خلق الله الناس شعوباً وقبائل، لتعارفوا إن اكرمكم عنده اتقاكم. فكان تباين الآرأء محمدة لا يفسد الود، وجاء التباين إثراء للحياة، فالناس متفاوتون في المدارك والمعارف، مختلفون في المشارب والمناهل، رغم عن ذلك متعاكسون في الأحاسيس والميول والتوجّهات، وذلك بسبب تباين التصورات في القضية الواحدة، فمن الطبيعي ان يدفع ذلك، التفاكر والتحاور والإلتقاء، وليس الانتقام والتشفي والاقصاء ،ولو فهم الناس ذلك جيدا لما إستصعب أمر الحياة عليهم كثيراً، و لا تجبر فيهم سلطان على محكوم؟؟ في حياة الناس وبطبع البشرية كثيراً ما تتأصل الحميّة في النفوس، فلا تلبث مع إستمرار الوقت وعوامل الزمان، ومعارك المواقف في أن تتحول العصبيات إلى عقيدة راسخة مستحكمة في العقل والوجدان، مستعصية على الحجة والبرهان لا تتزحزح عـن مكانها قيد أنملة، يأتي هنا الانتماء القبلي وإستخدامه في الممارسة السياسية، تحديداً خلال العقود الاخيرة ، فكان لأول عهدٍ أن تصبح القبيلة هي الملاذ لترجيح الكفة داخل الحزب السياسي الواحد، من اجل الظفر بالمواقع السياسية و التنفيذية اوالسيادية، و تصبح احياناً هي الملاذ للفرد بدلاً عن الحزب، مطلوب منها ذلك الدور بالشعور، او باحثة عنه لنصرة منسوبيها. للأسف مع تطاول الامد اصبحت القبلية واقعاً فاعلاً في التعاطي السياسي في السراء والضراء؟ يتجلى ذلك في البيان الذي اصدرته اسرة الشهيد احمد الخير الذي اقتيل في زنازين النظام الحاكم في خشم القربة بعد إعتقاله بساعات!! أسرة الشهيد قالت (يأتي إصدار هذا البيان باسم أسرتنا أسرة الشهيد المغفور له و باسم عائلته آل أحمد عوض الكريم الخواض الكتيابي ثم باسم عموم الجعليين كافة، باسم آل الكتياب محيط عشيرته المعروف منذ القدم بخدمة القرآن الكريم و العلم و الأدب منتشرين لأجل ذلك على طول البلاد و عرضها انطلاقا من ولاية نهر النيل محلية الدامر منطقة المحمية غرب النيل و إلى كافة أصقاع الوطن) وقال البيان لقد حرصنا على تفصيل ذلك تذكيرا للمتنفذين في حكم هذا الشعب بأن كل فرد منه له منابت،و جذور و أهل و عشيرة و قبيلة يسعى بذمتهم أدناهم مهما كانت سنه و مقامه. وأردف (عليه، فإننا جميعا نطالب الجهات المختصة مطالبة شرعية و قانونية مستحقة مستكملة الأدلة و الشواهد والشهود أمام الله و أمام شعبنا الوفي و أمام المجتمع العالمي بحق الإنسانية و العدالة معا ونطالب بالقبض على الجناة و هم معروفون لديكم و تتبع خيوط هذه الجريمة البشعة لمحاكمة كل من كان وراء ارتكابها على كافة مستويات المسؤلية مهما علت، فإن الحق يعلو و لا يعلى عليه). وارتكز البيان على أنه (بإجماع أهل العلم يجوز لأولياء الدم أن يقتصوا بأنفسهم إذا لم يقم الحاكم بذلك،و هذا إبراء منا لذمتنا بأننا طلبنا بموجب هذا البيان من الجهات المختصة التي تمثل الحاكم أن يتولوا هذا الأمر في مدة لا تتجاوز الأربعين يوما نكون بعدها في حل فقهي من التقيد بالمحاكم النظامية)!!؟.إنتهى،، وجهة البيان لمشيخيات القبيلة في مدن بعينها،ما يعني ذلك انه من الممكن حال التماطل في التعامل مع القضية من الدولة ، أو ترجيح رواية (التسمم) التي لا تسندها ادلة ولا براهين على رواية (الاغتيال) المسنودة بالشهود والشواهد حسب البيان، فان الامر يعتبر مؤشراً خطيراً لنذر حرب قبلية او عشائرية او أهلية قادمة!!، والسؤال هل ستقف نذر هذه الفتنة النائمة عند هذا الحد ام ستستفحل وتصبح لسان حال كل زوي الشهداء؟؟ على الجهات المسؤولة أن تأخذ الامر مأخذ الجد وأن تعمل على كفالة القانون للجميع، و لا حصانة مع العدالة، حتى تدرك هذه الفتنة النائمة..،لعن الله من ايقظها!! تعالت مؤخراً اصوات كثيرة تندد بالانتهاكات وتحذر من التمادي في القهر والبطش بحق المتظاهرين ، تحسباً من هكذا مصير، لكن لم يتنبه المنذَرون، حتى وقعت (الفأس في الرأس)،!! أشواقنا أن تظل القبيلة هي صلة الرحم التي اوصى الرحمن بوصلها تراحماً وتكافلاً، وأن تبعد عنها أشواك العصبية الضيقة حتى لا تضطر ان تكون هى الملاذ حيال فشل الممارسة السياسية وتصاعد إنتهاكاتها التي تتعدى شخص الضحية وصولاً الى هرم القبيلة لاقدر الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عوض فلسطيني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست