الثورة قطعت الطريق علي عملية تطبيع كاملة إبتدأت في العهد البائد في شكل مصفوفة كاملة تعتمد نظرية الجزرة و العصاة . العصاة كانت هي تأزيم الوضع الإقتصادي المتأزم أصلاً ، و الجزرة كانت رفع العقوبات وازالة السودان من قائمة الإرهاب ، و قد تحدثت الصحف الاسرائيلية عن توسط تل ابيب لرفع العقوبات في حينها !
حاولت القوي التي تقف وراء عملية التطبيع استئنافها مباشرةً بعد تنصيب الحكومة و لكن الحكومة الجديدة مانعت ربما إستعصاماً بالمبادئ أو ربما خوفاً من ردة فعل الجماهير و خوفاً من وصمها بنظرية المؤامرة.
عاودت القوي التي ترعي العملية استخدام سلاحها القديم جزرة المساعدات المالية و عصا العقوبات الاقتصادية و القائمة الأمريكية للإرهاب وهذا يفسر لماذا كان مشهد التعنت الامريكي غريباً ولا يمكن فهمه فما يجري تحت المنضدة كان هو ما يضبط حركة المشهد و ليس ما يجري فوقها !
بعد تسعير أوار الأزمة الاقتصادية و توظيف السلاح النفسي حين بلغت اللحظة ذروتها الدرامية بالتجاهل التام الذي تعرض له رئيس الحكومة الانتقالية و لمدة إسبوع كامل إبان زيارته لواشنطن تغيرت اتجاهات اللعبة بصورة مفاجئة و كان الختام الرمزي بلقاء عنتبي الذي جري ظهيرة الثاني من فبراير .
كل شئ يبدوا منطقياً الآن ، لا يهم التفاصيل الدقيقة ... هل توافق لابسي البذة المبرقعة مع المدنين علي ان يتولي كبرها كبيرهم بينما ينسحب ممثل المدنية الأقل حماساً أو الأكثر خوفاً من عقابيل الخطوة و يقفز علي أول زيارة خارجية متوفرة إلي أن تمر العاصفة ! هل كان إعلان السياسي الكبير في نفس اليوم انسحابه من الحياة السياسية خطوة إستباقية لإتقاء لهيب الاحتراق التاريخي أم تجهيز لإعادة التأهيل للعب دور جديد في الواقع الجديد ! لا يهم ذلك كله الآن لأن المهم هو هل سيغطي المشترِي شيكه ، أم سيغني صاحب الجُند كما غني إبن زيدون : مالي وللدنيا غُرِرت من المني فيها ببارقة السراب الخادع !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة