|
الصوفي المعذب بقلم علي بلدو
|
06:40 AM November, 11 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
اقوال اخرى
التمرد,الهاشمية, الكبرياءو التواضع و التفردو تلك هي صفاته التي لا تنتمي الا اليه. و اندثر و تكسر زمانه الجميل فما استطاع ان يعصف باحلامه الوردية و ذكرياته المعتقة و تلك البشاشة التي تجهل الاصباغ و البروتوكولات. سكنه الشعر و الفه و صار شغله الشاغل اتتعانق السعادة و الشقاء و كبرياء الجرح في درامية يندر ان يجود الزمان بمثلها. عالمه الشعري يحتشد بكثافة انسياب تفعيل النص , فتتدفق طاقاته الشعرية في انسيابية و انشائية يختلط فيها المضارع بالوهن و النحت في ايقونة الذكرى في حضرة التجلي و انبهارات التخلى و خمرة الوصل و كرمة الوصال! يمزج كل شئ من واقعية تنضح بخيال ترق التجليات جمالية محتفية بنشوة و عذوبة و عاطفية عارية , محاولة الامساك بلحظات ادهاش شعرية حالمة. شاعرنا المعذب بصوفيته القحة و القه الملتاع, كانما كان في بني غرزة متربصا بمضارب مجنون بني عامر قيس بن الملوح و معشوقته ليلى العامرية , فصار قلقا ,متمردا’نزقا. استهوته المها و العيون الحواضر فامتطى جموح المفردة , فحل بديار عمر بن ابي ربيعة فغازل (سعدى) في سوق امدرمان و (سكينة بنت الحسين) بابوروف, و فاطمة بنت عبدالملك بن مروان بالسجانة و (البغوم) بابي كدوك و 0(كلثم ) بالشجرة و (مي و عزة) بشوارع حي الكتياب. اغراه الناس بالتراث اليوناني فتسكع مع فينوس على شواطئ النيل, و هرب من النظام العام عندما ارتشف من (جوليت) بعضا من الرحيق, (و حمل مع جان دارك رايتها و احتسى خمر باخوس حتى الثمالة و حارب مع مارس حتى النصر و حمل كما هرقل الالام و احلام هذا الجيل. و لتواضعه الجم و عدم اهتمامه بالمظاهر لم يهتم له الكثيرون و نسيه الجميع بل لم يكونوا يعرفونه ايضا بعذاباته و الحانه الشجية في زمن الزيف و الضلال و النفاق الذي نعيشه الان . انداح معذبا في حلقات الذكر بودنوباوي تحت الرايات الصفراء و الحمراء و الخضراء في حالة خلوتية انفاسية عرفانية من الطبقات العليا , منشدا بصوته الرخيم:
يا سائق الاظعان بين البوادي سر بي مع الركبان و احفظ فؤادي وجه الوجودالحق لازال خافي ما منه من مشتق \كن منه صافي فان من قد رق يدري المنافي و الحسن بالاحسان فامدد ايادي قبل ان يشهق شهقة عظيمة و ينفث من صدره هواء احرق زمن حوله , ليمضي بعيدا بعيدا بعيدا!
|
|
|
|
|
|