يعتقد الكثير من المراقبين والمفكرين فى العالم العربى إن الولايات المتحده الأمريكيه لم تبدأ بعد فى تنفيذ خطتها الراميه الى إعادة تشكيل دول المنطقه وفقاً لإستراتيجيتها المعلنه والقاضيه بضرورة قيام شرق أوسط جديد غير مصدر للمتاعب تلعب فيه إسرائيل دوراً محورياً وتمسك فيه بخيوط إدارة الشأن العام بالنسبه للدول والأنظمه التى ستبرز للعلن بوجوه جديده والمطلوب منها أن تدور جميعها فى فلك إسرائيل وذلك على كافة المستويات ـ سياسيه كانت ـ إقتصاديه وعسكريه كذلك . هذا الإعتقاد الذى يدور بتوجس وقلق وما فتئ أولئك المراقبين وراسمى سياسات الدول يحذرون منه ومن تداعياته الخطيره لم يبدأ فحسب بل نحن الأن نعيش فى خضمه ونخوض فى لجته ونحصد نتائجه وبتنا على بعد أخر وأخطر ثلاثه خطوات من إكتماله ومن ثم الإعلان رسمياً وفرض واقعه المخطط له والعمل على حراسته بتلك القواعد العسكريه والأساطيل الأمريكيه المنتشره ببراح فى كل شبر من أراضى وبحور دول المنطقه . الضربه الأولى واللبنه التى شيدت فيها الولايات المتحده الأمريكيه البنيه الأساسيه للشرق الأوسط الجديد بدأت منذ سبع سنوات ، أى منذ خواتيم العام 2010 م وهو العام الذى إندلعت فيه وعلى حين غره ثورات الربيع العربى التى كانت أشبه بتسونامى إجتاح معظم الدول العربيه وثورات الربيع العربى وهبات الشعوب المذهله تلك لم تكن ( مؤامره ) أو تخطيط أمريكى ـ أميركا نفسها فوجئت بالأمر وشلتها المفاجأه إذ لم يدر بخلدها أبداً أن يأتى يوم وتهب فيه الجماهير العربيه هكذا وتخرج عن بكرة أبيها لتسقط أنظمه قمعيه دكتاتوريه جثمت على صدر الشعوب لعشرات السنين وجرعته كل صنوف الإذلال والتعذيب . الولايات المتحده الأمريكيه لا تحبذ لعبة الروليت الروسى حتى تغامر بالتخطيط لهبه عارمه كهذه تطيح بخيالات مأته وحفنة عملاء يخضعون لرغباتها بالكامل ويمنحونها أكثر مما تريد أو تطلب وعندما أفاقت أمريكا من تلك الدهشه التى شلت حركتها وعقدت لسالنها لوهله بدأت تحركها على الفور وبكل ما تملكه من إمكانيات هائله وموارد إندست بين صفوف الثوار وسرقة الثورات . وحولتها لفوضى ( خلاقه ) إستطال أمدها وتبعثرت الدول وبنت على هذا الخراب والدمار الهائل قواعد شرق أوسطها الجديد وشيدته على أجساد وجماجم مئات الألوف من العرب وكما قدمت من قبل لأفغانستان رجلها ( حامد كرزاى ) دفعت بمواطنها اللواء حفتر ليتصدر المشهد الليبى قائداً للثوره !! وهكذا فعلت فى بقية دول المنطقه وعمدت الى دس عملاءها بين ثنايا الشعوب الثائره لإطالة أمد الفوضى وللمزيد من الشرذم والإحتراب والتقتيل بين الثوار أنفسهم ليحدث فى المنطقه دمار ما أنزل الله به سلطان وسوريا والعراق شاهدان يقفان على ذلك . وفيما تنشغل دول المنطقه وتشتعل وتقتتل فيما بينها تطرح الولايات المتحده الأمريكيه ورقة الإعتراف والتطبيع العلنى مع إسرائيل على دول المنطقه وتدشن هذه الخطوه بنفسها وذلك بإعلان رئيسها دونالد ترامب عن نقل سفارة بلاده للقدس فى خطوه تعنى تكريس الإحتلال وغسيل للأراضى المحتله وتجييرها لصالح إسرائيل ـــــ ودول عربيه الأن قطعت شوطاً بعيداً فى تنفيذ المطالب الأمريكيه القاضيه بالتطبيع مع دويلة بنى صهيون وهذا ما سيحدث وما سيتم إعلانه بكل جرأه قريباً خطورة الأمر تكمن فى تنفيذ هذه الخطوه والإعلان عنها ستقسم المنطقه الى فسطاطين !! دول مع والبحرين أعلنت عن ذلك ودول ضد التطبيع هنا ستختلف خارطة التحالفات فى المنطقه وما لم يتم التفاهم جيداً وجدياً بين الزعماء والقاده العرب وقتل هذه الخطوه بحثاً وتخمين ردات فعل الشارع العربى والإسلامى وحساب ذلك جيداً ستحتضن إيران من جديد الدول المارقه وسترتمى فى أحضانها كل دول الضد ما سينجم عنه تحالف جديد بالغ الخطوره وهو تحالف دول ( الممانعه ) الذى سينشأ برعايه روسيه كريمه وإسناد أردوغانى هائل وغير مسبوق وبقوه إيرانيه باطشه قادره على تحويل المنطقه الى جحيم مايهمنى كباحث وكاتب رأى هو أين ستقف بلادنا من التطورات القادمه ؟ وكيف يمكن للسودان تحمل الشد والجذب الممارس عليه الأن من قِبل دول حصار قطر وقطر نفسها التى تدين لإيران بجميل فك عزلتها وكسر طوق حصارها والوقوف معها وفى صفها وقفه صلبه وقويه وتاريخيه لا ينكرها إلا مكابر مهما إختلفنا مع إيران أو إتفقنا معها ـــ هذه المعضله وحالة الشد والجذب هذى التى يتعرض لها السودان وهو يقف حائراً بين أربعه أشقاء مختصمون لكل شقيق منهم ديناً أخلاقياً لديه ... هذا الوضع هو ما سنحاول فك طلاسمه وحلحلت شربكته فى مقالنا القادم بإذن الله .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ياسر قطيه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست