زاوجت ما بين مركز للديانة المسيحية لانطلاقة راسخة وقوية ودخول الاسلام فما أجمل هذه البلاد التي ترقد في أمان الله على ضفة النيل المتدفق في هدوء احيانا وزمجرة واندفاع احيان اخر وتماوج وانسياب هاديء في كثير من الاوقات مشكلا مع أشعة الشمس في شروقها وغروبها ايقونة جمالية تمنح اهلها وساكني القدار هذه السنحة القمحاوية والهدوء والطيبة التي تعانقك من القلب للقلب فتغرس في الدواخل المحبة والالفة والامن والامان .. ويبقى للحديث بقية
    عواطف عبداللطيف
    اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de